اشار الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات في حديث على شاشة المنار ضمن برنامج “مع الحدث” إلى أن الجولة الإعلامية التي نظمتها المقاومة على طول الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني هي رسالة ردعية للعدو وجاءت في توقيت مدروس وموجّه للخارج بهدف إعادة البوصلة إلى وجهتها الأساسية، أي الصراع مع إسرائيل، وهي بالطبع كما علمنا كانت منسّقة مع قيادة الجيش واليونيفيل وتترك آثار معنوية على قوات العدو لأن المقاومة أرادت إظهار حضورها وقوتها وجهوزيتها، وبالتالي كشفت هذه الجولة للرأي العام المحلي والخارجي عن تحصينات العدو على طول الحدود وبناء هذه التحصينات الردعية من قبل العدو الصهيوني خوفاً من دخول المقاومة إلى الجليل، وأظهرت للرأي العام أيضاً تحوّل السياسة الدفاعية الإسرائيلية في الجليل واستخدام هذه المناطق من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدفاع، وهذا تطوّر يربك الوضع الإسرائيلي ويُقلق المستوطنين لأنهم يعيشون حالة قلق دائمة وخوف من المقاومة وقدرتها وإمكانيتها على شن هجمات على الجليل .
وأضاف:” إن هذه الجولة جاءت رداً على التهويل التي تقوم به جهات دولية تحدّثت عن ضوء أخضر لإسرائيل لشن هجمات على لبنان بعد الضربة الأميركية لمطار الشعيرات لذلك كان لا بد من إظهار جهوزية المقاومة للرد على أي اعتداء لمنع إسرائيل من أي عدوان خصوصاً في التوقيت الدولي والإقليمي الشديد التعقيد، وهي في نفس الوقت رداً على التهويل الإسرائيلي لتثبيت جهوزية المقاومة وحضورها ووجودها على طول الحدود، وأكيد أن هذه الجولة أزعجت الإسرائيليين وأخافتهم من قدرة المقاومة. أيضاً ترتبط هذه الجولة إلى حد بعيد بالزيارات الأميركية المتكررة لمسؤولين في أجهزة استخبارات غربية وخصوصاً اميركية إلى لبنان، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي زار لبنان ومساعد مدير الـCIA ايضاً زار لبنان ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي إضافة إلى زيارات وفود عسكرية امريكية دورية تحمل طابعاً امنياً واستخباراتياً وهو ما طرح اسئلة عن مغزاها واهدافها، مع العلم ان المسؤولين الاميركيين الذين يزورون لبنان دائماً يطرحون اسئلة عن ردود فعل حزب الله على الضغوط المالية المفروضة عليه والتصعيد الاميركي من قبل ترامب مع سوريا وطهران، في ظل هذا الجو كان لا بد من الرد على كل ذلك من خلال إظهار جهوزية المقاومة وقدرتها على ردع العدو الإسرائيلي “.
وتساءل بركات :”حقيقة اين الاستفزاز في جولة المقاومة ؟ من الغريب كيف يكون لفريق لبناني ان يشعر بالضيق من إظهار ضعف العدو الإسرائيلي، خصوصاً وان المقاومة لم تنظم هذه الجولة على مواقع تابعة لها على الحدود انما هي جولة ردعية نظّمت على طول الحدود وكشفت إلى حد بعيد انقلاب المشهد العسكري على تلك الجبهة من مرحلة السياسة الهجومية الإسرائيلية إلى مرحلة الدفاع والتحصينات وبعثت برسالة إلى إسرائيل مفادها أننا كمقاومة نرصد كل تحركاتكم وكل نشاطاتكم على طول الحدود” ، وقال : ” اين الخطأ في هذه الجولة؟ على العكس تماماً هذه الجولة أظهرت ان لبنان قوي وان لبنان قادر على مواجهة اية هجمات إسرائيلية وقادر على الرد على التهويل الإسرئيلي والتهويل الأميركي. وانا أدعو قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ان يقوم بجولة على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية من شبعا حتى الناقورة ويرى حالة الاستقرار التي تعيشه هذه المنطقة والأمن والأمان اللذان نشعر بهما كلبنانيين على اختلاف انتماءاتنا الطائفية والمذهبية والسياسية في هذه المنطقة من جراء قوة المقاومة وقدرتها، وادعو ايضاً الرئيس الحريري الى القيام بجولة على الجنوب من شبعا الى الناقورة ليرى حالة الإنماء والتطور العمراني والاستقرار والامان لدى اللبنانيين والقلق والخوف والاضطراب الدائم من قبل الإسرائيليين على طول الحدود، وكوني مواطن جنوبي من منطقة العرقوب استطيع ان اؤكد اننا في المرحلة السابقة لم نكن اطلاقاً نشعر بالأمان والاستقرار كما نشعر بهما اليوم، اليوم انقلبت المعادلة اللبنانيون في هذه المنطقة الحدودية يشعرون بالأمان والاستقرار والصهاينة في مستوطناتهم في الكيان الصهيوني المحتل يشعرون بالقلق والخوف من قوة المقاومة”.
