أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / الديمقراطي اللبناني أقام احتفاله السنوي بعيد المقاومة والتحرير في حاصبيا

الديمقراطي اللبناني أقام احتفاله السنوي بعيد المقاومة والتحرير في حاصبيا

أقامت دائرة حاصبيا – مرجعيون في الحزب الديمقراطي اللبناني، احتفالها السنوي بعيد المقاومة والتحرير، في باحة السراي الشهابية – حاصبيا، بحضور حشد غفير من رجال الدين والفعاليات الحزبية والبلدية والاختيارية والإجتماعية، تقدمهم ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب الشيخ سليم أبو رافع، إمام مسجد حاصبيا الشيخ مسعد نجم، الأمين العام للحزب الديمقراطي وليد بركات، قائمقام حاصبيا أحمد كريدي، الشيخ عز الدين ملي ممثلاً شيخ البياضة الشيخ غالب قيس، ممثل الشيخ سليمان شجاع الشيخ حسن شجاع، ممثلون عن: حزب الله الحاج غالب أبو زينب، الحزب السوري القومي الإجتماعي سالم زويهد، الحزب التقدمي الاشتراكي حسام سابق، التيار الوطني الحر غسّان نهرا، الحزب الشيوعي اللبناني رجائي ابو همين، جبهة المقاومة الوطنية سمير الخفاجة، مدير مستشفى حاصبيا الدكتور سليم ابراهيم، أعضاء المجلس السياسي في الحزب لواء جابر، وسام شرّوف، ليليان حمزة ونزار زاكي، وأمين سر الهيئة التنفيذية بسام حلاوي، المفتش العام محمد دياب، مدير الإعلام جاد حيدر، ورئيس دائرة حاصبيا مرجعيون سعيد أبو ابراهيم، وراشيا يحيى حمّص، ورؤساء وحدات الحزبية، الأسير المحرر أنور ياسين، بالإضافة إلى رؤساء بلديات المنطقة وأعضاء مجالس بلدية والمخاتير، وفد تجمع أبناء قضاء حاصبيا والعرقوب، ورابطة قدامى القوى المسلحة، ودار الأيتام الإسلامية وجمعيات أهلية وأندية رياضية وحشد من الحزبيين والمناصرين وأبناء المنطقة.

بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب الديمقراطي اللبناني، رحّب عضو هيئة الدائرة فادي أبو غيدا بالحضور، ثمّ قدّمت مفوضية حاصبيا – مرجعيون في الكشاف الديمقراطي عرضاً غنائياً من وحي المناسبة، ألقى بعدها الأسير المحرر أنور ياسين كلمة بالمناسبة، حيث عبّر بعدها مفوض الإعلام في دائرة حاصبيا – مرجعيون الشاعر رجا يونس عن قيمة الذكرى وعمقها بقصيدة شعرية خاصة.

وكانت كلمة لعضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب شدد فيها على ثبات العلاقة وصلابتها بين حزب الله والحزب الديمقراطي اللبناني، مؤكداً أنه ليس بغريب أن نكمل مسيرة مشرفة، كمسيرة سلطان باشا الأطرش والأمير مجيد أرسلان، واليوم مع السيد حسن نصرالله والأمير طلال أرسلان، هذه المسيرة المقاومة لكل عدوان قد تتعرض له بلادنا. أمّا لجهة قانون الإنتخاب، فموقف حزب الله واضح منذ اللحظة الأولى، نحن مع النسبية الكاملة التي تضمن تمثيل الجميع بعدالة ومساواة، أما الستين فهو قانون مجحف وظالم.

