أن تهاجر … يعني انك لبناني

لا تعليق
مقالات وتحليلات
3
0

كتبت للديمقراطي اللبناني هلا نجّاد * :

احترت بأمري منك يا وطني ، أفخر بك؟ أو اغضب منك؟ أي شعور ينتابني ؟؟؟ لست أدري ……..

وأخيراً قررت الهجاء ، قررت البوح بكامل أحاسيسي :

كفانا يا وطني !! كفانا !!

كفى هجراناً ، كفى اغتراب و كفى منفى في أرض الوطن…….

وطن النجوم ، أين أبناؤك؟؟ أين فلذات اكبادنا ؟؟ من ولدوا و ترعرعوا على حبك، على أرضك ، تنشقوا هواك ، عبدوا سماك ، وفي النهاية اختاروك منفى و اختاروا الغربة وطناً ، نعم وطن .

وطن يقدم لهم : علماً ، عملاً ، مأكلاً و مأوى ، أمان و استقرار ، حرية سلام ، لا دمار .

اعذريني بيروت إن جرحتكِ كلماتي ، ولكن خناجر الصمت مزّقت أوردتي وسال الدمع كاتبا لا الحبر ، فالهجرة مرض رافقني منذ الولادة ، مرض مزمن لا دواء له ، قالوا لي ليس له حل فأطباء العالم بأسره  لم يستطيعوا ايجاد الدواء لمرضي.

  ست الدنيا و أم الشرائع، ماذا بقي من دنياك؟؟ و اين اصبحت شرائعك؟؟

ذهبوا مع أولادك الى الغربة، حينما ناداهم البحر ، فهبوا مسرعين ملبين النداء ، فأصبحت دنياك خراب و خوف ، تسلط و استبداد ، و ذهب الامن و العيش السلمي مع مسلميك و مسيحييك في الخارج، وحل الحقد و الخلاف بينهم في الداخل .

اما شرائعك ، فنصبها المسافرون شراعاً تحميهم من زخ المخاطر خارجاً و تركوك عارية منها، لا شرائع ولا قوانين  فعلية كلها مطبوعة و منصوصة ، ولكن !! حبراً على ورق ، فالسياسة اليوم والسياسيين هي ام الشرائع التي تدار حسب التيار .

ست الدنيا، يا ام جبران و حسن كامل الصباح ومايكل دبغي و رمال رمال ، هلّا سألت نفسك يوما لما مبدعيك هؤلاء لمعوا نجوما في الخارج في الوقت الذي تنهار احلام وتتحطم اماني على مداخل جامعاتك الرسمية والخاصة في كل عام و تهاجر ادمغة و نخسر أفئدة على أدراج المطار يومياً؟؟

لما اللبنانيون دوما مبدعين في الخارج ، وفي الداخل دوماً متناحرين؟؟

اعتذر ان كان جوابي قاس عليك، لكن الحقيقة ان الفرد ليشعر بالمواطنية الصالحة والانتماء الحقيقي لأرضه يجب ان يشعر بالامان و الاستقرار على تلك الأرض .

وهذا ما لا يشعر به أبنائك على ارضك في حين تحضنهم دول الخارج عند الوصول لتؤمن لهم ما لم يجدوه عندك، وهكذا ، حينما يرتاح العقل و تطمئن الروح و يكتفي الفرد بما حصل يبدا جني المواسم فتحصد دول الخارج زبدة الغلال وتستفيد منها أما أنت حتماً أنك تفرحين ، وانا أيضا، لكن هذا الفرح يمتزج مع غصة عالقة لا تباح .

وهنا يخرج السؤال بديهيا ً : ” الى متى؟”.

الى متى يا لبنان ستبقى أمهاتنا تنجب لتغرّب ؟ الى متى يا لبنان ستبقى وجهتنا الوحيدة المطار؟؟ الى متى يا لبنان سيبقى الشلل في العطاء على ارضك و سيبقى فيض المعارف يخرج من أولادك في الخارج؟؟  و الى متى ؟؟ و الى متى ؟؟ الى متى يا لبنان سنبقى نسال هذا السؤال ؟؟

سؤال ينتظر الجواب……. .

 

هلا نجّاد : طالبة إعلام وناشطة إجتماعية