أرسلان يندد بالعدوان على غزة ويدعو إلى حل جذري لشح المياه في لبنان

 

عقد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الامير طلال ارسلان مؤتمراً صحفياً في دارته في خلدة، بحضور رئيس المجلس السياسي نسيب الجوهري والمستشار الإعلامي د. سليم حمادة.

إستنكر ارسلان العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين فقال:”  نحن  اليوم  أمام  مجزرة  جديدة  يرتكبها  العدو  الصهيوني  بحق  أشقائنا  الفلسطينيين في  غزة، فلم  يسبق  للبشرية  أن  شهدت  في  ألأزمنة  الحديثة  وحشيةً  كهذه  الوحشية”.

     وأضاف:” نؤكد  على  تضامننا  الكامل  مع  أشقائنا  الفلسطينيين… ونوجه  التحية  الى  أرواح  ألشهداء  الأبرار والدعاء   للجرحى  بالشفاء  العاجل  لشعب   فلسطين   المجاهد   الصبور   النصر   بعون  الله”.

ودعا ارسلان الى رصّ الصفوف الفلسطنية بوجه الإجرام الصهيوني  الذي  تجاوز   بمراحل   كل   قواعد  و  قوانين  الحروب والى توحيد الموقف الفلسطيني بحيث يتم تغليب هذا الموقف الموحد  على  أي  اعتبار  آخر  لأن  وحدة  الفلسطينيين  تمكن  من  تحقيق  المعجزات.

وتوجه الى اللبنانيين الذين تنطبق عليهم هذه  الوصفة بتوحيد الصفوف  حول   مشروع   الدولة العادلة لتمييزها عن  نظام  التفرقة العنصرية المعمول  به معتبراً ان الوحدة هي الأساس  الفعلي  لإستمرار  الكيان   على  قيد  الحياة.

من جهة ثانية، تطرق ارسلان الى ملف أزمة المياه الذي وصفه بالخطير جداً واحتمال  دخول لبنان في  موسم  من  الجفاف قد يمتد لسنوات فقال:” لقد   وصلنا   الى  هذا  الوضع  الكارثي  نتيجةً  تراكم  الأخطاء بسبب عدم التخطيط   الفعلي والعلمي   في  الدولة   اللبنانية، ونتيجة نظام  التمييز  العنصري الذي يتناقض  أساساً مع  مشروع  قيام  دولة  بكل  ما  للكلمة  من  معنى. فلا  يخفى  على  عاقل  أن  الأزمة  التي  تشل  مؤسساتنا  الدستورية ناجمة عن  قدرة  نظام  التمييز  العنصري  اللعين  على    تعطيل  عجلات  الدولة”.

 وتابع قائلاً: “لسنا   هنا   في   صدد   محاكمة  النظام  الفاسد  المفسد، وإنما في  صدد تسليط الضوء على  الحلول  الممكنة لإنقاذ لبنان من  أزمته   عبر  قدراته المائية المتوفرة وغير  المكلفة  على  الإطلاق. واعتبر بانها  لا  تضطرنا  الى  الإستدانه مجدداً  ولا للإرتهان  أكثر  فأكثر للخارج. فقد توصل فريق الخبراء من الغطاسين اللبنانيين المحترفين بقيادة  النقيب  محمد  السارجي الى اكتشاف عدداً   من   ينابيع   المياه   العذبة   في قعر   البحر داخل   المياه   الإقليمية   اللبنانية، فقد كثّف هذا الفريق رحلات  الإستكشاف التي  تضمنت   مسحاً  دقيقاً    لمساحات  واسعه  من    قعر   المياه   الإقليمية    اللبنانية حيث  أفضت  الى  اكتشاف   ما   مجموعه   21   ينبوع    ماء   متدفق   عذب”.

ولفت ارسلان من خلال الملاحظات التالية الى كيفية انقاذ اللبنانيين من كارثة مائية محتملة فقال:

“أولاً  ان  كميات  التدفق  من  ينابيع  المياه  العذبه  هذه  كميات ضخمة  بلا  شك… وتتجه  المعلومات الى  الجزم  بأنها  تغطي   حاجة  الشعب  اللبناني  من  مياه  الشرب  بل  و  تزيد… بحيث   تمكن  لبنان من  تصدير  هذه  السلعة  المباركة  النظيفه  الى  الخارج… بدءاً   بمنطقة  الخليج  و  غير  الخليج

   ثانياً  –  المدهش  في  الأمر  أن  استخراج هذه  المياه  لا  يكلف  شيئاً  نظراُ  لكونها  لا  تحتاج  الى  تنقيب… بل  هي  تقدم  نفسها  لنا  فتصعد  الى  سطح  البحر  وتشكل  بركاً  من  السهل  رؤيتها  بالعين المجردة

ثالثاً  –  ان  سحب  المياه  الى  اليابسة  يتم  بواسطة  الجاذبيه  و  الآليات  التي  تستخدم  لهذا  الغرض بسيطة  جداً  ان  لم  نقل  بدائيه  و  تكلفتها  تكاد  لا  تذكر.

