أقام رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين الأمير طلال أرسلان، بدارته في خلدة، حفل تأبين وتقبل تعازٍ بالمرحوم الشهيد اللواء عصام زهر الدين، قائد قوات الحرس الجمهوري السوري في دير الزور، حضره إلى جانب أرسلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب، ممثل عن المرجع الروحي للطائفة الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ، راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر، حشد كبير من أعيان ومشايخ الطائفة الدرزية، السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين، السفير الإيراني محمد فتحعلي، السفير التونسي محمد كريم بودالي، ممثل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الحاج حسين الخليل يرافقه وفد كبير من الحزب ضمّ مسؤول وحدة الأمن والإرتباط الحاج وفيق صفا ومسؤول منطقة الجبل الحاج بلال داغر، النائب عاصم قانصوه، نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي، المقدّم نجم الأحمدية ممثلاً مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، محافظ لبنان الجنوبي وجبل لبنان منصور ضو، رئيس المجلس الأعلى السابق للحزب السوري القومي الإجتماعي الوزير السابق محمود عبد الخالق على رأس وفد، الوزير السابق ناجي البستاني، النائب السابق إميل إميل لحود، النائب السابق ناصر قنديل، وفد من قيادة حركة أمل يتقدمه مسؤول الإعلام المركزي في الحركة د. طلال حاطوم ضمّ عضو المكتب السياسي مفيد الخليل وأعضاء قيادة إقليم جبل لبنان، قائمقام عاليه بدر زيدان العريضي، ممثل عن حزب التيار الوطني الحر، ممثل عن السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، رئيس المحاكم المذهبية في طائفة الموحدين الدروز القاضي الشيخ فيصل ناصر الدين، قاضي المذهب الدرزي الشيخ نزيه أبو ابراهيم، رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمّود، أمين عام رابطة الشغيلة زاهر الخطيب، اللواء علي الحاج، وفد من لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية يتقدمه منسق اللقاء محمد خواجا، الامين القطري المساعد في حزب البعث العربي الاشتراكي نبيل قانصوه، أمين سر حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية العميد سمير أبو عفش، عضو المكتب السياسي مسؤول جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في لبنان تامر عزيز، رئيس حزب الوجود ريدان حرب مع وفد من الحزب، رئيس التيار العربي شاكر البرجاوي، رئيس حزب الوفاء اللبناني أحمد علوان، قيادة المجلس السياسي والهيئة التنفيذية ورؤساء الدوائر والوحدات الحزبية في الديمقراطي اللبناني، وفد من سرايا المقاومة، عضو المجلس الوطني للإعلام غالب قنديل، الإعلامي جوزيف أبو فاضل، كاهن رعية الشويفات المارونية الأب شربل ديب، كاهن رعية الشويفات للروم الأرثوذكس الأب الياس كرم متقدماً وفداً من الرعية، بالإضافة إلى عدد من رؤساء البلديات وأعضائها والمخاتير والفعاليات والأمنيين والقضاة وحشود شعبية من حاصبيا وراشيا والشوف وعاليه والمتن ومن مختلف المناطق اللبنانية، ومن الحزبيين والمناصرين.
السفير علي
بعد كلمة تعريف من السيد سماح أبو رسلان، ألقى السفير علي كلمة قال فيها: ” صاحب هذه الدار وهذه الدعوة الكريمة معالي الوزير الأمير طلال أرسلان، أصحاب المعالي والسعادة والنيافة، أيها الكرام، أيها الكبار بنبلكم وتلبيتكم لدعوة الشهيد عصام زهر الدين ومضيف الشهيد، سوريا التي كبرت بقادتها وبشهدائها وبتاريخها الناصع تبارك لكم وتبارك لنفسها شهادة هذا الشهيد الكبير اللواء زهر الدين، اكتشفت سوريا في هذا الرجل الكبير وفي رفاق كبار له، أن هذه الأرض تنبت القامات التي تدافع عنها وتحمي كرامتها، عصام زهر الدين، اكتشفت أنا كسفير لسوريا أن لهذا الرجل في وجدان الكتاب والسياسيين والمثقفين في لبنان كم له من مكانة، هذا الرجل يجسد وحدة وطنية عظيمة، يجسد صورة عابرة لكل معايير الخلاف لكل الحدود لكل الإنقسامات التي حاول الغرب وحاول أعداء سوريا وأعداء هذه الأمة أن يزرعوها، فكان الرئيس بشار الأسد وكان كل القادة الكبار وكل الشهداء العظام وكل المنتمين إلى قيم الكرامة والسيادة والحرية والعدل، كانوا في المرصاد ليدافعوا عن سوريا وعن المنطقة، وعصام زهر الدين صورة ناصعة تقدم لنا العزاء