بركات: نجاح الحكومة يتطلب تضافر جهود الجميع والرئيس ميقاتي لديه الخبره الكافية والارادة الصادقةللسعي من اجل ايجاد الحلول المناسبه للخروج من هذه الازمة

أكد الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني في حوار مع الإعلامي محمد قازان ضمن برنامج مع الحدث و على شاشة المنار، أن الوضع في البلد ما قبل تشكيل الحكومة ليس كما بعد تشكيلها، فإن تشكيل الحكومة يعتبر إنجازًا من بعد التعثر، ولا شك أنها تشكلت بإجماع وطني، بعد الاتفاق ما بين المكونات السياسية، مشيرًا إلى أن الأزمة الاقتصادية في لبنان غير مسبوقة على كافة المستويات، وتفاقمت نتيجة الحصار الخارجي على لبنان.
ولفت بركات إلى أن الرئيس ميقاتي منخرط في العمل السياسي والاقتصادي في البلد، ولديه تجربة عميقة وخبرة كافية ليقود البلد في هذه المرحلة،” وطالب الحكومة بعقد الاجتماعات المكثفة لمعالجة الأمور الحياتية”، مشيرًا إلى أن الوضع لا يتحمل المناكفات والكيديات وقلة الخبرة، بل بحاجة إلى اتخاذ القرارات ومعالجة المسائل بسرعة قصوى، فأي خلل ممكن أن يسيء إلى هذه الحكومة من أي وزير كان.
وأكد بركات أن الحصار المفروض على لبنان من الخارج، نتيجة الدور الذي يلعبه لبنان في مواجهة السياسة الأميركية والاسرائيلية، هو ما أوصل البلد إلى ما وصل إليه، مشيرًا إلى أن أزمة لبنان لديها سببين اساسيين: الأول، داخلي يتعلق بالنظام السياسي الذي حكم البلد منذ الاستقلال وفاقم أزماته، المبني على الطائفية والمحاصصة والاحتكار والسرقة والذي نتج عنه هذا النظام الاقتصادي المدمر. والحل يتمثل في الإجماع الوطني العام لتغيير هذا النظام السياسي، ووضع نظام انتخابي قائم على النسبية الفعلية وقانون جديد للأحزاب.
والحقيقة أن هناك أحزاب لم تشارك في منظومة الفساد بل واجهتها ما استطاعت، وقوى تغييرية حقيقية يجب أن تساهم في التغيير إلى جانب من يرفع شعارات بناء دولة المؤسسات والقانون لإحداث التغيير في الواقع السياسي. إضافة إلى مسؤولية الشعب بتقرير مصيره وبرفضه للذل، من خلال رفع منسوب الوعي لديه ليقود التغيير، فالتعويل ليس على الخارج الذي شكل السبب الاساسي لأزمتنا، وخير دليل على ذلك الحروب العبثية التي قادتها اميركا وفشل السياسة الأميركية في فيتنام والعراق وافغانستان.
والسبب الثاني هو انتصارنا على إسرائيل الذي ندفع ثمنه، نتيجة رفضنا للتطبيع ولأي اتفاقية تضمن أمن إسرائيل، وتمسكنا في المقابل بسيادتنا واستقلالنا.
وأكد أن المنطومة الحاكمة التي تملك المصارف هي من تكرس الاحتكار وتمنع الاستيراد الحر، لحماية مصالحها الاقتصادية، وتمنع العروض التنموية للصين وروسيا وإيران .
وأشار إلى أن علينا الاتعاظ بالمؤشرات الإيجابية الأميركية التي سمحت بدخول الغاز من الأردن إلى لبنان عبر سوريا، وسمحت للنفط الإيراني بالوصول إلى لبنان دون اعتراضه، فعلى اللبنانيون المباشرة باتخاذ القرارات المناسبة التي تعود بالمصلحة الوطنية العامة دون الخوف من اعتراض أحد، فلا مفر من اتخاذ القرارات المصيرية الإنقاذية دون استثناء ومن تعزيز العلاقات مع سوريا، فمن الواضح العودة العربية الجدية إلى كنف سوريا. واستغرب بركات الأصوات المعارضة للعلاقات الطبيعية مع سوريا بحجة تغيير وجه لبنان.