وفي الملف الإنتخابي اكّد بركات إلى أن” لاءات الرئيس ميشال عون الثلاث الرافضة للتمديد والفراغ وقانون الستين مؤشر على أننا ذاهبون إلى قانون انتخابي نأمل أن يكون على أساس النسبية الكاملة وليس على اساس المختلط لأن النسبية الكاملة تعطي كل طرف في لبنان حجمه الطبيعي والحقيقي وتؤدي إلى انصهار اللبنانيين في بوتقة وطنية بعيداً عن إذكاء الصراعات الطائفية والمذهبية “. وأضاف: “إن الحزب الديمقراطي اللبناني هو طبعاً مع النسبية الكاملة بغض النظر عن عدد الدوائر الذي يمكن ان نتفق عليه لأننا ندرك أن النسبية الكاملة تؤسس لبناء دولة حقيقية وتؤسس لنظام سياسي يُعيد بناء الدولة على أسس وطنية وليس على اسس طائفية أو مذهبية وهذا ما يطمح له جميع اللبنانيون دون استثناء وأعتقد أن فخامة الرئيس العماد ميشال عون الذي نثق به سيمضي بهذا الخيار لأنه هو الخيار الأسلم لإعادة بناء الدولة ولطمأنة اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية”.
وفي الملف الدولي أكّد بركات أن التصعيد الاميركي هو لفتح باب التسويات والتفاوض السياسي والصفقات المالية والتجارية في المنطقة وما توقيع صفقة الطائرات بين أميركا وإيران ، والتي تجاوزت قيمتها الستين مليار دولار واستلمت إيران أول ثلاث طائرات من صفقة البوينغ والإيرباص ، إلا مؤشر على أن السياسة الأميركية التي يعتمدها ترامب ليست كما يتم تصويرها، بالشكل الذي يُظهر ترامب بأنه يحاول شن حروب على سوريا أو على إيران أو على حزب الله في لبنان، إنما في المضمون الهدف الأساسي من هذه السياسة إظهار ترامب بأنه رجل قوي وبأن أميركا موجودة في المنطقة وإلى إعطاء معنويات لحلفائها بعد الهزائم التي مُنيوا بها في العراق وفي سوريا وبعد العجز الإسرائيلي الواضح في قدرته على شن أي هجوم على لبنان، وإبرام هذه الصفقة مع الأمريكيين تدل على أن السياسة الأميركية في العمق هي سياسة تسووية وليست سياسة هادفة إلى شن حروب على المنطقة نظرا للعجز الأميركي في تحقيق اية انتصارات في حال فكرت بشن حروب ونظراً للتوازنات الدولية التي احدثها الموقف الروسي في المنطقة ولقوة المحور المواجه للمشروع الأميركي الصهيوني الإعرابي في المنطقة والممتد من إيران إلى سوريا إلى لبنان إلى فلسطين إلى العراق وإلى وقوف روسيا والصين إلى جانب هذا المحور ودعمه.