أرسلان في تشييع الوزير عبد الخالق: كان هاجسه الدائم هو خدمة وطنه وحزبه وأهله

لا تعليق
آخر الأخبارالرئيس
2
0

شيع الحزب السوري القومي الاجتماعي والجبل وبلدة مجدلبعنا، الرئيس السابق للحزب الوزير السابق محمود عبد الخالق، في مأتم رسمي وحزبي وشبعي حاشد أقيم في قاعة “الرابطة الاخوية” في البلدة، حضره ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب قاسم هاشم، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين الأمير طلال ارسلان على رأس وفد كبير من الحزب، الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري، النواب غازي العريضي وفؤاد السعد واكرم شهيب، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف مترئساً وفداً مركزياً ضم الوزير علي قانصو والنائبين أسعد حردان ومروان فارس، تيمور جنبلاط، ممثل الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله نائب رئيس المكتب السياسي محمود قماطي، ممثلا “التيار الوطني الحر” الياس حنا وسلطان فياض، ووفود حزبية وشخصيات.

وألقيت كلمات بالمناسبة لكل من الشيخ دانيل عبد الخالق، الوزير العريضي، الحاج محمود قماطي، ورئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي حنا الناشف ونجل الفقيد رائد محمود عبد الخالق.
 

كما ألقى أرسلان كلمة بالمناسبة قال فيها: “عندما اكون في مجدلبعنا الغالية العزيزة علينا، والمحبة ورفقة الدرب الطويلة مع عائلات مجدلبعنا الكرام آل عبد الخالق، وفياض، وأبي جمعة ونصر. لدينا ذكريات قديمة جداً، كيف لا وكان الزعيم الوطني بطل الاستقلال الأمير مجيد أرسلان كان يفتخر دائماً بأنه تربّى في شوارع وأزقة مجدلبعنا”.

واضاف: “محمود عبد الخالق الصديق الكبير، ابن هذه البلدة، مهما قلت عنه لا استطيع ان افيه حقه…”.

وتابع: “قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”…. صدق الله العظيم

الفقيد الصديق المناضل محمود عبد الخالق … الفاعل السياسي الصادق في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي الحليف…،

لا اود أن أقول اليوم شيئاً في محمود عبد الخالق من باب المجاملة، بل هي الحقيقة والشهادة التي أعطاها فيه كل من التقى به… حقاً هناك بعض الأشخاص يفرضون عليك احترامهم فلا تجد حرجاً في أن تقول فيهم كلمة حق.. ووقفة إنصاف يستحقونها.

تعمقت علاقتي به منذ بداياتي السياسية وما وجدته إلا صفحة مضيئة في كتاب الزعيم أنطون سعادة.. ملتزما بنهجه الأخلاقي قبل التزامه بمنهجه السياسي… فما أحسن يوماً خبز الأوهام… فكان ثائراً دائماً على الواقعية السياسية، وأبدى مقاومة دائمة باتجاه الأفضل … وما حاجتنا الى هذا النهج الأخلاقي في ممارسة السياسة اليوم.

كان محمود هامة رفيعة المستوى وقامة وطنية سنفتقدها حتماً.. يمثل كل المروءة وروعة الحق.. ومهما قلنا في الفقيد العزيز من كلمات..لا نستطيع أن نوفيه حقه فهو أكبر من كل الكلمات العابرة.

امتلك من الأخلاق السورية القومية العربية الشاملة منظومة قيم متكاملة.. طبعت سيرته المشرفة المليئة بالأحداث والمواقف والأعمال الكبيرة.. فكان رجل الحرب ورجل السلم في آنٍ… وهذا من صفات الرجال الرجال.

لاعَبَ الزمن السياسي الحالي المذهبي الطائفي المثقل بالسذاجة… باحترافية ونزاهة وأخلاق عالية… متسلحاً بالناس الشرفاء كأغلبية متضامنة متينة تؤمن باستراتيجية واضحة غير هلامية وصداقات وفية … وما رأيته يوماً غاضباً أو حاقداً على أحد.

