يفتتح في العاصمة البريطانية، غداً، مؤتمر لندن لمعالجة أزمة النازحين في سوريا والمنطقة، والذي يشارك فيه رئيس الحكومة تمام سلام على رأس وفد رسمي، حيث يعرض لبنان حاجته إلى مبلغ 11 مليار دولار للتعامل مع واقع أزمة النازحين.
وقد ترأس سلام، مساء أمس، اجتماعا تحضيريا ضم ممثلين عن الدول والمنظمات والهيئات المنظمة لمؤتمر «مساعدة سوريا والمنطقة» حول النازحين السوريين.
حضر الاجتماع وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن، سفير بريطانيا هيوغو شورتر، سفير المانيا مارتن هوت، سفير النروج بيتر سمبني، المنسق المقيم لأنشطة الامم المتحدة ومنسق الشؤون الانسانية فيليب لازاريني وحنين السيد ممثلة المدير الاقليمي للبنك الدولي.
وفي حين توحي المناقشات الجارية منذ أسابيع أن المؤتمر يتجه للتعامل مع أزمة النازحين على المدى المتوسط وليس الآني، بمعنى أن يتمّ تمويل مشاريع إنتاجية للنازحين السوريين وكذلك للمجتمعات المضيفة لهم، فإن لبنان كان قد عبّر عن مخاوفه من تحوّل هذا الأمر إلى توطين فعلي لهؤلاء النازحين. كما يشكو لبنان من ضآلة المساعدات التي تصرف للنازحين، وكذلك من عدم وفاء الدول بالالتزامات المالية التي قدّمتها في المؤتمرات السابقة.
في هذا السياق، أشارت معلومات السفارة البريطانية الى ان خمسين في المئة من قيمة المساعدات المخصصة للبنان وصلت اليه فقط وهي لا تتجاوز ملياراً ومئة مليون دولار، بينما الرقم 11 ملياراً التي يحتاجها لبنان فعلاً، ستصرف على مدى السنوات الأربع او الخمس المقبلة.
وذكرت المعلومات انه من غير الواضح كم ستدفع الدول المشاركة في مؤتمر لندن وعددها نحو سبعين دولة، فهي ستجتمع وتقرر الحاجات وحجم المساعدات الممكنة. لكنها أشارت إلى أن مساعدات المملكة المتحدة منذ العام 2011 حتى اليوم، بلغت أكثر من 330 مليون جنيه استرليني (500 مليون دولار أميركي) لتعزيز الاستقرار في لبنان، كما خصصت ما يفوق المليار جنيه استرليني (1.5 مليار دولار أميركي) للأزمة السورية أنفقت على التعليم والتنمية والشؤون الإنسانيّة وحفظ الأمن والاستقرار في لبنان.
وقد اعلن السفير البريطاني المعين في لبنان هيوغو شورتر، أمس، في لقاء مع الوفد الإعلامي المرافق لرئيس الحكومة تمام سلام الى مؤتمر لندن لمعالجة أزمة النازحين في سوريا والمنطقة، ان بريطانيا تعمل على مشاريع طويلة الأمد لمساعدة لبنان والمجتمعات المضيفة للنازحين السوريين تمكنهم من الصمود الى حين عودتهم الى بلادهم، مؤكداً على ضرورة الاستفادة من الفرصة السانحة حالياً لإيجاد الحل السياسي للازمة السورية.
واوضح السفير شورتر ان المخطط الذي تعمل له بريطانيا مع الدول الشريكة في المؤتمر (المانيا والكويت والنروج والأمم المتحدة) يقوم على مساعدة لبنان لإيجاد فرص عمل للنازحين واللبنانيين، وإقامة مشاريع إنتاجية مع البلديات في البلدات التي تستضيفهم، وكذلك إقامة مشاريع بنى تحتية وتربوية لاستيعاب الطلاب اللبنانيين والسوريين، بما يعود مستقبلاً بالنفع على اللبنانيين بعد عودة النازحين الى بلادهم.
ورداً على سؤال عن مخاوف اللبنانيين من توطين النازحين السوريين عبر إطالة أمد مشاريع الدعم والتعليم والبنى التحتية، قال السفير البريطاني: المؤتمر يُعقد تحت عنوان «سوريا والمنطقة» لا سوريا ودول الجوار فقط. أنا أتفهّم هذه المخاوف، ولكن هدف المؤتمر هو مساعدة النازحين السوريين في المنطقة الى حين تمكّنهم من العودة بأمان الى بلادهم عندما تصبح الظروف مؤاتية، والحؤول دون توطينهم الدائم، حيث يقيمون حالياً. وهذه ستكون رسالة واضحة من المشاركين في مؤتمر لندن. والى حين تمكنهم من العودة الى بلادهم، هناك شراكة طويلة الأمد بين لبنان والدول المانحة لتأمين الفرص الاقتصادية والتعليم للاجئين والمجتمعات المضيفة والاستجابة لحاجاتهم الإنسانيّة. والأهم انه بعد عودة النازحين سيبقى الدعم قائماً للمجتمعات المضيفة.
وعن فرص الحل السياسي في سوريا، قال شورتر: هناك عملية سياسية تحصل الآن، وقد يكون هذا المسار الأفضل لإتمام الحل السياسي منذ خمس سنوات حتى اليوم، ونريد إعطاء هذه الفرصة أفضل الجهود لإنجاحها، لأنه في النهاية لا بدّ أن يكون الحل سياسياً.
وعما إذا كان هدف المجتمع الدولي من خلال المؤتمر يهدف إلى منع تدفق النازحين الى اوروبا، قال السفير البريطاني: إن اهتمام بريطانيا بالأزمة ليس جديداً أو مفاجئاً، بل يعود إلى بداية الأزمة عام 2011، حيث قامت المملكة المتحدة بدعم الدول في المنطقة منذ بدء الأزمة، وهي ثاني أكبر الدول المانحة بعد الولايات المتحدة الأميركية.
مؤتمر لندن نحو مشاريع إنتاجية للسوريين واللبنانيين
0