بسيرته وبطولاته كما تقدم لنا أيضاً بشهادته الكبيرة، فهو عزاء لحضوره وحياته وبطولاته وعزاء لسيرته وشهادته التي تعبر عن الرجولة الفذّة الكبيرة وعن التفاني وعن هذا الود العميق الذي كان يستطيع أن يعطيه لمرؤوسيه ولجنوده ولكل المواطنين الذين يلتقيهم، فهو أسعد كل سوريا، هذه الصورة الناصعة التي جسّدها الشهيد عصام في كل أبناء دير الزور بمسيحييهم ومسلميهم بكردهم وعربهم، كما مثل الصورة التي تزهو بها السويداء وأحفاد سلطان باشا الأطرش، سورية التي تفاخر بأبطالها وشهدائها ومواقفها وحلفائها وأصدقائها وأنتم هؤلاء الحضور الكرام صورة عمّن تعتز بصداقتهم سورية، سورية التي تنتصر اليوم تنتصر بدماء الشهيد عصام زهر الدين، وعصام زهرالدين في عليائه يزهو بما حققته سوريا وحلفاء سوريا وأصدقاء سوريا، وأنتم من هؤلاء الذين تزهو بهم سوريا لتصنع مجداً مشتركاً لسوريا ولبنان، ولمقاومة سوريا ومقاومة لبنان ولكل محور المقاومة الذي يضم هذا الحفل رموزاً له، تعتز بهم سوريا وتعاهدهم على اكمال النصر الذي صنعت حلقاته الأساسية وقطاف النصر صار قريباً، وما ارتباك العدو الصهيوني واهتزاز كل الصورة لديه إلا مثال على هذا الإنتصار، تحية كبيرة لروح الشهيد الكبير وتحية عرفان لصاحب هذه الدار وهذه الدعوة، تحية تقدير لكل الذين باركوا في شهادة عصام زهر الدين، ولوالدته التي حضرت بالأمس بأعصاب واثقة وباعتزاز كبير ، ولرفاق سلاحه، والتحية الكبرى لقائد سوريا الذي يصنع نصرها الرئيس الدكتور بشار الأسد”.
أرسلان
من جهته ألقى أرسلان كلمة، جاء فيها: “”وللأوطانِ في دمِ كلّ حرّ … يدٌ سلفتْ ودَيْنٌ مستحقٌ / فمن تربّى على حبّ الوطن، فالشهادة أقلُّ ما يليقُ به…لا يليقُ بالبطل عصام زهر الدين، الذي أسماه رفاق سلاحه وكفاحه، بواسل الجيش العربي السوري، جيش حافظ الأسد، جيش بشّار الأسد، أسموه أسد الله في ساحات الوغى… مدافعاً مقداماً جسوراً مشهوداً له… لا يليق به إلاّ أن يرتقي شهيداً متألقاً بأنواط الشجاعة والتضحية والوطنية… قدوة لرفاق سلاحه وكفاحه… ولأجيال الشباب السوري… في معموديّة النار… حيث يهبُّ الوطنيون الأقحاح، في أرجاء الوطن السوري العزيز الأبي، ملبّين نداء الواجب… في التصدّي للهجمة الإستعمارية البربرية… الهادفة إلى محو سورية من الوجود والقضاء على العروبة الحضارية… وتصفية قضية فلسطين. هو ابن البيئة الوطنيّة في جبل العرب… تربّى في بيئة أهلنا الذين أورثونا كارَ مقارعة الإستعمار حتى إنزال الهزيمة به… بيئة سلطان باشا الأطرش ورفاق دربه المجاهدين والشهداء…بيئة أهلنا الأشاوس في الجولان العربي المحتل، بيئة الأمير مجيد أرسلان في معركة المالكية والناصرة في فلسطين وصولاً إلى معركة الإستقلال”.
وتابع أرسلان: “بيئة المشايخ الأجاويد… أوتادُ الأرض وأطهارُها… تربّى على حكايات البطولة وأناشيد الوطنية… والصمود الأسطوري يومَ كان أبناءُ الجبل يصدّون بعمائمهم البيضاء فوهات مدافع الإستعمار الفرنسي في ملحمة الثورة السوريّة الكبرى، الثورة التي رفع شيخ المجاهدين سلطان باشا الأطرش شعارها الأصيل الدين لله والوطن للجميع، في هذه البيئة الشريفة نشأ وترعرعَ عصام زهر الدين… فكان قدره الطبيعي أن يلتحق بصفوف الجيش العربي السوري، يوم كان القائد التاريخي حافظ الأسد يقوم بتحديثه ويبلغ الفوز المجيد في ملحمة تشرين المظفرة… العقيدة المتينة المتماسكة… وأوّلها الدين لله والوطن للجميع… العقيدة التي توأمتِ الوطنيّة السوريّة بالعروبةِ الحضارية التي، من دونها، لن تقومَ لأمّة العُرْبِ قيامَة…من جبل العرب الأشم… جبل الثوّار الميامين… جبل التضحية والوطنيّة، جبل التلبية المثلى لنداء الواجب، الجبل الذي تعوّد أهله أن يفتدوا الوحدة السّورية بأرواحهم، ولم يبخلوا في هذا السبيل ولم يكلّوا… من هذا الجبل الذي تعوّد أهله أن يكلّلوا رؤوسهم بالغار لا بالعار… من جبل العرب أطلّ عصام زهر الدين على أرجاء وطنه السوري العظيم… فتميّزت مسيرته العسكرية بممارسة المثل العليا بأبهى وجودها… حتّى إذا ما بدأ المستعمرون حملتهم المتوحّشة لتدمير سورية… راح اللواء شرف عصام زهرالدين يحقّق على الأرض المبادىء التي اختزنت في عقله وقلبه فصارَ مضربَ مثلٍ بالشجاعة والتضحية، منجزاً من البطولات ما يصنّف من الخوارق.. في كافة المحاور القتاليّة التي خاض غمارها… ففاز فوزاً عظيماً”.
