أرسلان لصحيفة اليوم السابع المصرية: “الأسد” وجه حضارى.. حنكة الرئيس السيسى تحفظ نسيج مصر ونشكره على الدعم المستمر

محبة القاهرة تفوح فى شوارع بيروت.. وزير المهجرين اللبنانى لـ”اليوم السابع”: العالم جند الإرهاب لتفتيت سوريا وخدمة إسرائيل.. “الأسد” وجه حضارى.. حنكة الرئيس السيسى تحفظ نسيج مصر ونشكره على الدعم المستمر http://www.youm7.com/3057820

محاور الحديث مع وزير المهجرين اللبنانى طلال ارسلان

1. ما هو الدور الذى تقوم به وزارة المهجرين فى لبنان؟
تُعنى وزارة المهجرين بجميع شؤون المهجرين في المناطق اللبنانية كافة وبتأمين عودتهم الى مناطقهم وقراهم وتحصين أوضاعهم من النواحي الاجتماعية والاقتصادية كافة، وتمكينهم من الاستقرار في أماكن اقامتهم والمساهمة الكاملة في حقوق المواطنية وواجباتها.
2. ولماذا خصصت الحكومة اللبنانية وزارة للمهجرين؟
إن الحرب الأهلية اللبنانية، التي أرخت بظلالها على الحياة الاجتماعية، ساهمت من خلال الصراعات الطائفية الى تأليب فئة مذهبية على حساب فئة مذهبية أخرى. هذا الواقع أدى الى نزوح آلالف المواطنين من مناطقهم الى مناطق يشعرون فيها بأمان مع اللون المذهبي والطائفي الواحد. هذه المعضلة أنتجت شرخاً عميقاً بين مكونات المجتمع اللبناني المتنوع، وفرضت تحديات وطنية لإيجاد صيغة وآليات معينة لعودة المهجرين الى قراهم وبلداتهم بكرامة ومعنويات عالية، وإزالة حاجز الخوف من الآخر. لهذا السبب بالذات كانت وزارة المهجرين.
3. وما هى أبرز التحديات التى تواجه وزارتكم؟
التحدي الأبرز هو إيجاد الإعتمادات المالية اللازمة لإستكمال عودة المهجرين الى بلداتهم، بالإضافة الى تحصين عودتهم من خلال تأمين البنى التحتية اللازمة لبقاءهم وإستقرارهم الإسكاني. طبعاً، إن هذا الواقع يجب أن يُكرس من خلال دعم بعض المشاريع الصغيرة الحجم وتقديم بعض المساعدات الإجتماعية لكي يتمكنوا من خلق فرص عمل، وهذا ما نسميه بتحصين العودة المتعلقة طبعاً بالإنماء البلدي والريفي.
4. وما هى أبرز التحديات التى تواجه حكومة الحريري؟
لا شىء يعلو على الأمن والإستقرار في ظل منطقة ملتهبة بالتطرف، وعلى الحكومة أن تجد مناخاً من الوحدة الوطنية الكفيلة بتحصين البلد أمنياً. كما أن على الحكومة أن تعي أن لا مفر من التعاون بين الجيشين اللبناني والعربي السوري للحد من العبث بأمن وإستقرار لبنان. ناهيك أن العلاقة المميزة مع الخليج العربي، بعد فترة سادتها الضبابية، يجب أن تعود الى مجراها الطبيعي من ضمن فهم العالم العربي لموقع لبنان الجيوسياسي. هذا الموقع الجغرافي المتميز للناحية الإقتصادية هو محاصر اليوم بين اسرائيل والإرهاب الدولي الذي يأخذ من سوريا منصة اساسية لنشاطه وعلى كل العالم أن يعي حساسية الموقف اللبناني المتعلق بهذا الشأن وأن لا يُطلب من لبنان ما يفوق قدراته في هذا السياق.
ومن التحديات المنبثقة عن الأزمة السورية أزمة النازحين السوريين. طبعاً إنه واجب أن نستوعب ما يمكن استيعابه من الأخوة السوريين الذين عانوا ما عانوا من آلة الحرب الإرهابية، لكن للبنان امكانيات أدنى من كلفة هذا الملف ديموغرافياً وإقتصادياً.هنا يجب على الحكومة أن تطلب، ومن دون خجل، مساهمة الجميع في دعم لبنان الذي أصبح عدد النازحين من الأشقاء السوريين يوازي ما يفوق ثلث سكانه، وهي معادلة خارقة للتوازن الإجتماعي وتشكل خطرًا على الإقتصاد الإجتماعي اللبناني.
وفي سلم الأولويات لدى الحكومة يبقى الإتفاق على قانون إنتخاب يؤمن الحد الأدنى من العدالة الإجتماعية في وقت لا يوَّلد فيه القانون الحالي الأزمات وربما الحروب مستقبلاً من خلال سيادة القانون العرفي على القانون الدستوري وترابية فئة على فئة أخرى على أساس المذهب والطائفة.
أما أنا فلا أرى مستقبلاً للبنان إلا من منظار الدين لله والوطن للجميع، ولا تحمي حقوق الأقليات إلا الدولة المدنية. ولغاية أن يصبح هذا الحلم حلماً واقعياً علينا إيجاد السبل الممكنة لتأمين الحد المعقول من المساواة بين الحقوق والواجبات على قاعدة قانون صالح يعدل بين الناس، وهذا ما نصت عليه مواد الدستور اللبناني ذات الصلة في روحيتها.

