أرسلان خلال استقباله الحريري في حاصبيا: يحاولون تشويه ما تصبو إليه للتضييق على الناس في لقمة عيشهم

 

زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ضمن جولته الجنوبية، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين الأمير طلال أرسلان في السراي الشهابية في حاصبيا، يرافقه مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي والسيد نادر الحريري والمرشح عن المقعد السني في دائرة حاصبيا ومرجعيون عماد الخطيب، حيث أقيم له استقبال شعبي حاشد في ساحة قلعة حاصبيا الأثرية، نُحرت خلاله الخراف، وكان في استقباله الى جانب أرسلان الوزير السابق مروان خير الدين ومرشح الحزب الديمقراطي عن المقعد الدرزي في حاصبيا وسام شروف، وحشد من المشايخ وقيادة الحزب ورؤساء بلديات وشخصيات ووجهاء المنطقة.

أرسلان
بعد النشيد الوطني اللبناني وكلمة ترحيب من رامي عربيد، ألقى أرسلان كلمة توجه فيها إلى الرئيس الحريري بالقول: “أهلا وسهلا بكم في حاصبيا البياضة، حاصبيا التي تضم المسجد والكنائس والخلوات ترحب بكم. حاصبيا الإباء والشموخ، حاصبيا العزة والكرامة، حاصبيا الأحرار، حاصبيا الصامدة، حاصبيا بطل الاستقلال وبطل حرب فلسطين الأمير مجيد أرسلان. نعم يا دولة الرئيس، بكل فخر واعتزاز نستقبلك بين أهلك في هذه المدينة وفي هذه السرايا الشهابية الأصيلة، لنقول لك حاصبيا كانت وستبقى حاصبيا الأمير مجيد أرسلان، شاء من شاء وأبى من أبى. هذه هي الحقيقة يا دولة الرئيس التي يعرفها الجميع لكن مع الأسف في هذا الزمن الرديء، أصبح الفاجر يأكل مال التاجر. لكن أقولها وليسمع من يسمع، وليفهم من يفهم، هذه السياسة لا تصح مع طلال أرسلان. كرامتنا يا دولة الرئيس من كرامة اصغر طفل في هذه المنطقة، كرامتنا وكرامة بني معروف الأشاوس الأبطال برعاية مشايخنا الكرام، أوتاد الأرض وأطهارها، تأتي قبل كل شيء، قبل السياسة ومصالحها وزواريبها وكذبها الذي نعترف امامك و للملأ أننا لا نتقنها ولا نريد أن نتقنها بهكذا زواريب. نحن يا دولة الرئيس العزيز الصديق تربينا في مدرسة ليست سياسية فقط، تربينا في مدرسة الصدق والوفاء والعهد والوعد، حكمتنا الشريفة يا دولة الرئيس ولا ألومك ان كنت لا تعرف، لكن من هنا عليك ان تعرف ان حكمتنا الشريفة ومهما حاول البعض تشويهها تقوم على عدة مداميك صلبة كالصخر بإيمان راسخ بالتربية التوحيدية الشريفة، وأولها والمشايخ الحاضرين يشهدون على ذلك اولها وأعظمها صدق اللسان، وثانيها حفظ الإخوان. هذه هي شيم واصالة بني معروف، وكل من يشوه هذه الحقيقة لا يمكن ان يكون من بني معروف، الدجل والكذب والطعن بالظهر ليست من شيم بني معروف على الإطلاق. لذلك، فإن تحالفنا نتحالف بشرف وإن خاصمنا نخاصم بشرف. والصدق يا دولة الرئيس الحبيب من شيم الكبار الصدق في مدرستنا ينجي مهما كانت قساوة الزمن الذي نمر به في هذا الزمن وهذه الأمة المنكوبة.
دولة الرئيس، واكبتك عن كثب في العمل الحكومي منذ أكثر من سنة ولا ادعي اننا كنا على معرفة جيدة قبل ذلك، وما رأيت منك إلا كل خير. وكل ما قلته لك في الجلسات الخاصة، ومع العلم أنك لربما تعودت على من يتكلم في الخاص شيئاً وفي العلن شيء آخر، الا اني عاهدت نفسي انّ كل ما قلته لك في الجلسات الخاصة اقوله للملأ دون اي خجل، صديق نعم صديق واخ نعم اخ، حتى لو اختلفنا في مواضيع ومقاربات عدة، لا نريد التحدث عنها اليوم، بل أقول أنني أعتز بصداقة اخي سعد الدين رفيق الحريري. أنت يا دولة الرئيس قيمة أساسية في هذا البلد، ويجب على الجميع حلفاء او خصوم الاعتراف بذلك، اكتشفت فيك الطيبة والتي اصبحت في قاموس السياسة في لبنان خطأ، حيث يجب ان يكون ديباً كاسراً، اكتشفت فيك الطيبة والنية النظيفة في محاولاتك الدؤوبة للنهوض بهذا البلد. البعض يحاول احتكارك وتشويه ما تضمر لهذا البلد، من خلال ما اعتادوا عليه في السابق من اعتماد السلطة والتسلط وقوتهما لتطويع الناس والتضييق عليهم بمصالحهم ولقمة عيشهم الكريمة وصحتهم وتربيتهم، على قاعدة بأن هذه هي السياسة الصحيحة. فهكذا يا دولة الرئيس لا تُبنى دول ولا تتطور شعوب.
دولة الرئيس، أتيت إلى منطقة غابت عنها الدولة منذ العام 1968، وما تخللها من ألم وذل ابان الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من عشرين سنة. منطقة بحاجة إلى كل شيء على كافة المستويات، ونحن نعتز ونفخر بكل أبناء وادي التيم والعرقوب والنبطية وبنت جبيل ومرجعيون وصور وصيدا والزهراني وجزين وكل ابناء الجنوب بمقاومتهم لإسرائيل وغطرستها وعدوانيتها لنا ولهذه الأمة على كافة الصعد. إسرائيل التي تهددنا بأرضنا ومياهنا وتاريخنا وديننا وثقافتنا ومواردنا.
دولة الرئيس، كثيرون يأتون إلى هذه المنطقة بهدف كسب الأصوات الانتخابية، إما بالمال أو كما يقول مريضو العقول، بـ”تنكة بيبسي وسندويش فلافل”، هؤلاء الناس الذين يفكرون بهذه الطريقة يريدون تمثيل الامة، حتى ذكروني بكلمة لجبران خليل جبران يقول فيها: “تعرفت على كثير من الفقراء ليس لديهم من حطام الدنيا إلا المال”.
هذه المنطقة يا دولة الرئيس ليست بحاجة لمن يمن عليها ببعض القروش، بل بحاجة إلى تنمية وتطوير للحقول الزراعية والصناعية والسياحية والاستثمارية والبيئية. هذه المنطقة بحاجة إلى فرص عمل ودورة اقتصادية وإنتاجية لتستوعب الكم الهائل من خريجي الجامعات والمعاهد، بحاجة إلى تعزيز المهن الحرة والمتوسطة. هذه المنطقة بحاجة الى ان تعيش بكرامتها وحريتها لأنها منطقة الكرامة والاحرار. هل تصدق يا دولة الرئيس بأن الكثير من أبنائنا في هذه المنطقة يعيشون، ونحن أصبحنا في القرن الـ21، على بيع 20 أو 30 تنكة زيت زيتون في السنة ليعيشوا مع عائلاتهم بكرامة؟ هل هذا مقبول؟
نحن وإياك يا دولة الرئيس مجتمعون في بيتكم الذي يفخر بوجودكم لندعم سويا لائحة “الجنوب يستحق” المؤلفة من أخوة لنا من الشخصيات المرموقة ونظيفي الكف والسمعة، ونعتز بهم وبمناقبيتهم وكفاءاتهم، وبوجودك، ندعو لهم بالنجاح والتوفيق والنصر في 6 أيار.
التنوع يغني والانفتاح يحرر والاستفراد تخلف والتسلط هيمنة والمشاركة حقيقة واقعة مهما حصل، شاء من شاء وابى من ابى.
اخيراً اتوجه بالتحية من الجنوب الصامد المقاوم لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الذي تشكل معه يا دولة الرئيس ضمانة الاستقرار والنهوض بالدولة على اسس متينة وقوية، حضارية وعصرية تليق بلبنان وشعب لبنان.. والى الانتصار ذاهبون باذن الله العلي القدير… والله ولي التوفيق”.

