أشار الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات في حديث لإذاعة الرسالة مع الإعلامي حسين شمص ضمن برنامج اللقاء السياسي إلى أن القانون الإنتخابي الجديد حتى لو لم يكن مثالياً وتشوبه شوائب في تركيب الدوائر فهو يعتبر تحوّل في الحياة السياسية اللبنانية وخطوة في اتجاه التغيير ، واستطاع المسؤولين في هذه الدولة من خلاله تحقيق انجازاً كبيراً بالنسبة للبنانيين.
وأضاف : “كان طموحنا أن تكون النسبية كاملة وفي دوائر موسعة أكثر على مستوى المحافظات او على مستوى لبنان دائرة انتخابية واحدة، انما الوصول إلى هذا القانون قانون الـ15 دائرة على أساس النسبية اعتبره انجازاً كبيراً تحقّق ونقلة نوعية في الحياة السياسية اللبنانية حيث تمكّنا كلبنانيين من إدخال ثقافة النسبية إلى قانون الإنتخاب، وهذا القانون يلبي طموحات اللبنانيين بالحد الأدنى بحيث تمكّن اللبنانيون من إقرار قانون انتخابي بدون إملاءات خارجية ونتيجة التفاهم والتوافق اللبناني الداخلي “.
وهنّأ بركات القوى السياسية على إقرار هذا القانون والتي استطاعت أن تقدم شيء من التنازل للشعب اللبناني . ولفت إلى أن بعض الدوائر قد تشهد معارك انتخابية ويبقى على الأحزاب الكبرى أن تكون لديها رغبة في التغيير وإتاحة المجال للشباب والوجوه الجديدة من الدخول إلى الندوة البرلمانية، بحيث سيكون للأحزاب السياسية دوراً اساسياً في عملية الاختيار وخوض الانتخابات في كل لبنان ودور في تطوير الحياة السياسية اللبنانية، مشيراً إلى أن الحزب الديمقراطي اللبناني حزب شاب ومعظم المنتمين له من فئة الشباب ويعود لرئيس الحزب اختيار المرشحين للإنتخابات النيابية المقبلة وطبعاً سيكون للحزب مرشحين في معظم الدوائر الانتخابية التي نتواجد فيها كحزب ديمقراطي ورداً على سؤال حول ترشحه للانتخابات النيابية أجاب بركات أن “هذه المسألة يقرّرها رئيس الحزب فأنا أنتمي إلى حزب وبالتالي عملية ترشحي انا وأي رفيق في الحزب يقرّرها رئيس الحزب وقيادة الحزب” .
وقال: ” فلتكن خياراتنا نابعة من نبض المواطنين، لا أن نفرض عليهم نواب فالأحزاب مسؤولة عن خياراتها حتى ينعكس نجاح النواب على صعيد الأحزاب أيضاً، فالمسألة اصبحت لوائح وليس أفراد فلنفكر في مجلس نيابي يحتوي على كفاءات اجتماعية وعلمية وثقافية وشعبية ولنأسّس لبناء دولة القانون والمؤسسات لا دولة المزرعة والمحسوبيات”.
وأشار إلى أن الدور الذي يقوم به دولة الرئيس نبيه بري يشكّل العمود الفقري لتطوير النظام السياسي في البلد وقد شكّل الرئيس بري في المرحلة السابقة وحالياً صمام أمان للحفاظ على المؤسسات وكلامه اليوم مطمئن جدا في مطالبته واصراره على إقرار سلسلة الرتب والرواتب وهي من المسائل المهمة والمحقّة والتي تعمل على إنصاف الموظف المدني والعسكري والإداري في مواجهة تحكّم النظام الاقتصادي والمصرفي بالمواطن اللبناني ولإبعاد شبح البطالة عن الشباب المتعلّم في لبنان “فالحكومة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى في العمل على تأمين فرص العمل وإقرار سلسلة الرتب والرواتب كأولوية للمحافظة على مواقعها السياسية من خلال إنصاف الناس”.
