وجّه الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات في ذكرى عدوان تموز 2006 ، تحية إجلال وتقدير لأرواح الشهداء الذين سقطوا من أجل تحرير أرض الوطن ، عبر شاشة قناة الاتجاه خلال حديث مع الإعلامي توفيق شومان ضمن برنامج حديث اليوم، مشيراً إلى أن لبنان ينعم بالاستقرار والأمن بفضل المقاومة اللبنانية.
وأضاف بركات “إن المقاومة اللبنانية قدّمت نموذجاً مهماً من خلال انتصارها على إسرائيل في العام 2000 وفي العام 2006، وصنعت توازن الرعب لأول مرة في تاريخ الصراع العربي- الاسرائيلي”.
وأكد “أن السيد حسن نصرالله أثبت أنه قائداً تاريخياً ورأى فيه العرب والمسلمين وأحرار العالم صورة جديدة للقائد التاريخي جمال عبد الناصر، ولو كان السيد نصرالله مسلماً سنياً لزعّموه على العالم العربي تماماً كما كان جمال عبد الناصر. ولكن للأسف الشديد حاول البعض وما زال تشويه صورة هذه القائد التاريخي وهذه المقاومة البطلة التي استطاعت أن تحقق هذه الانتصارات على الإسرائيليين، ولكنهم لم يستطيعوا النيل لا من السيد حسن نصرالله ولا من المقاومة. وإن هذه المقاومة ستؤكّد للجميع بأنها هي التي تحمي الأمن والاستقرار في لبنان وهي الآن المعادلة الأقوى في عالمنا العربي في مواجهة إسرائيل والمشروع الأمريكي الصهيوني التكفيري الإعرابي في المنطقة العربية. ومثلما كان السيد نصرالله واثقاً من تحقيق النصر في الـ2006 هو واثق الآن من القدرة على مواجهة أي عدوان اسرائيلي على الأراضي اللبنانية والإنتصار عليه”.
ولفت بركات إلى أن الأميركيين والأعراب يحاولون تشويه صورة المقاومة وإذكاء النعرات المذهبية وصرفوا مئات الملايين من الدولارات من أجل إحداث صراع بين السنة والشيعة، ولكن المقاومة ما زالت قوية وقادرة على المواجهة من خلال قدرتها على فرض الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية وفي الانتصار الإلهي الذي تحقق في العام 2006 . وأشار إلى أن هناك للأسف أطراف سياسية ما زالت تطالب بسحب سلاح المقاومة الضمانة الوحيدة للبنان والضروري في عملية استثمار الثروة النفطية.
وأضاف: ” كان الهدف الاساسي من عدوان تموز 2006 تهجير أبناء الجنوب من مناطقهم ومنعهم من العودة إلى بلداتهم وضرب المقاومة وتصفية وجودها بالكامل، كما كشف إيليوت أبرهامس في مقاله الأخير منذ أسبوع عن نيات أميركا وإسرائيل من عدوانها على لبنان. ولكن المقاومة التي استطاعت أن تُحبط أهداف العدوان الإسرائيلي في الـ2006 وأبناء الجنوب الذين عادوا إلى أرضهم وافترشوها والتحفوا السماء في اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار كان بمثابة الرد الطبيعي لإسقاط هذا العدوان، والذين أكّدوا يومها أنهم متمسّكون بالأرض ولن يتركوها مهما كان الثمن، في تلك الفترة بالذات استطاعت المقاومة أن تقدّم النموذج الحضاري الأهم في تاريخ الثورات في العالم عندما حرّرت الأرض في العام 2000 ولم يسجل على الإطلاق ولو ضربة كف واحدة في المنطقة الحدودية ضد أهالي وأبناء وحتى بعض الذين تعاملوا مع الكيان الصهيوني ومع إسرائيل طوال ثلاثين عاماً وأوكلت إلى الدولة اللبنانية متابعة هذا الملف. “وإنني أذكر في هذه المرحلة بالذات أننا ذهبنا والمير طلال أرسلان إلى مدينة حاصبيا وكان الإحتلال الإسرائيلي لا يزال ينسحب من على جسر الحاصباني، اقتناعاً من المير طلال شخصياً بأنه يجب ان يكون بين الناس لمواجهة أي محاولات لزرع الفتنة بين اللبنانيين ، فعل المير طلال ذلك كما فعل أبناء الجنوب وأستطاع أن يصل إلى حاصبيا ورفاقه في قيادة الحزب الديمقراطي اللبناني تماماً كما فعل الامير مجيد أرسلان عندما دخل المالكية وحارب العدوان الإسرائيلي وانتصر عليهم في هذه المعركة الشهيرة”.
وأمل بركات في ذكرى انتصار المقاومة في العام 2006 أن يكون هذا اليوم عيداً وطنياً لأنه يشكّل الانتصار الوحيد الذي حقّقته الدولة اللبنانية بفضل المقاومة، وأبناء الجنوب الصامد الذين تشبّثوا بأرضهم واختبروا المعاناة وحدهم كما اختبروا النصر وفهموا معناه وحدهم.