أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يوم الاثنين، أن وقف الأعمال القتالية في سوريا متماسك إلى حد كبير، والقوى الكبرى والإقليمية تتابع بعض الحوادث التي يؤمل أن يتم احتوائها. في حين تعقد “المجموعة الدولية لدعم سوريا” اجتماعا في جنيف، عند الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، لمراجعة تطبيق اتفاق إطلاق النار، بدعوة من فرنسا.
وقال بان كي مون للصحافيين في جنيف، بعد محادثات مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا: “بشكل عام يصمد وقف الأعمال القتالية حتى على الرغم من وقوع بعض الحوادث.”
وأضاف “لكن مجموعة العمل والأعضاء الآخرين في المجموعة الدولية لدعم سوريا يحاولون الآن ضمان ألا يمتد أكثر و(ضمان) استمرار وقف الأعمال القتالية.”
وفي هذا السياق، قال الأمين العام لـ”حلف شمال الأطلسي” ينس ستولتنبرغ، إن “الهدنة الهشة في سوريا متماسكة بدرجة كبيرة في ما يبدو، لكن الحلف قلق من الحشد العسكري الروسي في سوريا”.
وأضاف ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في الكويت “رأينا بعض التطورات المشجعة على أن وقف إطلاق النار متماسك بدرجة كبيرة، لكن في الوقت نفسه رأينا بعض التقارير عن انتهاكات لوقف إطلاق النار.”
وتابع “نحن قلقون من الحشد العسكري الروسي الكبير الذي شهدناه في سوريا بقوات برية وقوات بحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط وقوات جوية تشن ضربات.”
في غضون ذلك، تعقد “المجموعة الدولية لدعم سوريا” اجتماعا في جنيف، استجابة للطلب الفرنسي لبحث تقارير تتحدث عن وقوع انتهاكات لاتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت للصحافيين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: “تلقينا مؤشرات على أن هجمات بعضها جوية استمرت ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة.”
وأضاف “كل هذا يحتاج إلى تحقق. لذلك طلبت فرنسا أن تجتمع قوة العمل المكلفة بالإشراف على وقف الأعمال القتالية من دون تأخير.”
وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس وفد التفاوض التابع لـ”الهيئة العليا للتفاوض” المدعومة من السعودية أسعد الزعبي، أن الوقف الهش للعمليات القتالية الذي بدأ يوم السبت، أصبح يواجه “إلغاء كاملا” بسبب هجمات من جانب الجيش السوري، انتهكت الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا.
وقال الزعبي لتلفزيون “العربية الحدث” إن الهدنة التي بدأت في وقت مبكر يوم السبت “انهارت قبل أن تبدأ”، مضيفاً “نحن لسنا أمام خرق للهدنة…نحن أمام إلغاء كامل للهدنة.”
وأشار إلى أن “المعارضة لديها بدائل عدة لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك”، قائلاً: “أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماما في كل الاختبارات..عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام (السوري)”.
وأضاف “لا تبدو أي مؤشرات لتهيئة بيئة” لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من آذار.
من جهة ثانية، أكدت الحكومة السورية، اليوم أن وزير خارجية السعودية عادل الجبير يحاول إحباط اتفاق وقف “الأعمال القتالية” في سوريا.
ونقلت “وكالة الأنباء السورية” (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله، إن “تصريحات الجبير عن خطة بديلة في ما يتعلق بالتطورات الحالية في سوريا مجرد محاولة لإحباط وقف الأعمال القتالية”.
واعتبر أن “تصريحات الجبير تمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 2268 ومحاولة لإفشال وقف الأعمال القتالية، وجرعة كاذبة لرفع معنويات أدواته المنهارة في سوريا ومقدمة لنسف جهود الحل للأزمة”.
(“سانا”، روسيا اليوم، أ ف ب، رويترز)
بان كي مون: الهدنة صامدة في سوريا
0