من جهته ألقى الأمين العام في الحزب وليد بركات كلمة الحزب، قال فيها: “يُسابِقُني خافِقي إليكِ حاصبيا، حين تتوقُ النّفسُ إلى لحظةِ صفاء، فأمتطي صهوةَ التاريخِ، فتحلّقُ روحي في عليائِك، لتعانقَ طُهرَ عمائمَك البيضاء، فيمتزجُ الصفاءُ بالنقاء…
هنا تتجسّدُ عظمةُ الماضي المجيد، هنا يتلاقى الوطنُ، هنا يتجدّدُ العهدُ، هنا يَصدُقُ الوعدُ، هنا تتكسّرُ جميع المؤامرات وتسقط الأقنعة المزيّفة، ومن هنا يَخمُدُ الحريقُ وينهضُ الوطن.
هنا نسمعُ ترجيعَ النواقيس، وصُداحَ المآذن في آن، هنا النصر المبين.. هنا رجال الله في الميدان يذودون عن الأرض والعرض.. هنا لبنان كل لبنان وهنا الأمة كل الأمة هنا الشرق العربي..من هنا عاد للعروبة عزَّها وحقّق نصر الله لنا النصرَ المبين وسقطت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر.
من هنا عوّدَتنا حاصبيا وعين قنيا وشويا وعين جرفا والفرديس والماري والخلوات وميمس والكفير وكوكبا، أن نحتفلَ بعيدِ المقاومة والتحرير وهل يوجد أولى منكم يا أحباء طلال أرسلان يا أخلص الناس وأوفى الناس وأشدّهم بأسًأ وشجاعة وعنفوان .. أيها الأرسلانيون المقاومون على مر التاريخ والثابتون على العهد والوعد، على صدق اللسان وحفظ الإخوان، على الكرامة والشجاعة والبطولة والفداء من أجل عزّة الوطن وكرامة الأمة .. كنتم ومازلتم حماة الثغور وحماة العروبة.. كنا وكنتم خيرَ أمّة أُخرجت للناس، تقاتلون في سبيل الله ومن أجل صون الأرض والعرض فأنتم أهل العزّة والكرامة الوطنية.. فهل يوجد أولى منكم بهذا العيد وهذا النصر الذي أعاد للأمّة كرامتها وعزّتها وكبريائها، وأعاد لمنطقتنا أمنها واستقرارها وثبات أبنائها في أرضهم.
هنا يدخلُ قلبُ مرجعيون في الخيام والعرقوب ومزارعها المحتلّة ، وبنت جبيل وقراها السبع.
هنا ننتظر الغائب حتى يعود والمريض ليشفى، وندمِلُ جُرحَنا وننهضُ أسودَ غابٍ بعقيدةٍ ثابتةٍ وعزمٍ لا يلين .
يا أنبل الناس وأشجع الناس…
صهيلُ كراماتكم حجبَ الظلمات، وحطّم المؤامرات، ووقف سدًا منيعًا أمام تزوير التاريخ، وعاكس زمنَ الانهزام والاستسلام…
فلتُرفَع الأهازيجُ وتُقام الأفراحُ بالنّصرِ، يا أهلَ الانتصاراتِ وأشرفَ الرايات…
أرى لبنان هنا فيكم، أرى الهلالَ والصليب، وقدس القيامة والأقصى، وأقرأ في كتاب الأمير شكيب أرسلان، وجمال عبد النّاصر، وسلطان باشا الأطرش، والشيخ صالح العلي وابراهيم هنانو، وعزّ الدين القسّام، وانطون سعادة وكمال جنبلاط، والبطرك الحويّك، والأمير مجيد أرسلان، والإمام الصّدر والسيد عباس الموسوي…
وهنا نرى النّقيض لكلِ ما يُحاكُ ويُرسَم…
هنا امتزجَ الدمُ الزكي، وهنا تعاضدت السواعدُ وقام الوطن، هنا دَحَرَت المقاومة تلك الآلة العسكرية الغاصبة، التي ظنّت أن احتلال أرضنا نزهة، وسيطيبُ لها فيها المقام… ولم يخطرْ ببالهم أننا شعب لا يرضى الذلَ والمهانة، ولا يمكن ان يتآلف مع غاصبٍ ومحتل…
فالمشهد من هنا يشهد، وشهد العالم بأسره كيف تُصنعُ الأقدار، وكيف يتحوّل الجسد النّحيل، الى قوةٍ قاهرة! وسطّر الرجال الرجال ما لم ينتظرْه أحد. وأثبتوا ان المقاومة هي فعل إرادة، قبل ان تكون إمكانيات.
إن المقاومةَ نهجٌ يسيرُ به من آمن أن الحق لا يموت طالما هناك نفوسٌ تعشق الحرية والحياة.
… قد تتشابه الأعياد والمناسبات، انما هذا العيد لا يشبه غيره من الأعياد. ومناسبة لا ينبغي ان تمرَّ كغيرها من المناسبات دون توقّفٍ للزمن ولو لبرهة يتِمُّ فيها استذكارَ الأمورِ بحقيقتها وواقعيتها ومرارتها وعذوبتها وعزّتها.
وهذا السهل المنبسط الأذرع التي ضمّت شهداءً بذلوا الغالي والنفيس وأعادوا وديعة الأمة للأمة، وظنّوا عبثًا ان عملية ترسيم حدود اسرائيل قد بدأت، ليستكملوا لاحقا الى الفرات… اما من جهة النيل فمقدور عليها، بعد كامب دايفيد ووادي عربة، ومعاهدات السلام، ومكاتب التطبيع!!!