5. هل الحكومة الحالية هى الأنسب للبنان؟
في الوقت الراهن أعتقد نعم… هي أفضل الممكن.

6. فى رأيكم هل تأثر لبنان بالصراع فى سوريا بسبب قتال حزب الله إلى جانب الأسد؟
الشكرعلى السؤال، هذا لأنه سؤالٌ في سياقه الصحيح. بعض جهابذة السياسة يعتقدون العكس بأن لبنان هو المؤثر في أوضاع سوريا. لذلك تبنى البعض تصاريح نارية ظناً منهم بأنهم قادرين على التغيير. اليوم أصبحت نسبة الوعي أفضل لناحية قناعتنا بأن اللعبة في سوريا هي أكبر من لبنان وقد تكون أكبر من الإقليم .. ولبنان يتأثر ولا يؤثر.
كل الأحداث تدل على أن العالم برمته جند الإرهاب لتفتيت سوريا خدمةً لمصالح إسرائيل … الجسم الغريب في عالمنا العربي. ومن يطلع على مقررات مؤتمر رئيس وزراء بريطانيا آنذاك “كامبل بانرمان” عام1907، أي منذ مئة عام، والذي جمع سبعة دول اوروبية، يعرف ما معنى الجسم الغريب الذي أتحدث عنه والذي أوجد خصيصاً لتفتيت المنطقة وهو المقاول الوحيد لورشة الخلل وإنعدام التوازن هذه.
إن الذي يعتقد بأن تدخل حزب الله الإستباقي في سوريا، للحد من جنوح الإرهاب بإتجاه الحدود اللبنانية هو خطأ، ويغفل بأن الأرهاب كان سيأتي الى لبنان حتماً من دون تدخل حزب الله.. فهو لا يفقه بالسياسة. فمصر لم تتدخل في سوريا ونجد إرهاباً يضرب مصر. وتونس لم تتدخل في سوريا ونجد إرهابا يضرب تونس.. والأمثال كثيرة على ذلك. وعليه، فإن تأثر لبنان بالحرب الدائرة في سوريا هو ليس بسبب تدخل حزب الله، بل لأن لبنان محكوم جغرافياً بالخارطة السورية والتداخل العائلي والإجتماعي والإقتصادي الذي يحكم البلدين هو الذي أوجد انعكاسات الحرب السورية على لبنان.. والعكس ليس صحيحاً.