رابعاً  –  تبين  أن  اللبنانيين  الأقدمين… كالفينيقيين  مثلاً   لجأوا  الى  هذه  الينابيع  بدليل  وجود مستوعبات  لمياه  الشرب   قبالة  الشواطئ  خصوصاً   في  مناطق  الجنوب   فهل  يعقل  أن  نحرم أنفسنا  منها  في  وقت  بدأ  العطش اليوم   يدق  أبواب  الأسر  اللبنانية؟…

خامساً  –  أمس  تحديداً… وكما  في  كل  يوم  تقريباً  سمعنا  نداءات  يطلقها  الأهالي   غاضبين من شح  المياه  ان  لم  يكن  من  انقطاعها  بالكامل  عنهم … فهل  يعقل  أن  يعطش  أبناء  مدن  الشريط  الساحلي   من  أقصى  الشمال  الى  أقصى  الجنوب   بينما  ينابيع  المياه  الحلوة  فوارة  من  خير  الله أمام  شواطئهم و طالما  سبق  لأسلافهم  أن  ارتووا  منها  قبل  أكثر  من  ألفي  سنة؟…

 سادساً  –  ان  هذه  الثروة  البحرية  من  مياه  الشرب  صعب  جداً  أن  تنضب… لكونها  جزء  لا  يتجزأ من  النظام  البيئي  الطبيعي… Eco- System.

  سابعاً  –  لبنان  دخل  عملياً   في  عصر  جديد  لم    يعتد  عليه  طيلة  العصور  الحديثة”.

فمن  الآن  وصاعداً  بات  علينا  أن  نخزن  المياه داخل  مستوعبات  ضخمة  كما  هي  الحال بالنسبة  الى  المحروقات…

في  سنوات  الجفاف  القاسية   نلجأ  الى  الينابيع  البحرية  وأما  في  سنوات البحبوحة  المائية  فتخصص  هذه  للتصدير.

    ان  أجراس  الإنذار  باتت  تدق  بلا  انقطاع… مما  يحتم  علينا  ادخال  تغييرات  بنيوية  شاملة  على  نظامنا  المعيشي  بغية  لجم  التبدير  الحاصل على  صعيد  استهلاكنا  للمياه…

ان  أزمة  المياه  هي  نفسها  الأزمة  الكبر ى  التي   بأيدينا  نحن  أوقعنا  أنفسنا  فيها.

                                                                                   ولكن… من  طباع  الأزمات  أنها  تتحول أحياناً  الى  فرص  للنجاة بالقدر  نفسه  الذي بوسعها  أن تكون  معبراً  مباشراً  الى  قلب  الأتون… بمعنى  آخر  ان  سلوكنا  هو  الذي  يحدد  وجهة  سير  الأزمة… في  اتجاه  النجاة… أم  في  اتجاه  الأتون.

لقد  بددنا  ثروتنا  المائية  بأيدينا  مثلما  بأيدينا  دمرنا  ثروتنا  البيئيه  مثلما  بأيدينا  دمرنا  ثروتنا الزراعية  وكذلك  فعلنا  بصناعتنا  الناشئة  وبحقول  الآثار  الرائعة  وبالسياحة

واليوم  يكفي  أن  نبدأ   بترتيب  وضعنا  المائي  وفق  الأصول  و  القواعد  العلمية  السليمة  حتى تصل  الترددات  الإيجابية  الى  القطاع  الزراعي… وهكذا  دواليك  مروراً     حتماً  بالنظام  السياسي لأن  الأمور  مثل  الأوعية  المتصلة  تتأثر  كلها  ببعضها  البعض.

وحذر ارسلان من ان  الإستهتار  المستدام  بموضوع  المياه الذي  يشجع  البعض  على  طرح  مشروع  خصخصة  القطاع المائي وان اي توجه في مثل هذه الخطوة سوف يعلنها سرقة  وسطو  على  وقف عام  للشعب  اللبناني  بل  وخيانة  عظمى  ترتكب  بحق  لبنان  الوطن  وأهله. ودعا اللبنانيين الى  قطع  الطريق  أمام  هذا  المخطط  الشرير مؤكداً ان المياه   كما  الهواء وليس  مسموح  تعريضها  للخصخصة.

كذلك دعا رئيس  مجلس  الوزراء ووزير الطاقه والمياه الى  التحرك  فوراً وفتح  ملف  الثروة  المائية  العذبة  المتوفرة  في  مياه  لبنان  ألإقليمية  و الإقدام  على  الخطوات  الضرورية  لتوظيف  هذه  الثروة  العملاقة  في  خدمة  الشعب  و  تنمية  الوطن  اللبناني، مشيراً الى ان فتح هذا الملف يجب ان يشكل نقطة انطلاق لوضع استراتيجية مائية للبنان تسمح بمواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تستجد. ولا بد لهذه الاستراتيجية ان تستوحي من المخطط التوجيهي الكبير الذي وضعه قبل 70 سنة فقيد لبنان الكبير شهيد العالم ابراهيم عبد العال.

وفي الختام تقدم بالشكر للإعلاميين ووسائل الإعلام الذين يبدون حرصهم بهذا الملف ومواكبته بدقة كما حثّ الدولة الى وجوب تقديم كل المساعدات اللازمة لنقابتهم التي تؤدي دوراً وطنياً على مستوى رفيع وبإمكانات اقل من زهيدة.