بتكليف من رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، زار وفد يتقدمه الوزير السابق صالح الغريب بلدة شويا – قضاء حاصبيا، وقد رافق الغريب وفد من قيادة الحزب ضم عضو المجلس السياسي ومدير الداخلية لواء جابر، أمين سر المجلس السياسي البروفسور وسام شروف، رئيس دائرة حاصبيا ومرجعيون في الحزب بسام كزيلا وأعضاء من هيئة الدائرة، حيث كان في استقباله سايس مقام خلوات البياضة الشريف الشيخ أبو ريدان حسين أبو سيف، حشد كبير من مشايخ البلدة، رئيس البلدية عصام الشوفي، رئيس بلدية الخلوات مفيد أبو ابراهيم، ومخاتير وأهالي بلدة شويا.
بعد كلمة لرئيس البلدية عصام الشوفي، تحدث الوزير الغريب فقال: “لقد آلمنا كثيرا ما حدث بالامس، لاننا نعرفكم أهل مروة وشهامة وعروبة ومقاومة، ولاننا نعرف قيمتكم الوطنية وعزيمتكم المقاومة. لقد المنا ما حصل بالامس لانه جرت هناك محاولة جدية وحثيثة لالباس هذه البلدة الكريمة والعريقة غير ثوبها. لكنهم لم ينجحوا في ذلك. كيف لهم ان ينجحوا وشويا هي بلد الشهداء، انها اولى البلدات التي تصدت بمقاطعة ومحاربة العدو الاسرائيلي منذ منتصف الثمانينات؟ وكيف لنا ان ننسى الشهداء غسان داغر ووليد ويوسف بركات ومزيد دعيبس؟”
اضاف: “كنا نأمل ان نلتجئ الى الحكمة والتروي والعقل في حل الأحداث، وكيف لا وأنتم أهل العقل والحكمة. ما حصل هو التباس كما اوضح رئيس البلدية لاخواننا المجاهدين والمقاومين، وحمل الحادث اكثر مما يحتمل”.
ونقل تأكيد “المير طلال (إرسلان) وحرصه كما تأكيد المقاومة وقيادتها، نتيجة الاتصالات الكثيفة التي كانت مفتوحة طوال الوقت لتأمين المدنيين. نحن نفهم خوف المواطنين من ردة فعل امنية عشوائية لهذا العدو الغاشم، لكن كونوا على يقين وعلى ثقة ان المقاومة وقيادتها والأمير طلال إرسلان حريصون أشد الحرص على تحييد المدنيين من اي عمل عسكري”.
وتابع: “ان المقاومة غير معصومة عن الخطأ ان حصل خطأ تكتيكي او سوء تقدير معين، انما المطلوب ان نواجه بالهدوء والحكمة والتروي وبالعقل وكل شيء سيحل. بكل أسف جرت محاولات مدروسة ومتبناة لالباس شويا غير ثوبها ولإعطاء طابع عام في البلاد، ان المقاومة ليس لها بيئة حاضنة. هذا غير صحيح، نحن أهل المقاومة وحاضنون لها. وجرى تصوير الصورايخ التي أطلقت من الجبل على انها خلاف بين اهل شويا والمقاومة. هذه الصواريخ كانت تقصف على فلسطين المحتلة على الكيان الغاصب المعتدي الذي احتل حاصبيا وأبقاها تحتل الاحتلال لعشرات السنوات، والذي اضطهد ونكل بالمشايخ والعائلات والكبار والصغار. وكان هناك المقاوم الشريف الذي حفظ كرامة الوطن في مكان ما ودافع عنه وأعلت شأنه وعزته وكرامته”.
واعتبر “ان ما حصل قد حصل، لكننا لن نسمح لاحد ان يغير قناعاتنا السياسية”، مشددا على انه “في هذا الاطار نود التأكيد على ثلاث نقاط: الحرص على وحدة الطائفة، ونحن متمسكون بروحية لقاء خلدة. هذا نهجنا وهذه أمنيتنا. لكن لا يخيرنا احد بين درزيتنا ووطنيتنا، لاننا سوف نختار توحيدنا ودرزيتنا ووطنيتنا ومقاومتنا. كيف لا ونحن مقاومون بالفطرة. نحن احفاد سلطان باشا الأطرش لا يخيرنا احد بين طائفتنا وعروبتنا، ونحن احفاد الامير شكيب إرسلان رافع راية العروبة. ما حصل قد حصل، لكني اود التأكيد في النقطة الثانية على حسن الجوار. نحن اهل، العيش الواحد في الجنوب يحتذى به ويدرس، انه مطلب وطني، اهل المقاومة اهلنا. ولن نرضى تحت اي ظرف او اي مسمى ان يتعرض احد مشايخنا الإجلاء لاي نوع من انواع التهديد مهما كانت الاسباب. ولقد بذل الاخوان في المقاومة بالامس جهدا كي يتم ضبط الشارع”.
واشار الى انه من “الضروري ان نتحدث في السياسة عن معنى ما حصل بالامس. ان العدو الاسرائيلي حاول تغيير قواعد الاشتباك، وهي شديدة التعقيد، ودفع ثمنها دما وتضحيات. كان الرهان الاسرائيلي انه بعد الغارات التي قاموا بها لن يكون هناك رد لان هناك انهيارا إقتصاديا في البلاد وانفجار المرفأ وتجديدا للقوات الدولية والكثير من الاستحقاقات. ما ظهر بالامس بما لا يقبل الشك، ان المقاومة اعادت ترسيم الخطوط الحمراء وحافظت على قواعد الاشتباك كما هي، وهذا نصر كبير بحد ذاته. ولو كان لدى الاسرائيلي الجرأة لكان اكمل بالحرب، لكنه يعلم كيف ستكون نتيجة الحرب”.
وختم: “ان البلاد تمر بظروف صعبة، انتم اهل العقل والحكمة والكرامة، والمطلوب أن نحل أمورنا بحكمة وترو، بعيدا من الشعبوية والغرائز والانقسام والتفلت، ربما الآتي من الايام اصعب وربما لن يكون هذا الاستهداف الوحيد، علينا ان نسلط عقلنا. ان المير طلال حريص كل الحرص على امن حاصبيا والمقاومة وقيادتها بعيدون أشد البعد عن تعريض المواطنين لاي خطر، لكن الأمور انحصرت، اي خطأ او تجاوز تحل بالتروي والحكمة والعقل. اعاننا الله واياكم على الآتي الايام”.