فالمشكلة الأساسية لدينا افتقارنا إلى نظام قائم على الوطنية والمطلوب تغليب المصلحة الوطنية في اتخاذ القرارات المناسبة والمصيرية في العلاقات الخارجية ، ومن الضروري التحصن بموقف موحد وصلب للحكومة اللبنانية في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بما لا يعمق أزمتنا الداخلية، بل التأكيد على التمسك بالسيادة والعدالة الوطنية.
وطرح بركات نموذج الBOT كحل للأزمة اللبناني الذي سيحمينا من العمولات والسمسرة فهي معتمدة في كل دول العالم لماذا هي ممنوعة في لبنان، فالمنظومة الحاكمة تحاربها لأنها لا تناسب مصالحها، في المقابل بددت الاموال من خلال القرارات العبثية والدعم العشوائي الذي فاقم الأزمة بدل حلها وبدد 14 مليار دولار في حين لن تكلفنا شروط بنك النقد الدولي أكثر من 4 مليارات.
للأسف هناك أزمة أخلاقية في لبنان تتجاوز أزمته الاقتصادية بل تفاقمها، بحيث تفتقر بنية المجتمع اللبناني إلى الوطنية بالدرجة الأولى والعديد من اللبنانيين يشبهون الطبقة الفاسدة والمنظومة السياسية الحاكمة، وساهموا بشكل أساسي في تدهور الوضع، فالخيانة وجهة نظر والسرقة ايضا وجهة نظر.
ولفت بركات إلى الخطة التي يعمل عليها الوزير عصام شرف الدين في تطوير وزارة المهجرين وتحويلها إلى مديرية تنمية ريفية تهتم بالضيع والأرياف، وأمل أن لا تتلهى الحكومة في التحضير للانتخابات وأن تضع معالجة الأزمات في أساس أولوياتها، وأشار إلى أن الرئيس ميقاتي حريص على إنجاح هذه الحكومة ، في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة وفي حال نجاح هذه الحكومة يسجل للرئيس ميقاتي إنجاز وطني كبير، لافتًا إلى وجود أطراف لا تريد نجاح الحكومة، الذي يتطلب إجماعًا وطنيًا حقيقيًا ولا يتوقف على الرئيس ميقاتي بمفرده. وأمل أن تكون التطورات الاقليمية والدولية لجهة المفاوضات الإيرانية-الأميركية على الملف النووي والتي ستبدأ قريبا في فيينا خصوصا وان إيران لديها رغبة في التوصل الى اتفاق كما ان اميركا لديها نفس الرغبة. اضافة الى المفاوضات الإيرانية-السعودية بشقيها الأمني والسياسي والتي حققت تقدما ملموسا في هذا الاتجاه، ومن المهم الإشارة الى ان التفاهم السعودي – الايراني هو ضرورة اسلامية وضرورة عربية في هذه المرحلة وفي كل المراحل لأن ايران هي دولة عظمى في المنطقة والمملكة العربية السعودية دورها اساسي ومحوري على المستوى الاقليمي والتفاهم السعودي-الايراني امر مهم جدا وسيترك انعكاسات ايجابية كبيرة على الواقع اللبناني الداخلي و”اعتقد ان الامور تتجه الى احراز تفاهم نهائي من خلال تبادل السفراء ومن خلال تبادل الزيارات ما بين الطرفين، اضافة الى الدور السوري، فسوريا ستعود الى الواقع العربي والدولي من خلال دور محوري اساسي في المنطقة على الصعيد الاقليمي، ومما لا شك فيه ان هذه التطورات الاقليمية والدولية ستترك انعكاسات مهمة على الواقع اللبناني اضافة الى المساعدة التي تأتي من العراق والغاز المصري، كل هذه المؤشرات تؤكد ان المرحلة المقبلة تحمل شيئا من الأمل للبنانيين الذي يتوقف عليهم جميعا نجاح هذه الحكومة والخروج من الأزمة، وتوقف الانهيار مسؤولية الجميع وليست مسؤولية طرف دون آخر.