أيّها الإخوة

نحتفي اليوم بهذه المقاومة التي كان لها هدفًا واحدًا لا تنحرفُ عنه، او تُضيّعُ الوقتَ في متاهاتٍ وخلافاتٍ جانبية، وهو تحرير كامل التراب من رجس الاحتلال…
عيد المقاومة والتحرير بالنسبة لنا ولأمثالنا من العروبيين المؤمنين بالحق، عيد الأعياد، عيد الذين وعدوا ووفوا وآمنوا وصدّقوا ان الطريقة المُثلى للتعاطي مع الصهاينة هي لغة الحديد والنار، لغة القوة فما أُخذ بالقوة لا يُستردُّ بغير القوة، وأن الحوارَ الوحيد الذي يجوزُ اعتمادَه هو حوار البندقيّة المؤمِنة، هذا الحوار الذي لم يفهَمْه الكثيرون. فحوارنا ادّى الى تحرير ارضنا، اما حوارهم فيؤدي يوميًا الى تدميرِ المنازل على رؤوسِ ساكنيها، وتهجير من تبقى منهم…
إن التناقض الذي نعيشه اليوم، ويعاني منه العالم بأسره، ناتجٌ عن تفشّي التطرّف الذي غذّته الولايات المتحدة، من تنظيم القاعدة الى باقي الجماعات التكفيرية التي تحاربها اميركا بعد ان صنّعتها وغذّتها، ثم اتّهمتها باعتداء الحادي عشر من ايلول لتعود لدعم القاعدة كي تُسقِط النظام في سورية، كما تدّعي…

أيّها الإخوة… إن المطلوب من قِبَل إسرائيل وأميركا والأعراب إسقاط سورية بالكامل وإخراجها من المعادلة الإقليمية ليخلو لهم الجو للإنقضاض على المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين.
وما نراه اليوم من صمت عربي وفلسطيني، حيال اكبر قضية في عصرنا الحالي، وهو إضراب الأمعاء الخاوية الذي ينفّذه أبطال فلسطين، أولئك الأبطال الميامين الذين لم يعدِموا وسيلة للمقاومة، بالرغم من بيوتهم الخاوية ومعاجنهم الخاوية وطرقاتهم الخاوية من كل شيء، الا العزّة والإباء والكرامة… دليلًا واضحًا على ما نقول..
إن الخاوي فعلًا هو ذاك الضمير العربي، الذي يرى بعيونٍ صهيونيّة، عيون الربيع المزيّف، الذي اتى استكمالًا لضربِ المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وليقضي على آخر معاقل الممانعة الفعلية، التي لا زالت تقول، لا صلح لا مفاوضات لا اعتراف لحق عدوٍ مغتصبٍ طامعٍ بأرضِنا وحقِّنا.
هذا الصمت العربي الذي لا مبررًا له الا العمالة والاستزلام والارتهان للمشروع الصهيو- أمريكي، لتمهيد الطريق امام قيام دولة اسرائيل، ولا شيء غير ذلك، وواهمٌ من يظن غير ذلك…
انه مخطّطهم انها لعبتهم، ويبقى السؤال الأبرز، هل ينجح ذلك المخطط؟ هل تمر تلك المؤامرة؟ وجوابنا الواثق والأكيد حتمًا لا…

لن ينجح اي مخطط، وستتكسّر جميع مؤامراتهم، ويرتدُّ الكيدُ الى النّحر، بفعل المقاومة والشرفاء في هذه الأمة، ومن هنا من حاصبيا أرفع لقائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله اسمى آيات المحبة والتقدير، من جمهور المقاومة، ومهد المقاومة وحاضنتها واستمراريتها حاصبيا…
تحية رئيس حزبنا ونور عيوننا عطوفة الامير طلال مجيد ارسلان، القائد العربي المؤمن بالحق اولا، وبصوابية النهج المقاوم ومدرسة المقاومة…
تحية القائد العام للثورة السورية الكبرى، القائد سلطان باشا الاطرش، تحية جبل العرب الصامد الرافض لكل مشاريع الهيمنة وتقسيم سورية، تحية جبل الشيخ وحضر المقاومة الأسطورة،
تحية الموحّدين الذين رفضوا ان يكونوا يوما خنجرًا مسمومًا في جسدِ الأمة، بل رأس حربة في قتال اعدائها، تحية الجولان العربي السوري المحتل، الرافض لكل اشكال التركيع والتطبيع،