7. ما هو موقفكم من الرئيس السورى بشار الأسد؟
صديق وأخ… ووجه عربي حضاري.
8. هل تأثر لبنان بانتخاب الرئيس ميشال عون عقب اعلان السعودية تجميد الهبة؟
غيمة صيف عابرة والموضوع شائك.. ويجب على الحكومة اللبنانية أن تحافظ على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية. أعتقد سيأتي النهار الأبيض ويعود الجميع الى الحوار مع ودٍ عربي تقليدي. الحقائق قد بانت ولا يجب على الجميع أن يفرطوا بهذه الفرصة. الكل بات يعرف من سبّب الحرب في سوريا.
9. ما هو تقييمك لموقف مصر من أزمة لبنان الاخيرة؟ وهل نجحت مصر فى دفع الاطراف لانتخاب رئيس وتشكيل الحكومة؟
إن مصر العربية الشقيقة هي من اللاعبين الأساسيين في سياسة المنطقة وبالتالي فإن الإيجابية المصرية في التعاطي مع لبنان وأزماته قد بيّن عن دبلوماسية راقية. كما أن الإعتدال السياسي الذي ينتهجه سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال الحفاظ على التنوع المصري والنسيج المصري المتماسك إنما يدل على حنكة في استباق محاولات التطاول على الوحدة المصرية. ولا نتناسى أن الجيش المصري يثبت في كل إستحقاق أنه الحامي للأرض المصرية والمؤسسات. كل هذا يجعلنا نرى في مصر سنداً حقيقياً لنا وهذا ما لحظناه في الفترة الأخيرة من خلال الدعوات المصرية المتكررة لضرورة إنهاء مرحلة الفراغ الرئاسي في لبنان والإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية. فكل الشكر لمصر على دعمها المستمر. كما نأمل أن تبادر الدبلوماسية المصرية خلال زياراتها الى لبنان الى توسيع مروحة لقاءاتها مع القيادات السياسية لكي تتمكن من تشكيل صورة أفضل عن التنوع اللبناني الإيجابي.

10. هل أثر تواجد السوريين والفلسطينيين على استقرار واقتصاد لبنان؟
أولاً، من الخطاء مقاربة الموضوع الفلسطيني والموضوع السوري من عدسة نفس المنظار. فالنزوح الفلسطيني هو قسري بسبب الآلة الإسرائيلية أما النزوح السوري فهو إختياري، وكان من الممكن أن يختار النازحون مناطق سورية أمنة ويذهبون إليها وهذا ما فعل بعضهم. الواقع أنني ارفض إطلاق إسم اللاجئين على النازحين السوريين الضيوف. كما أرفض صوغ أية مقررات لمجلس الأمن متعلقة بالنزوح السوري حتى لا يصبح هذا النزوح شرعياً ويتحول من خلال القرارات الدولية الى لجوء موثق. هم ضيوف، وعندما تهدأ الامور سيعودون الى الوطن الأم. وكما قلت التأثير على الإقتصاد قد وقع ويجب إيجاد حلول من خلال تفهم العالم أجمع لوضع لبنان وقدرته على التحمل.
11. ما هو موقفكم من اعلان بعض الدول العربية وعلى رأسها جامعة الدول تصنيف حزب الله فصيل ارهابى؟

إن المادة الثانية والخمسون من ميثاق الامم المتحدة التي جاء فيها صراحة تقرير الحق الشرعي والقانوني في المقاومة تقول ما حرفيته: “..ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول فرادى أو جماعات في الدفاع عن نفسها إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة…”. وهذه ما تم التأكيد عليه في عام 1977 في البروتوكولين الإضافيين لاتفاقيات جنيف 1949 م ، اللذان قالا علناً بــ” المنازعات المسلحة التي تناضل بها الشعوب ضد التسلط الاستعماري والاحتلال الأجنبي و ضد الأنظمة العنصرية ، وذلك في ممارستها لحق الشعوب في تقرير المصير..”.
إن القانون الدولي واضح في اقراره لحق الشعوب في المقاومة، و منها المقاومة المسلحة، لأجل إستقلال أرضها وسيادتها وقرارها السياسي، والمحافظة على مصالحها، ودرء الأخطار المحدقة بها ، وفي نفس الوقت حظر ومنع كافة الدول من الاعتداء والاحتلال لأراضي دول أخرى وانتهاك سيادتها، وهو بعكس السلوك الذي نراه اليوم من قبل الدول الغربية وإسرائيل خصوصاً .
لذلك، عندما يَقرْ ميثاق الأمم المتحدة شرعية الدفاع عن النفس الذي سارت عليه البشرية طوال تاريخه ، بوصفه حقاً من حقوق الانسان الذي يتعرض لاعتداء يهدد كيانه ووجوده، فهل تعود استنسابية جامعة الدول العربية في تصنيف المقاومات من أجل الدفاع عن النفس إرهاباً ذي قيمة؟ … أعتقد لا!!!