بركات : السياسة الأميركية تريد ضرب البلد ومقوماته وعلينا تشكيل حكومة أقطاب لمواجهة الانهيار

أكد الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات في ذكرى مجزرة قانا، وخلال حوار مع الإعلامي الدكتور علي قصير ضمن برنامج مع الحدث على شاشة المنار، أن أرضنا كانت مستباحة امام العدو الصهيوني، الذي نفذ أبشع الجرائم بحق الشعب اللبناني، بتغطية أميركية.

وأشار إلى أن كل الدول أجمعت يومها على بشاعة الحدث وأدانت اسرائيل إلا أميركا التي استعملت حق النقض الفيتو في الأمم المتحدة لعدم محاسبتها، وأضاف:” باختصار أرضنا كانت مستباحة إلى أن صنعت المقاومة معادلة الرعب مع إسرائيل ما جعلها تلتزم حدودها ولا تتجاوزها”، ولفت إلى أن هناك قلة وعي ومسؤولية وفهم لطبيعة العلاقة مع هذا العدو، وعدم إدراك للقيمة التي أضافتها المقاومة لهذا البلد وقدرتها على حمايته وإلا لما كنا في مدار أي اهتمام خارجي.

وأكد بركات أننا ندفع ثمن انتصارنا على إسرائيل في تحرير بلدنا في العام 2000 وفي إفشال المخطط الصهيوني في العام 2006، وفي تشكيل خط دفاع أمام إسرائيل فقال “اليوم انقلبت المعادلة ونحن ندفع ثمنها”.

وأشار بركات إلى أن إسرائيل تخطط وأميركا تنفذ ويجب أن يدرك اللبنانيون أن السياسة الاميركية تريد ضرب لبنان وإشاعة الفوضى فيه، بعد ان فشلت في اشعال الفتنة بين اللبنانيين، فشلت في ضرب سوريا المعبر والسند، واليوم هم سبب الانهيار والحصار الاقتصادي الذي نعاني منه بدءًا بمنع التحويلات من الخارج وإقفال الحسابات وصولًا إلى ضرب المنظومة المالية، وهذا ما أوحت به زيارة هيل الأخيرة ولقاءاته مع الشخصيات اللبنانية وخاصة مع حاكم مصرف لبنان وأضاف:” من الواضح أن الأمريكان ليسوا مع كشف الحقائق وإيقاف الفساد، وهم مستمرون في تنفيذ مخططاتهم لضرب البلد ومقوماته، فهم لا يريدون تشكيل حكومة ويريدون انهيار لبنان، والحديث اليوم عن ايقاف مراسلات البنوك الأميركية إلى البنوك اللبنانية يمهد للمزيد من الانهيارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية.

وشدد بركات على أن الفساد شماعة للسياسة الأميركية التي تم اعتمادها لتدمير لبنان، وأضاف:”لبنان لم يبنى ليكون دولة قانون وعدالة وقيم، هويته الاقتصادية وتكوينه السياسي قائم على الفساد ولكنه لم ينهار طوال سنوات من الحرب الأهلية، وأكد أن قوة لبنان بقوته وفي استخراج ثروته الطبيعية وتوازن الرعب مع إسرائيل، واليوم يتعرض اللبنانيون لسرقة العصر الموصوفة ويواجه لبنان دعمًا مطلقًا لانهيار الدولة والمؤسسات بسبب ثروته وقوة مقاومته. وأضاف:” الأزمة أزمة نظام وليس السياسات المحلية وهو ما أعربنا عنه في الحزب الديمقراطي اللبناني منذ العام 2008 مع دعوة الأمير طلال ارسلان إلى إعادة بناء النظام، إما تطبيق الطائف بكل مندرجاته، فلنتعظ من المير مجيد ارسلان الذي ركع لتقبيل العلم اللبناني وجميع القيادات الوطنية التاريخية التي كانت تختلف لتتفق في النهاية على مصلحة الوطن.

وفي المقلب الأخر لفت بركات إلى أن هناك حراك دولي وعربي وإقليمي إزاء الشأن اللبناني ولكنه لا ينتج شيئًا بسبب القوى الإقليمية الضاغطة باتجاه عدم إيجاد الحلول، وأكد أن السياسة الأميركية ستتغير في المنطقة، ولكنها بحاجة للمزيد من الوقت لتتبلور، بدءًا من الاتفاق النووي مع ايران الذي أصبح قاب قوسين، مرورًا بالتسوية السعودية في حربها مع اليمن، وانسحاب اميركا من أفغانستان ودعوة بايدن لبوتين ومحاولة احتواء الصين.

وأضاف:”مع هذا المؤشر للسياسة الأميركية في المنطقة نحن مطالبون بصناعة مستقبلنا بأنفسنا، فالبلد يمر بأزمة كبرى تتطلب حكومة أقطاب مطعمة بتقنيين للخروج من هذه الأزمة”، ودعا رئيس الحكومة المكلف للتعاون مع رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة وعدم السماح بأخذ البلد إلى الدمار والانهيار.