أرسلان بعد لقائه الرئيس عون: الكلام عن أن النسبية تستهدف الدروز هو كلام مغلوط ومرفوض
زار رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين الأمير طلال أرسلان، على رأس وفد من المجلس السياسي في الحزب، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، حيث عرض مع فخامته لآخر التطورات السياسية.
وصرح أرسلان بعد اللقاء قائلاً: “لا بد دائما من زيارة فخامة رئيس الجمهورية للبحث في كافة القضايا المطروحة على الساحة الوطنية في البلد، وكما تعلمون فان الموضوع الذي يجري التداول فيه بشكال اساسي هو قانون الانتخاب. نحن طبعا كحزب ديمقراطي لبناني، وما نمثل لدينا رؤية واضحة وصريحة في ما يتعلق بقانون الانتخاب منذ اكثر من 15 او 20 سنة، ومقاربتنا له موضوعية لا تلغي احدا على الاطلاق انما توسع مروحة المشاركة في اي قانون او اي مجلس نيابي جديد خاصة واننا مقتنعون ان قانون الستين او ما يروى عنه اصبح خارج العصر، اكان في الزمان او المكان، فهو بات لا يقدم اي شيء جديد للبنانيين بشكل عام، واستطيع ان اقول انه اصبح عبئا على البلد وتطوير الحياة السياسية فيه.
اضاف: لذلك، فان اللبنانيين مجمعون كقوى سياسية، بغض النظر من مع من او من ضد من على عنوان ان قانون الستين مرفوض بشكل اساسي. هناك كلام كثير حول اي قانون. انا لا اريد الدخول في تفاصيل، بل اريد ان اطرح عنوانا وهو ان النسبية هي التي تحقق عدالة وصحة التمثيل. وبامكاننا ان نتحاور على شكل الدوائر التي تطمئن كل الفئات في البلد. فاذا كانت الدوائر الموسعة كثيرا غير مقبولة نتكلم بدوائر اصغر، لا مانع لدينا، اننا منفتحون على الامر، انما المبدأ كمبدأ نحن متمسكون باقرار اي قانون قائم على مبدأ النسبية. فالنسبية لا تلغي احدا من القوى السياسية على الاطلاق بل تعزز مشاركة الاخرين. هذا كلام دستوري بامتياز ومن صلب اتفاق الطائف. فعندما يقول الطائف لبنان ديموقراطية توافقية، كيف نطبق التوافقية اذا كان من يحظى بـ 51% من الاصوات يربح كل شيء ومن يحظى 49% يخرج ويخسر كل شيء. اين الديموقراطية التوافقية في ذلك.
تابع: ان الدستور هو الذي يشجع الاستقرار السياسي والانفتاح بين الطوائف والمذاهب في لبنان يحتم علينا ان يكون المجلس النيابي، اي مجلس نيابي، لست هنا اتكلم بالاحجام، شاملا ويجمع كل اللبنانيين الذي لهم صفة تمثيلية. ومن الاجحاف والظلم ان ننجز اي قانون انتخاب لا يستطيع ان يستوعب كل فريق بحجمه التمثيلي. اتفهم البعض عندما يتحدث بتوسيع او تصغير الدوائر، هذا الموضوع نتناوله فيما بعد، ونحن منفتحون على كل حوار في هذ المسألة، انما يجب اخذ هذا العنوان بعين الاعتبار. اتينا اليوم لزيارة فخامة الرئيس وان شاء الله سنستكمل جولتنا كحزب بزيارة دولة رئيس المجلس النيابي الاخ الصديق نبيه بري بعد شفائه، وبزيارة دولة الرئيس الاخ الشيخ سعد الحريري، لنعرض طروحاتنا ونقول موقفنا المعروف والواضح والصريح في مقاربة هذا الملف.
سئل: لماذا هواجس النائب جنبلاط حول موضوع النسبية. يقال انه سيكون هناك خلال عشرة ايام قانون انتخابي، فهل لمستم هذا الامر؟
اجاب: ليس لدي تفاصيل في هذا الموضوع، وبصراحة، نحن والاخ وليد متفقون على كثير من المواضيع انما في موضوع قانون الانتخاب هناك وجهتا نظر لا تلتقيان. طبعا، احترم رأي وليد بك ومقاربته الخاصة كحزب تقدمي اشتراكي في موضوع قانون الانتخاب، ولنا رأينا في الموضوع بشكل اخر، صحيح اننا متفقون على كثير من المواضيع، لكن في موضوع قانون الانتخاب هناك مقاربتين في الجبل واضحتين وصريحتين.
