أشار الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات في حديث على شاشة الـNBN ضمن برنامج “السياسة اليوم” مع الإعلامية دارين عبد الصمد، أن عملية تشكيل الحكومة بحاجة إلى الوقت الكافي لتذليل كل العقبات التي تعترض عملية التشكيل والتأليف.
ورأى بركات أن مهمة الحكومة تكمن في ثلاث نقاط أساسية: إقرار قانون انتخابي، إقرار الموازنة والإلتفات للشأن الاجتماعي والاقتصادي وشؤون الناس.
وأشار بركات إلى أن” هذه الحكومة تماماً كما قال فخامة الرئيس هي ليست حكومة العهد بل هي حكومة مهمتها الاساسية تنفيذ هذه النقاط التي ذكرتها. وأن حكومة العهد تأتي بعد إقرار قانون إنتخابي على أساس النسبية الكاملة وبعد إجراء الانتخابات النيابية، ونأمل أن يتم إقرار هذا القانون الذي نعتبره المدخل الاساسي لإعادة بناء الدولة على أسس وطنية صحيحة”.
وأضاف أن” البلد يشهد مرحلة جديدة ورؤساء أقوياء، فإن رئيس الجمهورية فخامة العماد ميشال عون لديه مشروع ورؤية تغييرية على المستوى الوطني ولديه الكفاءة والنزاهة والقدرة على أن يحقق الوفاق الوطني، ومما لا شك فيه أن رئيس الجمهورية ليست بيده عصا سحرية ليتمكن من النهوض بالدولة لوحده وهذه مسؤولية الجميع وعلى كل الأطراف السياسية أن تتعاون من أجل النهوض بالدولة وإعادة تكوين السلطة على اسس وطنية صحيحة ومواكبة كل التطورات التي من شأنها الحفاظ على استقرار البلد وعلى نهوضه اقتصادياً وإجتماعياً وتنموياً. كما ان الرئيس المكلّف الشيخ سعد الحريري لديه أيضاً رؤية تغييرية للذهاب إلى بناء دولة حقيقية وأن الرئيس بري يشكّل صمام الأمان ويملك الرغبة والإرادة الجدية لبناء دولة على أساس قانون انتخابي عصري يقبل به جميع الأطراف لكسب ثقة اللبنانيين”، وفي هذا السياق لفت بركات إلى ” أننا كأحزاب ومنظمات ومجتمع مدني علينا أن نرفض قانون انتخابي على أساس الستين وعلينا أن نصر على المطالبة بهذا الحق حتى لو تتطلّب ذلك النزول إلى الشارع ” .
وفي موضوع تشكيل الحكومة والعقد المسيحية أشار بركات إلى ان الانسجام الوطني العام والرغبة في الذهاب للاستقرار الإقتصادي والسياسي والاجتماعي يستلزم إيجاد حكومة وحدة وطنية، وأن الكل يجب أن يمثّل بغض النظر عن عدد الوزارات، مع ضرورة الابتعاد عن البدع في ايجاد وزارة سيادية ووزارة غير سيادية والتخلّص من نظام التمييز العنصري، وأكّد أنه من حق الحزب الديمقراطي اللبناني أن يُمثّل في هذه الحكومة من منطلق التمثيل الشعبي والتمثيل السياسي بغض النظر إذا كان عدد الوزارة ثلاثين وزيراً أو 24 وزير وأننا متّفقون مع الوزير وليد جنبلاط على مقاربتنا من موضوع تشكيل الحكومة .
وقال بركات:”متأكّد أن الرئيس الحريري سيتمكّن من تذليل العقبات بمساعدة فخامة رئيس الجمهورية والرئيس بري وجنبلاط وجميع الأطراف السياسية الوطنية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية يتمثّل فيها الجميع لإنقاذ وتطوير بلدنا.”
وأضاف أن المرحلة الجديدة تستدعي عدم إلغاء أحد والتفكير بالمصلحة الوطنية العليا وتظافر جهود جميع اللبنانيين بدون استثناء والانخراط في ورشة وطنية حقيقية لإنقاذ البلد.
كما أشار بركات إلى أنه “علينا الاستفادة من الإجماع الدولي والإقليمي والعربي على استقرار لبنان ودعمه ومنعه من الانزلاق إلى الحروب في المنطقة ، وعلينا أن نبني على هذا القرار لإعادة تكوين السلطة وتكوين لبنان على أسس صحية تحميه في السنين القادمة”.
وأكّد أن خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سينعكس على البيان الوزاري وسيشكّل قاعدة له مع ضرورة الالتزام بالثوابت الوطنية ، العداء لإسرائيل وحقنا في مقاومة العدو ومواجهة التكفيريين.
ولفت إلى ضرورة التواصل الطبيعي بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية في وجود أكثر من مليوني سوري على الأراضي اللبنانية، والتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري في التصدّي للتسلّل الإرهابي على الحدود المشتركة، مؤكّداً ان الدولة السورية ستتمكّن من الانتصار على الإرهاب والذهاب إلى حل سياسي يحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً ومؤسسات خصوصاً وأن هناك تقدّم ملحوظ للجيش السوري على الأرض مع تغيير سياسة أميركا في المنطقة العربية إثر انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتّحدة الأميركية واستعداده لمحاربة الإرهاب لا محاربة نظام الأسد والتفاهم مع روسيا لتحقيق ذلك .
ورأى أن نجاح ترامب في أميركا هو نجاح للأصولية الأميركية التي ترغب في إعادة إحياء الجنس الأبيض في أميركا في مقابل الحداثة التي كان يمثلها الحزب الديمقراطي برئاسة أوباما، بغض النظر عن شخصية ترامب وشخصية كلينتون إنما الشعارات التي أطلقت على مستوى الداخل الأميركي هي التي ساهمت بوصول ترامب إلى الرئاسة في أميركا.
وأضاف “أعتقد أن ترامب هو شخصية تسووية مدركة للتطورات الحاصلة في المنطقة وأكبر دليل على ذلك أنه أعلن تخلّيه عن العولمة، وبالتالي تخلّيه عن العولمة يدفعه إلى الاهتمام بالشأن الداخلي الأميركي وصورة أميركا على مستوى العالم وتحديداً العالم العربي . ومما لا شك فيه أن الصراع القائم في المنطقة هو صراع مفتوح ولا يمكن أن ننتظر حلول سريعة لأزمات المنطقة لأنها بحاجة إلى المزيد من الوقت من أجل أن تتبلور الحلول الملائمة لإنهاء الصراعات في المنطقة، انما من الواضح أن الحرب على الإرهاب على المستوى الداخلي إن كان في العراق أو في سوريا او في لبنان او في اي بلد من البلدان العربية يأخذ دوراً متقدماً وأن الرأي العام العالمي اليوم يعمل حقيقة من أجل دعم فكرة الحرب على الإرهاب، والموقف الذي أعلنه ترامب بأن الأولوية لمحاربة داعش هو اكبر دليل على أن الرأي العام العالمي اليوم يتّجه نحو مواجهة الإرهاب الذي بات يهدد السلم العالمي وليس فقط المنطقة العربية.