أيّها الإخوة
لا تخيفكم قممهم وصفقاتهم واتفاقياتهم… ولا تصغوا الى نعيق البوم… لن يفلحوا لن ينجحوا مهما تكبّروا وتجبّروا…
لا ترامب ولا غيره يستطيع أن يغيّرَ القدر الذي نكتبه نحن بأيدينا… لا القتال بالأصالة او بالوكالة يرهبنا…
تتباهون بالسلاح والمال، ونحن نتباهى بالانسان المقاوم والجسد العاري والمعدة الخاوية…
فقد تكالبت علينا كل أمم الارض، ولم تسقط شعرة واحدة من رؤوسنا خوفا، بل كنا نزِفّ الشهيد تلو الشهيد، وسط زغاريد الامهات واناشيد العزّة والنّصر…
مؤامراتكم ليست جديدة، فقد كشف القائد جمال عبد الناصر ما كنتم تخطّطون له منذ خمسينات القرن الماضي، كشف المؤامرة الامريكية لاحتلال سورية بالتنسيق مع الاتراك، وبتمويل عربي…
وتعودون اليوم للعب نفس الدّور، ليس لاحتلال سورية فقط، بل لاجتياح حضارتنا وتاريخنا وكرامتنا، وإسكات اي صوت رافض لقيامة اسرائيل…
لن تُغيّروا العدو… ونحن ندرك تماما من هو العدو ومن هو الصديق…
عبثا تحاولون تحويل بندقيتنا من فلسطين الى طهران.. فطريق فلسطين طريقنا، نعرفها ونعرف كيف نسلكها، ونعلم علم اليقين من يقاتل معنا ومن يطعن ظهورنا…
لن نخاف او نتراجع، فمنذ نيوجرسي الأولى في لبنان، واسطولكم السادس المنكفىء المهزوم، الى داعش والقاعدة والنصرة وجند الشام وفتح الاسلام، وجميع موبِقاتكم لإذلالنا وتشويه صورة الاسلام، صورة ديننا الحنيف دين العدل والرّحمة…