سئل: هل يمكن التوصل الى قانون انتخاب قبل الدخول في اسقاط المهل؟
اجاب: ان شاء الله، ونحن نشجع الوصول الى اي قانون انتخاب لكننا لن نقبل ان يضعنا مطرقة وسدان الستين امام امر واقع. فلتتفضل القوى السياسية جميعها وتتحمل مسؤولياتها خاصة وان جميع هذه القوى يسمعها 95% من اللبنانيين تعبر عن رفضها قانون الستين عبر شاشات التلفزة ، فعلى من يرفض الستين فعلا لا قولا ان يتحمل مسؤوليته لاخراج قانون انتخاب عصري وحديث يراعي صحة وعدالة التمثيل بين اللبنانيين.
سئل: ما هي التطمينات التي تعطونها للطائفة الدرزية في لبنان، في ظل ما يقال ان النسبية تستهدف هذه الطائفة تحديدا؟
اجاب: هذا كلام مغلوط ومرفوض، اني مؤتمن على الطائفة الدرزية وجزء من هذا المكون التاريخي العريق في هذا البلد . لقد قلت في كلمتي انني اتفهم البحث في حجم الدوائر. قد تقول لي ماذا يؤثر الصوت الدرزي اذا كان لبنان دائرة واحدة وفق النسبية، فاقول معك حق، انه لا يؤثر على دائرة موسعة كثيرا، وقد تشعر اقليات اخرى في البلد الشعور نفسه. لكن اذا كانت الدوائر مصغرة، ولاعطي مثالا بعبدا الشوف وعاليه، فان الصوت الدرزي يمثل فيها حوالي 90 الى 100 الف صوت. وفق النسبية، بماذا يشكل خطرا، لا بل بالعكس يكون الدروز اقوى قوى ناخبة على هذا المستوى. لذلك قلت اننا مع البحث في حجم الدوائر، لكن لنقر المبدأ. حجم الدائرة هو لتطمين كل الطوائف والمذاهب، التي تشعر ان صوتها لا يوصل. ولمعلومات كل اللبنانيين ، فانه وفق قانون الستين الاكثري، الدروز يستطيعون باصواتهم الاتيان بنائبين من اصل ثمانية نواب، وينتخب الستة الاخرون بقوى من اخواننا واصدقائنا من طوائف اخرى. وهنا سأسمي، ففي قضاء الشوف ومن دون اخواننا السنة في الاقليم واخواننا المسيحيين في الشوف لا نستطيع بمفردنا ايصال مرشحي الطائفة الدرزية. في راشيا، من دون المكون الاجتماعي، اصوات الدروز لا توصل نائبا . كذلك الامر في بعبدا حيث اصوات الدروز لا توصل نائبا، وفي بيروت وحاصبيا حيث اصوات الدروز لا توصل نائبهم.
اني اتكلم بارقام لا بعواطف او سياسات. واقول منذ الان ان اوليتنا في اي قانون انتخاب، تكمن في اننا سنخوض الانتخابات بالاتفاق ووليد بك جنبلاط، اقول ذلك لاسهل الامر على الجميع. نحن لا نقصد ان نقوم بفتنة او ننقل الانقسام الى الوضع الدرزي بل على العكس، مقاربتي كشخص ومسؤول وسياسي، وهناك بحث، ذلك ان لا انقطاع قطعيا بيننا وبينه، بل هناك علاقة وتواصل. انما ارى ان قانون الستين، درزيا، اذا لم ارد التكلم وطنيا، رغم ان اعتراضي عليه وطني بامتياز، لا يحقق قطعيا عدالة التمثيل بنواب الدروز. وبالتالي، فان القانون النسبي يعطي مساحة مع صوت تفضيلي بالشكل الممكن ان يطرح فيه، بحيث يصبح درزي حاصبيا مؤثرا، وكذلك الامر بالنسبة لدرزي بعبدا ودرزي بيروت ودرزي راشيا، كما درزي عاليه والشوف. ونكون بذلك وسعنا المشاركة الحقيقية في البلد.