الأمير مجيد أرسلان، الفارس، المقاوم والشهيد… / بقلم: بلال صالح العريضي

يتحضر لبنان واللبنانيين ليوم وطني جامع في ١٢ تشرين الثاني ٢٠١٧ لازاحة الستار عن تمثال للأمير مجيد ارسلان بطل الاستقلال اللبناني برعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وبدعوة من الأمير طلال ارسلان.

ما ان يُذكر اسم الأمير مجيد ارسلان حتى تسارع الى ذهننا صورة الاستقلال، رجلٌ راكعٌ يقبل العلم اللبناني ويحيط به رجالات الدولة اللبنانية.
صورة تعبق بالرجولة والعنفوان لفارسٍ ما ركع يوماً الا لتقبيل العلم اللبناني, صورة الرجل المعكوف الشاربين صاحب الهيبة والوقار، جعل من الاستقلال اللبناني مرادفاً لإسمه.
ما نعرفه عن الامير مجيد ارسلان انه ابن بيتٍ عريق قدموا الى لبنان لحماية ثغوره من الهجمات الصليبية وقدّموا في سبيل ذلك الكثير من الدماء والشهداء.

ما يعرفه الناس انه رجل الاستقلال الأول، كان وزيراً للدفاع الوطني ابان الانتداب الفرنسي، هو الذي وقف بوجه الفرنسيين عام ١٩٤٣ عندما اعتقل رئيس الجمهورية والحكومة ومعهم عدد من الوزراء والنائب عبد الحميد كرامي، وانه اسس حكومة بشامون والحرس الوطني واهدى لبنان علمه واستقلاله في ٢٢ تشرين الثاني من العام ١٩٤٣، نقطة انتهى الكلام…

هذا ما يعرفه الناس عن هذا الرجل العظيم، لكن هل هذا ببساطة كل شيء؟؟

ما لا يعرفه الناس عن الامير مجيد ارسلان انه كان أول المقاومين اللبنانيين وانه كان مشروع شهيد، نعم شهيد…

فعندما اعتقل رئيس الجمهورية والحكومة عرض الجنرال البريطاني سبيرز اللجوء السياسي على الامير مجيد ارسلان ولكن الامير رفض رفضاً قاطعاً وانتقل الى بشامون واسس الحرس الوطني وكانت رسالته الى الفرنسيين “فلتكن بشامون ميسلون الثانية”.

الفرنسيون يعرفون حق المعرفة ماذا يعني هذا الكلام، ففي ميسلون وقف “يوسف بك العظمة” في وجه تقدم الجيوش الفرنسية وما ترك السلاح حتى سقط ومن معه شهداء، اذن الامير مجيد كان مستعداً كل الاستعداد للاستشهاد في سبيل استقلال لبنان، وهذا ما بدا واضحاً، فهو امتشق سلاحه مع رفاقه وما ترك بندقيته أبداً ومسدسه ما فارق خصره حتى نال لبنان استقلاله.

ما لا يعرفه الناس ايضاً، ان عام ١٩٤٨ قاد كوزير للدفاع الوطني معارك الجيش اللبناني في الجنوب وخاض معه معارك بطولية كبيرة في وجه الصهاينة، وعندما قررت الحكومة اللبنانية وقف تقدم الجيش اللبناني، عزل الأمير مجيد نفسه كوزير للدفاع والتحق بجيش الانقاذ العربي الذي كان يقوده المقدم أديب الشيشكلي، ووصل الى المالكية والناصرة وقطع اكثر من ١١٠ كلم في العمق الفلسطيني وقرعت له احتفالاً بالنصر اجراس الكنائس وصدحت له مآذن الجوامع، وعندما قررت الحكومات العربية وقف اطلاق النار، طلب مهلة ١٢ ساعة كي يستكمل هجومه على الجيوش الصهيونية ويقطع عنها خطوط الامداد وبالتالي يضمن نصراً مبيناً، ولكن التخاذل العربي رفض الاذعان لأميرٍ فارسٍ مغوار فكانت النكبة.

الامير مجيد ارسلان ما كان يوماً وزيراً يجلس خلف مكتبه يدير المعارك من بعيد انما كان قائداً يحمل بندقيته ويمشي في المقدمة قائلاً اتبعوني، كان مشروع شهيد في اكثر من موقعة، اعطى لبنان مثلاً لن يتكرر مثله في الرجولة والبطولة والوطنية.

هذا غيضٌ من فيض وبكثيرٍ من الاختصار، الامير مجيد ارسلان بطل بحجم لبنان والأمة العربية، فارسٌ، مقاوم وشهيد…

 

بقلم: بلال صالح العريضي
٠٢ تشرين الثاني ٢٠١٧