عقد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين الأمير طلال أرسلان مؤتمراً صحفياً مباشراً من دارته في خلدة، تطرق خلاله إلى الحادثة الأخيرة التي وقعت في الشويفات بعد ظهر أمس على خلفية أعلام حزبية، وقال: “إن الإشكال الذي حدث بالأمس في الشويفات خرج عن المألوف والمنطق وعن المسار الطبيعي للعيش المشترك والإحترام المتبادل اللذين تُعتبر الشويفات محكومة بهما بين كل فئات المجتمع لما تُمثله بتركيبتها الإجتماعية على صعيد لبنان ككل. ففيها كل الطوائف والمذاهب والاحزاب والانتماءات المختلفة والتي عُرف عنها تاريخياً بأنها تحفظ الإحترام المتبادل بين الجميع وبالخطوط الحمراء بين الجميع”.
وتابع: “بالامس تمت إتصالات مكثفة بيني وبين أخي وليد بك جنبلاط والأخوة في المقاومة وكان الإستنكار العارم سيد الموقف منا جميعا على كل ما حدث في الشويفات، ولم ألحظ من الجميع إلا تمسكاً بالخطوط التي أُتفق عليها بعد 11 أيار 2008 والعمل على الإستمرار بها بكل قناعة وجدية وحزم، لأن الشويفات لم تكن ولن تكون إلا الحافظة والراعية لظهر المقاومة الوطنية في هذا البلد. هذا قرار مُتخذ في الجبل كما أُتخذ في 11 أيار 2008 بالتنسيق الكامل مع الحزب التقدمي الإشتراكي ومع الأخوة في المقاومة وعلى رأسهم الصديق والأخ الكبير سماحة السيد حسن نصرالله، هذا الرمز الوطني الكبير بما يمثله على مستوى الوطني اللبناني خاصة وعلى المستوى الإقليمي بشكل عام”.
وأضاف: “وبعد تلك الاتصالات التي جرت بشكل مكثف مع القيادات ومنها وليد بك في باريس لاكثر من مرة، وقد تمّ الاتفاق بعدها على مسائل أساسية أولها التركيز المطلق على السلم الأهلي والعيش المشترك وعلى احترام وحفظ خصوصيات كل الناس ورفع الغطاء منا جميعاً عن كل من حاول أو يحاول الإصطياد بالماء العكرة وعن كل من يُحاول أيضاً أن يجعل الشويفات وأهل الشويفات بوابة للفتن والإنقسامات، إنقسامات أهل الشويفات براء منها وكذلك أهل الجبل، بدلاً من أن تكون الشويفات بوابة للأمن والإستقرار. وعندما أقول أهل الشويفات والجبل براء منها أعني على المستوييْن الديني والزمني، وليس هناك أي غطاء ديني أو زمني على احد وعلى كل من يخطر له توريط الجبل عبر الشويفات بصغار النفوس لزج أهل الشويفات والجبل بفتنة كلنا، وأعني انا ووليد بك ومشايخ المرجعيات الروحية الكبرى في الجبل وألأخوة في المقاومة نرفضها بشكلٍ مطلق جملة وتفصيلا ولا يفتكرن أحد نفسه كبيراً أو أصبح كبيراً ليفرض واقعاً فتنوي لن نرضى ولن نسلم به ولن نتهاوى تجاهه. وبالتالي فإن الغطاء سيرفع عن كل الناس وعن كل تسوله نفسه أن يجعل من حادثة الأمس مدخل لإعطائه شرعية ما، إن كان على المستوى الزمني أو على مستوى، لن أقول ديني، إنما على مستوى لباس ديني”.
وأردف قائلاً: “إن هذه المتاجرة تعرضنا وتعرض الشويفات والجبل لامور نحن بغنى عنها. فنحن لنا ملء الثقة بقيادة الجيش بشخص قائده الذي اوجه له التحية والإحترام الكبيرين العماد جوزف عون لما يمثله من مناقبية وطنية عامة بأن يفتح تحقيقاً بالإشكال مع أي كان بغض النظر عن انتمائه المذهبي او الطائفي او السياسي، لاننا انا ووليد بك والمقاومة نريد ان نعرف حقيقة ما حدث. خصوصا بعد الشائعات التي بثت ومنها على مواقع التواصل الاجتماعي، وما حصل من مزايدات والتي كانت ستؤدي الى فتنة غير مبررة على الطلاق وكانت الأمور متجهة نحو التطبيق. لقد تفاجأنا أنا ووليد بك والمقاومة، وأهلنا في الشويفات والجبل كذلك تفاجئوا. إن هذا الأسلوب وهذا النوع من التعاطي مرفوض بشكل كلي”.
