أشار الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات في حوار سياسي على شاشة المنار ضمن برنامج “مع الحدث”، إلى أن الحكومة أثبتت عجزها منذ أن أتت في حل أبسط المسائل الداخلية وهي تتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذا الواقع القائم حالياً.
ودعا بركات إلى تحويل هذا الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال لوقف هدر المال العام والفساد المستشري الذي أصبح يشكّل فضيحة في هذا البلد، جراء عقد الصفقات وترتيب الأموال على خزينة الدولة وفي النهاية التهديد بعودة النفايات إلى شوارع العاصمة.
ولفت إلى أن الإرادة الخلافية موجودة في هذه الحكومة ما يعرقل الإتفاق على معالجة الأزمات والإصرار على ربط مصير الداخل اللبناني بالأزمات والتطورات الإقليمية، وأكّد بركات أن الحزب الديمقراطي اللبناني هو خارج الطبقة السياسية الفاسدة وخارج منظومة الفساد وأن جميع مبادرات رئيس مجلس النواب والسيد حسن نصرالله تبوء بالفشل أمام رفض بعض الجهات السياسية فك ازمة الداخل عن الأزمات الخارجية ورفض إعادة تكوين دولة المؤسسات من خلال إقرار قانون انتخابي على أساس النسبية الكاملة ولبنان دائرة واحدة وهو ما طالب به مراراً وتكراراً رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان والذي يُعد المدخل الطبيعي لإعادة تكوين السلطة على أسس وطنية صحيحة.
وأشار بركات إلى أن الأزمات داخل الحكومة مفتعلة للحفاظ على الأكثرية النيابية التي لا تريد النجاح لرئيس الحكومة تمام سلام وتخطط للعودة إلى السلطة وهي لم تنتج إلا الويلات في هذا البلد وتصر على الوقوع في الأخطاء الاستراتيجية والتغاضي عن الخروقات الإسرائيلية البرية والبحرية والجوية .
ودعا بركات إلى وقف نهب المواطن اللبناني من قبل منظومة الفساد المتكاملة التي تريد فرض زيادة على رسوم المعاينة الميكانيكية اليوم .
وفي الملف التركي رأى بركات أن الدخول التركي إلى سوريا طبعاً أمر مرفوض وسببه الأساسي وقوع الأكراد في خطأ استراتيجي عندما قرروا الخروج عن الدولة السورية في القامشلي والشمال السوري، رغبة منهم بإقامة الدولة الكردية فأعطوا الحجة لأردوغان من أجل الدخول إلى جرابلس بتغطية ودعم أميركي واضح مع العلم أن الإدارة الأميركية هي التي كانت تموّل وتدعم الأكراد ولقد صح القول بالأكراد ” مَنْ اسْتَعْجَلَ الشَّيْءَ قَبْلَ أَوَانِهِ عُوقِبَ بِحِرْمَانِهِ “.
وقال إن تركيا بعد الانقلاب غير تركيا قبله وأردوغان يتحمّل مسؤولية أساسية في تدمير سوريا وإدخال المرتزقة والتكفيريين إليها عبر تركيا وبتمويل داعش، على الرغم من أن هناك معلومات تقول أن اردوغان بعد الإنقلاب أعاد النظر بسياسته تجاه سوريا وروسيا وإيران وهناك معلومات تشير إلى عقد لقاءات ما بين قيادات أمنية سورية وتركية وهناك معلومات تشير أيضاً إلى لقاء مرتقب بين أردوغان والرئيس الأسد برعاية إيرانية وروسية، وما المواقف التي صدرت عن رئيس وزراء تركيا من أن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره بنفسه ودعوته إلى تسوية سياسية في سوريا تحفظ وحدة الدولة السورية، إلا مؤشرات واضحة على مهادنة أردوغان للدولة في سوريا لأن الهم الأساسي للقيادة التركية في هذه المرحلة منع قيام الدولة الكردية وحماية الداخل التركي من الداعشيين المتغلغلين في تركيا وتأمين الإستقرار فيها وحماية نظامه ، وهذه النقاط بعضها فيها تقاطع مع مصالح الدولة السورية وتحقيق أهداف أردوغان وهي بحاجة إلى تفاهم مع الرئيس الأسد وروسيا وإيران.
ورأى بركات في الدعم الأميركي للدخول التركي إلى شمال سوريا وانسحاب داعش من دون أية مقاومة واستخدام ما يُسمى بالمعارضة السورية في عملية الدخول هذه، محاولة أميركية تركية لإيجاد منطقة آمنة ومواقع نفوذ ميدانية للأميركيين في سوريا في مواجهة الدور الروسي بهدف إحداث توازن مع الروس على قاعدة وجود مباشر للأميركيين والأتراك في الشمال السوري.
وأمل بركات أن تكون هذه الخطوات مقدمة فعلية وجدية لإحداث تسوية في سوريا وليس لتصعيد هذه الأزمة واستمرار الحرب التي تتحمّل مسؤوليتها بالدرجة الأولى أميركا والأتراك والأعراب.