أيها السيدات والسادة،
أخالُ روحَ الأمير مجيد أرسلان تحومُ حولنا الآن، فرِحةً مزهوّة بما نقوم به اليوم… فمن هنا انطلق الأمير مجيد أرسلان إلى المالكية، مغمورًا بمحبتكم، محاطًا برجالكم الأوفياء الأشدّاء، ليضعَ أوّلَ مداميك المقاومة ويرسمَ خارطة الطريق الصحيحة، التي نستكملها اليوم.
نعم من هنا ومن هذه السّرايا بالتحديد! فانظروا اليها الى جدرانها وبنيانها لتشاهدوا بأم العين أبشع انواع الاهمال وعدم الاعتراف بالجميل…
وهذه السرايا خير دليل على وضع حاصبيا بشكل عام! فهل يجوز هذا ايها السيدات والسادة؟ هل يجوز ان ينمو العشب البرّي ويلف الجدران؟
أهكذا تكافأ حاصبيا؟ وتُكافأ قرانا وبلداتنا وأهلنا وأبنائنا ووظائفهم ومواسمنا وزيتنا وزيتوننا وطرقنا ومياهنا وكهربائنا ومستشفياتنا؟؟ والى متى ستنتظرون حلول النّعمة عليكم وكسب رضى السلطان؟ أيعقل الا يكون في حاصبيا سرايا حكومية تجمع مؤسسات الدولة؟ أيعقل ان تستعمل الإدارات الرسمية الشّققَ السكنية؟
أما آن الاوان بعد ان تلتفتَ دولتُنا العليّة الى وضع منطقتنا والاهتمام بإنمائها ؟
نحن لا نطالب بالمستحيل، بل بإعطاء هذه المنطقة النموذجية بطبيعتها وبيئتها وسكانها وتاريخها العريق بعضًا من حقوقها؟ لكن مع الأسف فقد نامت النواطير عن الصّعاليك! فلا عين ترى ولا قلب يتألّم…
الإنماء أيها السادة كالتربية شأن دائم ومستمر، ولا يجوز ان يكون موسميًا، وصحوة الضمير لا تنفع عند الاستحقاقات فقط! والاحتفالات والولائم لا تُثبِّت شعبًا بأرضه وتحفظ كرامته… فالطالب من حقّه ان يتعلم ويحصّل شهادته الجامعية، وفي منطقته وبين اهله! والمزارع من حقّه ان يصرّف انتاجه ويعيش حياةً كريمة، وكل هذا من مسؤولية الدّولة، ومن يفترض ان يكون مُمَثِّلًا للشعب!
في جميع دول العالم الموظّف في خدمة الشّعب… اما في لبنان فالشعب في خدمة الموظّف والسلطة الاستنسابية، التي يتصرّف من خلالها النافذون والمحميّون، على اعتبار ان البلد مزرعة وبقرة حلوب… فلا يجوز استمرار نهج التفرقة والتمييز والرؤية بعين واحدة، وابن ست وابن جارية!
والمسؤول الذي يتقاضى راتبه من الشعب عليه ان يخدمَ كل الشعب وليس فئة من الشعب… وحاصبيا ليست مزرعة لاحد او مشاع لأحد… والصبر احيانا يكون لاعطاء الفرصة لتصحيح الخطأ وتصويب المسار… لقد تحمّلنا الكثير ولا زلنا نتحمّل، لأننا فعلا أم الصبي، وإنني أقول لكم بكل صراحة لن نسكت بعد اليوم على أي تجاوز أو إساءة أو استهداف من أيٍ كان.
إن مطالبة الزعيم الوطني الامير طلال ارسلان والحزب الديمقراطي اللبناني بالنسبية الكاملة… لأننا لا ننظر فقط لليوم الذي نعيشه، ولا لمقعد نيابي، او مكسب سياسي، ولم يكن البيت الارسلاني ولا بيوم من الايام يحسب الحساب لمعايير الربح والخسارة، بل ننظر لما يحفظ الوطن ويضمن بقاءه. ونحن نرى الامور بعين الوطن والمصلحة الوطنية، ننظر الى الطريقة التي ترفع الغبن والحيف عن المواطن… لهذا نطالب بالنسبية الشاملة ولا يعنينا تقسيم الدوائر…
يهمّنا ان يشعر جميع اللبنانيين انهم ممثلين في الحكم، وان صوت اللبناني له ثمن وتأثير في تقرير مصير البلد… ومؤسف ما نراه ونسمعه من هنا وهناك من اقتراحات قوانين لا تؤدي الا للتقسيم وزيادة الشرخ بين المواطنين… نحن نريد بناء وطن وهناك من يريد بناء مجده الباطل على حساب الوطن…
إن الحزب الديمقراطي اللبناني مع قانون انتخابي على أساس النسبية الكاملة بغض النظر عن عدد الدوائر ، لأننا نريد دولة حقيقية ونريد الخروج من دولة المزرعة ودولة النواب العصي.. نريد نواب منتخبون من الشعب.. نريد ممثّلين حقيقيين للشعب وليس لممثلين عن الشعب .. ونريد أن نُعيد لصوت المقترع قيمته.