الرئيس الحريري
ثم تحدث الرئيس الحريري فقال: “أود أن أشكرك يا مير على هذا الجمعة الجميلة، في هذا البيت الكريم. ما قلته صحيح بأننا نعرف بعضنا منذ فترة قصيرة، لكننا بنينا علاقتنا على الصدق والتعاون. وهذان الأمران مهمان جدا بالنسبة إلي شخصيا وعمليا، وأنا أحرص على المحبة التي بيننا. من هنا أشكرك من كل قلبي على هذه الجمعة”.
وأضاف: “هذه المنطقة عزيزة علينا جميعا، فهي ساهمت باستقلال لبنان، وخاصة هذا البيت، ولذلك أحييك أيها المير لأنك حافظت على هذه المسيرة، ونحن سنكمل معا إن شاء الله”.
وتابع: “ما نريده في هذا البلد هو أن تكون هناك دولة، وتكون هذه الدولة لكل للبنانيين وكل لبنان، في بيروت والشمال والجنوب والبقاع وكل لبنان. الدولة هي التي تحافظ على المواطن وتخدمه. هذا ما نسعى إليه وما عملنا لأجله مع المير، لكي نعيد الدولة إلى كل لبنان ونثبتها فيه، ونستعيد ثقة المواطن بهذه الدولة، بعدما كادت هذه الثقة تضمحل شيئا فشيء، وكذلك هيبة الدولة، بسبب الفراغ في رئاسة الجمهورية وشلل الحكومة ومجلس النواب”.
وختم قائلا: “هذه المنطقة حافظت على العيش المشترك والاعتدال، وهذا أساس للتفاهم بين اللبنانيين. وأنا أحييك يا مير على حفاظك على العيش المشترك وعلى الطريقة التي تعمل على أساسها. ونحن سنخوض هذه الانتخابات معا بإذن الله، وإن شاء الله نحتفل سويا في السادس من أيار لما فيه مصلحة الجنوب الذي يستحق. فشكرا لكم جميعا، للشباب والشابات، وشكرا للمشايخ الذين حملوا دائما كلمة الحق والحكمة والصدق التي أنارت لنا الطريق، وطريقنا معا طويل إن شاء الله”.

بعد ذلك انتقل الرئيس الحريري والوزير أرسلان والمفتي دلي إلى خلوات البياضة، حيث كان في استقبالهم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب والشيخ غالب قيس والشيخ غالب الشوفي والشيخ ابو مهدي دربيه وعدد كبير من المشايخ.

https://www.facebook.com/talalarslanofficial/posts/10160101202255214