وأضاف: “أشهد أمام الله والتاريخ… ومشايخنا الأجاويد الأجلاء شهودٌ على ما سأقول… ودائماً تحت عنوان الدين لله والوطن للجميع: …أشهدُ… شهادةً من صُلبِ مدرسة بطل الإستقلال وبطل حرب فلسطين… والدي المغفور له الأمير مجيد أرسلان…
أولاً: إنّ أهلَ التوحيد، أهلَ سورية الأقحاح، لا مكان لأيّ خيار عندهم، وهم أهلُ الحريّة والإباء، إلاّ خيارَ الوطن العربي السوري الواحد الموحّد بدولتهم السوريّة التي لولا صمودها الأسطوري بقيادة رئيسها الجسور المقدام سيادة الأخ الدكتور بشّار الأسد، لما تبدّل وجه العالم اليوم لصالح تثبيت التعدديّة القطبيّة على مستوى الكرة الأرضيّة.
ثانياً: إن أهلَ التوحيد، في سورية وفي لبنان وفلسطين.. لهم مشروعٌ واحد، هو مشروع الوطنيّة والعروبة الحضارية… ولا ولن تستطيع أي قوّة في العالم أن تجعلَ منهم حرّاس حدودٍ لإسرائيل.
ثالثاً: إن أهلَ التوحيد، في سورية ولبنان وفلسطين قدرهم ودورهم التاريخي… أن يكونوا دائماً عنصرَ استقرارٍ وانفتاحٍ وحداثة… وهم المشهود لهم بحبّهم وتقديرهم للرجال الشجعان والأبطال مثل هذا البطل الأسطوري الشهيد عصام زهر الدين.
رابعاً: نحيّي أصدقاء بلادنا الذين أثبتوا في معركة المصير هذه أنهم أصدقاءٌ شرفاء.. من الجمهورية الإسلامية في إيران إلى دولة روسيا الإتحادية بقيادة الرئيس الشجاع المقدام فلاديمير بوتين، إلى المقاومة اللبنانية المظفّرة وقائدها العزيز الأخ الكبير سماحة السيّد حسن نصرالله، وإلى كل الأحرار الذين يبذلون دماءهم والذين يخوضون معركة الدفاع عن الحريّة والكرامة الإنسانية في وجه الإستعمار والبربرية..”.
وأردف: “إنّ الدموع التي تُذرَفُ على شهيدنا الغالي… والغالي جداً لا يوازيها إلاّ اعتزازنا بشهادته وسمعته الناصعة البياض، إنّه قدرُ الأحرار… إنّه قدر أهل البلاد الأصليين… أن يبذلوا أرواحهم في سبيل أوطانهم… لعنة الله على أي سياسة تخضع الموقف من الوطن لمعيار الربح والخسارة، ونحن في هذه المعركة إن خسرنا نحن رابحين وإن ربحنا فنحن منتصرين، فلم ندخل يوماً في معركة على قاعدة الربح والخسارة والأمير مجيد رفض حمل السلاح في الداخل وفي وجه أي طرف من الأطراف اللبنانيين، وكان قد حمل السلاح مرتين بكل فخر واعتزاز، مرّة ضد المستعمر الفرنسي ومرّة ضد العدو الصهيوني الغاصب، ومن يعتبر أن الرجولة تقضي برفع السلاح في الداخل وفي وجه بعضنا البعض، فبهذا نكون قد عملنا ونعمل لخدمة إسرائيل والغرب وكل العملاء، فنحن لا نحسن اللعب على الوتر الطائفي، وسنكمل هذه المسيرة، مسيرة العيش بعزتنا وكرامتنا تماماً كما عودنا أهل التقوى والإيمان مشايخنا الأجلاء”.
وختم قائلاً: “هنيئاً لشهيدنا الحبيب الذي كان يبحث عن الشهادة ويُقبلُ عليها ولم يتهرّب منها يوماً… هذا هو قدر من كان بطلاً صنديداً. عاش من أجل سورية ومات لتحيا سورية… رحمه الله وتغمده بواسع رحمته، والسلام…”.
في الختام تمّ تلاوة الفاتحة عن روح الشهيد البطل زهر الدين.