وأضاف أرسلان: “لقد إتفقنا أمس على إزالة كل الشعارات الحزبية. وبلدية الشويفات ستدعي قريباً الى إجتماع لكل الأحزاب والقوى للإتفاق حول هذا الموضوع، وأن توضع الأعلام اللبنانية مكانها وبالتالي الخروج من هذا النفق المُظلم.
نتمنى أن يكون إشكال الأمس قد إنتهى الى غير رجعة وأنه تمّ الإتفاق على صيغة معينة، إلا أنه ما فاجأنا بالأمس كيف كانت ستتم الفتنة وأتساءل هنا عما إذا كان هناك من طابور خامس قد تمكن من خرقنا نحن في الحزب الديموقراطي أو تمكن من خرق الأخوان في الحزب التقدمي الإشتراكي أو تمكن من خرق البعض في مدينة الشويفات. فما حدث بالأمس له وجهان تزامنا مع بعضهما البعض ويا للعجب. أولاً التحريض المذهبي. ثانيا التحريض الداخلي، داخل الطائفة الدرزية. فما حصل بالامس كان إشكالاً وفجأة تحولنا من هذا الإشكال على ارض الواقع لنتجه الى مكان آخر بدأت من خلاله تتفتح أمور تتعلق بالعلاقة في ما بيني وبين وليد بك أو بين الحزبين الديموقراطي والإشتراكي. وبدأ التسويق لذلك وكأن المطلوب فتنة لها الطابع المذهبي في مكان ولها طابع فتنة درزية داخلية في مكان آخر. إذاً من يُدير هذا الأمر وكيف حصل؟. كيف ذهبت الأمور في هذا الإتجاه؟. هذا سؤال برسم الجميع”.
سؤال آخر: عندما تواصلت مع وليد بك الموجود في فرنسا لأكثر من مرة كما تواصلت مع بعض الأخوان في الحزب الإشتراكي تأكدت أن ما حصل على أرض الواقع لم يتم نقله بآمانة الى القيادة، إذ أن وليد بك عرف بعض التفاصيل مني بدلاً من أن يعرفها وأن تُنقل له الصورة بكل تفاصيلها وحيثياتها بشكل إذا كان هناك من أي إتخاذ لأي قرار سياسي يكون هذا القرار مبني على وقائع صحيحة وليس على وقائع هي نصف الحقيقة. على هذا فإن سلسلة من الأمور كانت مرتبطة بشكل أو بآخر من أن هناك طابوراً خامسا، وأنا أحذر وأصر على هذا الموضوع بإن طابوراً خامساً دخل للعب بالنار بالموضوع الدرزي والعلاقة الدرزية كقوى في ما بين بعضها البعض. ودخل لتفجير فتنة مذهبية بأبعاد أخرى.”.
وتابع قائلاً: “أطالب وأوجه كلامي للسياسيين ولرجال الدين: إن كل من يُغطي اي شخص بعد إشكال أمس إن كان في المقاومة أو في الحزب الإشتراكي أم في الحزب الديموقراطي أم في أية مرجعية أخرى، إن كل من يُغطي أي شخص مسؤول عن الفتنة التي كادت ستحصل بالأمس فهو شريك مباشر بزرع بذور الفتنة في الشويفات، وهنا لا أشمل من تحمس بالصوت والصورة وبخلفياتها العاطفية.
إن أهل الشويفات دروزاً وشيعة وسنة ومسيحيين يعيشون بسلام وآمان وباحترام في ما بين بعضنا البعض ولن نسمح لأحد بمد يده للعب بالنار على هذه الخلفية مهما علا شأنه. وامام هذا الواقع تقع مسؤوليتنا بأن الشويفات كما كانت في أيام الحرب هي بوابة الجبل لحمايته، فإن الشويفات اليوم ستكون البوابة الضامنة للسلم الأهلي بالجبل وستشرق منها روحية العلاقة الوطيدة بين اهل الجبل وسكان اهل الشويفات لاي مذهب او حزب او قوى انتموا”.
وختم أرسلان بالقول: “سنبقى نحن وابناء الشويفات والجبل الضامنين للمقاومة وخط المقاومة ومسيرتها والتي هي جزء لا يتجزأ من العنفوان الدرزي التاريخي لبني معروف خصوصا وان مكون هذه الطائفة الاساسي في هذا البلد من 1200 سنة هو حماية البلد وروحية المقاومة المتجذرة في سلكها الديني والزمني. ولهذا لن نسمح لاحد باللعب بهذه المسائل”.
وردا على سؤال قال ارسلان: لقد واكبت التفاصيل فهناك شيئا حصل خارج إطار المنطق والصحيح بنقل الصورة والتعاليم التي برزت.
وأكد أن التحقيقات قد بدأت من قبل قيادة الجيش والقوى الأمنية”.