أيها الإخوة
عندما طرح الامير طلال ارسلان فكرة المؤتمر التأسيسي في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الشيخ صالح العريضي، كان يدرك تماما الى أين سنصل! والمؤسف جدا ان هذا الطرح تم تشويهه والتشويش عليه، لأسباب نعرفها تماما… ولا يظنّن احد ان ابن الامير مجيد ارسلان قد تسوّله نفسه التفكير بما يسيء الى تركيبة لبنان الوطن، بل انطلاقًا من الحرص على هذا الوطن، وأصحاب النوايا الخبيثة وحدهم يفسّرون حسب نواياهم هم…
هل يلبي هذا النظام القائم طموحات اللبنانيين؟
اليس الفراغ سمة الدّولة اللبنانية؟ الا نختلف عند كل استحقاق؟ السنا قادمين على انتهاء ولاية المجلس النيابي اذا ما استمر التعامي عن المصلحة الوطنية والتّلطّي خلف حقوق الطوائف؟ اليست هذه ازمة نظام حقيقية؟
نحن دعونا الى مؤتمر تأسيسي يعيد صياغة النظام، او تطبيق الطائف بحذافيره… لكن الجزء الثاني تم شطبه لغايات معروفة، وحتى الطائف لا يريدون تطبيقه… يريدون إبقاء الحال كما هو عليه، دولة “كل مين ايدو إلو”.. دولة محسوبيات وتمييز عنصري، وطروحات خبيثة قد لا يقصدها مروّجيها، انما يريدون من خلالها ابتداع ازمات، لتضييع الوقت واستنزاف الوقت الضائع، لفرض رغباتهم تحت ذريعة عدم الوقوع بالفراغ…
أمّا للذين يلوّحون بين حين وحين… بالعودة إلى القانون المشؤوم… قانون الستّين… نقول لهم… واسمعوا جيّداً ما سنقول، والكلام الآن كلام مسؤول… غير منقول ولا فيه جهد مبذول…
إن العودة إلى الستين بعد أن كان الجميع قد وافق على النسبية الكاملة، هو أشبه بخلق فتنة داخلية… وضرب العهد الذي عليه نبني الآمال… فالستين أصبح اليوم قانون تفرقة وتمييز عنصري… وبدل التلويح بالعودة إليه تحت أي ظرف من الظروف… علينا نعته كل يوم وكل ساعة وكل لحظة… بالستّين اللعين… وكما قال رئيس الحزب الأمير طلال أرسلان ببيانه في الأمس… نعيدها اليوم… أنه لا يمكن لقانون الستين بعد اليوم أن يحمي المقاومة ويحافظ على إنجازاتها… والعودة إليه مرفوضة… ومرفوضة… ومرفوضة… ويجب أن يُواجَه من الناس كل الناس لأنه هو السبب الرئيسي في أزمة هذا النظام وأزمة هذا المجتمع على كافة المستويات.
نقولها وبالفم الملآن لن نتراجع قيد انملة عما طرحناه، الى ان يقنعونا بالعكس وبرؤية وطنية واضحة، نحن مع النسبية الكاملة بغض النظر عن حجم الدوائر، ونرفض القوانين الطائفية، ونطالب باعتبار الشوف وعاليه وبعبدا دائرة انتخابية واحدة…لن نقبل بتحويل دروز بعبدا كيهود وادي أبوجميل .. ويدنا ممدودة للجميع على قاعدة تحقيق المصلحة الوطنية العليا، ووقف المتاجرة والتلطّي وراء حقوق الطوائف.
نريد بناء دولة تحفظ كرامة المواطن في أمنه واستشفائه ووظيفته ورعايته، يكون المسؤول فيها في خدمة شعبه وليس العكس.
والحزب الديمقراطي اللبناني يمثّل شريحة شعبية وازنة وأساسية في هذه المنطقة وعلى مستوى جميع مكوّناتها المذهبية والطائفية ومن حقه الطبيعي أن يُمَثّل هذه المنطقة في مجلس النواب من أجل أن يحمل هموم أبنائها ومرافقها على كافة المستويات والعمل الجدي لحلّها .

أيّها الإخوة،
كفى بنا تلطّي خلف اصابعنا، ولنحافظ على انجازات هذه المقاومة وبطولاتها التي سمحت لنا اليوم ان نقف في حاصبيا ونتحدث ونلمّ شملنا الوطني، ولينظر الجميع الى هذا المنظر الوطني الجامع في هذه السرايا الوطنية العريقة، حيث يلتقي كل لبنان بعائلاته الوطنية والروحية، بروح مقاومة واحدة ترفض الذل والخضوع…
وليعلم الجميع ان هذا الشعب الذي لم تذله الآلة العسكرية الشيطانية، لن يذله قانون انتخاب ونظام محاصصة بغيض، وسيبقى واحدا موحّدا، ورمزًا للعيش الواحد بين جميع ابنائه، يحمل رسالة البيّاضة الروحية التوحيديّة السامية، وفكر الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، متّعظًا من ملحمة قانا، مقتديًا بمدرسة الامير مجيد ارسلان الرائدة، وقيادة الامير طلال ارسلان الوطنية الصادقة،
وستبقى ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، صمام الامان لنا،
تحية لارواح شهداء المقاومة الوطنية والاسلامية البطلة، تحية الى المقاومة الوطنية الفلسطينية، تحية للمرابطين في الجبال والوهاد والهضاب والسهول… تحية الى الاسرى الابطال في سجون القمع الصهيوني…
تحية الى الجيش العربي السوري البطل وجميع القوى التي تقاتل في سورية لحفظ كرامتنا ونيابة عنا، لشرفاء هذه الأمّة من المحيط إلى الخليج.
عشتم ..عاشت المقاومة .. عاش الجيش اللبناني البطل، حامي الحمى وسياج الوطن، الذي يسطّر ملاحم البطولة دفاعا عن ثغورنا،
عاش لبنان سيدًا حرًا مقاومًا حتى تحرير آخر شبر من أرضنا السليبة من مزارع شبعا والقرى السبع الى آخر شبر من ارض فلسطين”.

 

عن jad haidar

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*