وأضاف أن على الأجهزة الأمنية اللبنانية المحافظة على الأمن الاجتماعي لللبنانيين من خلال تحقيق الأمن مقابل المخدرات مثلما تعمل على الأمن الوقائي مقابل الإرهاب ويتم ذلك من خلال دعم القوى السياسية ورفع الغطاء السياسي وعمل الحكومة من خلال تخصيص جلسة للبحث في مكافحة آفة المخدرات في البلد التي تهدد شبابنا وأطفالنا والتي لا تقل خطورة عن مكافحة الإرهاب والتي تتطلّب عملاً وطنياً عاماً .
وأشاد بركات بالخطوة التي أقدم عليها فخامة الرئيس ميشال عون في دعوته لعقد اللقاء التشاوري في بعبدا خصوصاً وأن الوثيقة التي صدرت عن هذا اللقاء وثيقة مهمة وأساسية، وأن الاجتماع الذي عُقد بحضور رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ورؤساء الكتل النيابية الممثلة في الحكومة تطوّر مهم في الأداء العام على المستوى الوطني، وأن تطبيق هذه الوثيقة يؤسّس بشكل أساسي لإحداث تطوّرات تنعكس ايجاباً في عملية إصلاح النظام الإقتصادي والاجتماعي والصحي والإداري والتربوي والثقافي والأمني والإنمائي في البلد، وهذا أمر في غاية الأهمية ومن الواضح أن الرئيس عون لديه إصرار جدي وعملي لتطوير النظام السياسي في البلد وللسير في تأمين حقوق المواطنين وفي مكافحة الفساد وإصلاح الإدارة اللبنانية، ومما لا شك فيه أيضاً أن أداء الرئيس الحريري في هذه المرحلة هو أداء مميّز ومن الواضح أن الرئيس الحريري من خلال ترأسه للحكومة يقوم بخطوات جريئة وأساسية في عملية الإصلاح والذهاب نحو تطوير البلد على كافة الصعد.
وطالب بركات الطبقة السياسية بتطبيق ما اتُفق عليه في بعبدا لما فيه تطوّر لبنان ويترجم الإرادة الجدية للقيمين في الدولة، وأضاف :” مع انتهاء النظام الأكثري أصبح للمواطن حقه ورأيه والذي يمتلك اليوم من خلال النظام الانتخابي الجديد القدرة على التغيير نحو الأفضل وهو مُطالب في المقابل بالإرتقاء بنسبة الوعي والإدراك لامتلاك القدرة على بناء دولة”.
ولفت إلى أن الأحزاب بحاجة لثورة داخلية باتجاه التطوير والذهاب إلى برامج إصلاحية تطويرية تساهم في جلب مكتسبات للدولة وأمل للمواطن اللبناني، وأضاف ” نحن اليوم بحاجة لحالة استنهاض عامة فعلى كل مسؤول أن يعمل على مستوى إدارته من اجل المواطن وليس من أجل نفسه”.
وفي ملف الأزمة السورية أكّد بركات أن التهديدات الأمريكية والإسرائيلية سببها الرئيس هو التقدّم الحاصل في الميدان السوري حيث تمكّن الجيش السوري من تحقيق تقدّم واضح وملموس على مستوى كل الجبهات وعلى مستوى فتح الحدود ما بين العراق وسوريا، وباعتقادي أن الجيش السوري مستمر في مكافحته للإرهاب وفي مواجهته للتيارات الإرهابية والتكفيرية وإن التهديدات الامريكية هدفها الأساسي هي فرملة هذا التقدّم ، وأن أميركا عاجزة عن الدخول في حرب عسكرية في سوريا نظرا للتوازنات الدولية القائمة ونظراً للدور الروسي الذي يشكّل ضمانة كبرى في منع أميركا من شن حرب ميدانية في سوريا.