كان هاجسه الدائم هو خدمة وطنه وحزبه وأهله، وقد خبرته في حكومة عمر كرامي في العام 2004-2005 فوجدته مدافعاً بشراسة لجلب كل ما تفوح منه رائحة التنمية الى هذه المنطقة وهذا الجبل.

تحولت علاقتنا الى حالة متينة من الثقة، فتحاورنا بعمق وطاولنا عناوين السياسة والثقافة والتاريخ، فالفقيد كان محبا للحوار، وهو الذي خبر الساسة والسياسيين، وتمرس في التواصل مع التنوع، متقناً فن الانصات بحرفية لا مثيل لها…  فكان بارعاً في مقارعة المتحاورين… وقد كان يختزن قوة صامتة قادرة على الاختراق والصمود والإقناع.

وبالرغم من هدوئه واحترامه لمن يحاوره والحميمية التي يودعك إياها ما يكفي لإعطائه الثقة الكاملة … فإنه لم يتوان يوماً بالجهر بأفكاره والدفاع عن قناعاته بكل استماتة وشجاعة، مختارا الكلمات بمنتهى الأناقة… مستنداً الى الحجة… فيقنع المستمع ويفحم المعارض.

لقد كان الفقيد العزيز كاتماً للأسرار وموضع ثقة دائمة لدي شخصياً، وهو المجاهد في سبيل الوفاق الدائم.. ولكن ليس على حساب الكرامة…. وكان يعتقد بأن التنازلات لا تقدم إلا علناً احتراماً للنفس قبل الغير.. أما الانتصارات فلا يجوز تعيير الأخرين بها.

محافظٌ عتيقٌ.. لكنه تشرب الحداثة عن قناعة وجسدها في ممارسته السياسية والاجتماعية، فتجرد عن الطائفية والمذهبية وربطها فقط بالممارسة الاجتماعية التقليدية… علماً بأننا التقينا على مبدأ الدين لله والوطن للجميع.. لهذا لم يعش الفقيد بانفصام في الشخصية، ورفض تمثيل الادوار الثنائية والنفاق الاجتماعي على غرار ما نرى اليوم في المجتمع السياسي ممن يرتدون اللباس الوطني فوق الجسد المذهبي… ويا للأسف.

محمود !!!!

لقد انزلقت من هذا الجبل الى معترك السياسة مشبعاً بحب النضال والتضحية وها انت تعود اليوم الى مهدك الدافىء… مجدلبعنا … بلدة الأبطال والمقاومين العروبيين.

لم يسعفك الجسد العليل لإتمام ما يتطلع اليه فكرك الثواق، فقد كنت خزان طموحات لنهضة هذه الأمة.

وإذا فاز عليك الزمان بعد قضاء أجلك، فمهما تعددت الاسباب فالموت واحد. لكنك قاومت المرض الذي أنهك قواك الجسدية، بتحدٍ وصبر، وتمردت على الموت حتى أخر رمق وأنت الذي اعتدت أن تمتص رحيق حلاوة الحياة، مؤمنا أن الأعمار بيدي الله.

وها نحن اليوم نواكبك الى مثواك الأخير وهيبتك هيبة الرجل الوديع الذي قفل راجعا” الى مهد طفولته ليودع محبيه.. ولتودع مجدلبعنا … وحزبك العريق.. وحلفائك العروبيين الذين احببتهم بصدق وافنيت ما تبقى من عمرك تقوم بواجبك اتجاههم، وكنت تعتبر عملك جهاداً مقدسا في سبيل الفكرة القومية والوحدة الوطنية وتحرير فلسطين.

صديقي محمود

الله وحده أعلم بمصيرك بعد انتقالك الى جوار ربك،

لكننا نسأله تعالى، وهو الغفور الرحيم أن يتجاوز عن سيئاتك ويضاعف حسناتك ويسكنك فسيح جنانه. وانا لله وانا اليه راجعون”.

بعد ذلك، كانت الشهادات بالراحل، وصلي على جثمانه ليوارى في الثرى في مدافن البلدة.