جال رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان في بلدتي القماطية وكيفون في قضاء عاليه، حيث شارك في وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة التي أحيتها شعبة القماطية وكيفون في حزب الله، وقد رافق أرسلان وفد من الحزب ضمّ أعضاء المجلس السياسي وزير المهجرين عصام شرف الدين، الوزير السابق صالح الغريب، نائب رئيس الحزب نسيب الجوهري ولواء جابر، مدير شؤون الإنتخابات حسين عبد الخالق، والإعلام جاد حيدر، ورئيس دائرة الغرب وليد العيّاش، والشوف فادي أبو فخر، وأعضاء دائرة الغرب وعدد من الحزبيين والمناصرين في المنطقة، حيث كان في استقباله إمام بلدة القماطية الشيخ الدكتور مهدي الغروي، إمام بلدة كيفون الشيخ حسين الحركة، النائب السابق الدكتور بلال فرحات، وعضو المجلس السياسي في حزب الله الدكتور أحمد ملي، ومسؤول منطقة الجبل في حزب الله الحاج بلال داغر، وأمين عام حزب الاشتراكيين العرب حسين عثمان، ومسؤول المنطقة الثانية – إقليم جبل لبنان في حركة أمل الدكتور عماد غملوش، ومشايخ وأهالي البلدة وبلدات الجوار.
وشددت الكلمات في القماطية وكيفون التي ألقاها كل من الشيخ الدكتور الغروي، والشيخ الحركة، والدكتور ملّي والحاج داغر على همجية العدو الاسرائيلي في ارتكاب الجرائم الوحشية بحق الشعب الفلسطيني وحق المقاومة في الدفاع عن أهلنا الشرفاء.
بدوره، ألقى أرسلان كلمة قال فيها: “أصريت في هذا الظرف الذي تمر به الامة ويمر به لبنان أن أتوجه الى القماطية والى كيفون لنؤكد على رمزية التعاون والصمود والمقاومة ورمزية الوطنية والعيش المشترك، ورمزية الوحدة الوطنية اللبنانية ورمزية مقاومتنا في وجه العدو الغاصب الذي يهدد امتنا، ليس من اليوم بل من 75 سنة وما يزيد.
هذا العدو، فلنفهم جميعا في لبنان وفي الوطن العربي، (اذا بعد فينا نقول وطن عربي) ولكننا نبقى متأملين، هذا الكيان يهدد تاريخنا ووجودنا وحاضرنا ومستقبلنا، ويهدد طموحنا ويهدد دولنا ووحدتنا واسلامنا ومسيحيتنا ويهدد توحيدنا وثقافتنا وبالتالي لا يمكن أن نقول أنه يمكننا الوصول الى مصالحة مع هذا العدو”.
وتابع: “وجود هذا الكيان يناقض كل ما تعلمناه ودرسناه وتربينا عليه، يناقض وجودنا كأمة، وكبشر وإنسان، لا يمكن أن تلاقى مع العنصرية والمذهبية والطائفية، هذه الازمات التي ولدت في لبنان والمنطقة، إذا نظرنا بالترفع عن الانانية الشخصية نجد أن كل أزماتنا منذ 75 سنة هي صنيعة الصهيونية، هي صنيعة اسرائيلية.
منذ أن وجد هذا الكيان ونحن مهددون يوميا على كل المستويات وليس في سيادتنا واستقلالنا وحريتنا وديموقراطيتنا، أننا مهددون بلقمة عيشنا، أن نعيش بكرامة ولو على حبة الزيتون”.
هذا العدو إذا تسنى له قطع الهواء عنا لا يقصّر”.
وأردف قائلاً: “أتيت الى القماطية لأؤكد أن هذا الجبل موحد، وما يصيب أهلنا في الجنوب يصيبنا في الصميم، إذا بيوتنا لم تسع قلوبنا تتتسع للجميع، نحن مصينا واحد وحاضر واحد ومستقبل واحد، لا يوجد أناس تنتصر وأناس تخسر، ما نريده إما ننتصر جميعا أو نموت جميعا.
وأسمح لنفسي بالتحدث عن المقاومة، حيث أنه لا أحد منا راكض لفتح حرب عشواء، لا أحد منا راكض حتى ينتحر، أما إذا حصل تعدّ علينا من حقنا الطبيعي أن نقاوم وأن نستبسل في قتالنا، وأن نحرر كل شبر أرض من لبنان كما في فلسطين.
معنى المعركة واحد وليس لها معنيان، التضامن مع غزة والوقوف مع أهلها، يعني الوقوف مع قضيتنا”.
وقال: ” ان التضامن والوقوف مع اهل غزة : هذا وقوف مع قضيتنا. هذا وقوف مع الاقصى ورمزية الاقصى. هذا وقوف مع كنيسة البشارة وكنيسة القيامة. هذا وقوف مع أنفسنا ومع مستقبلنا ومستقبل أولادنا”.
واضاف: ” يؤسفني اليوم كسياسي ان اقول ان الذي يربط اميركا بإسرائيل، اراه انه اكثر بكثير مما يربط العرب بفلسطين. وهذا دليل كم نخر بنا الصهاينة. انها تراكمات منذ عشرات السنوات وهي التي اوصلتنا الى هنا. اوصلتنا الى ما نحن عليه من خذلان وقلة ضمير في التعاطي في موضوع فلسطين. ولا يجب ان يضيع احد، البوصلة هي فلسطين. ففي سنة 1943 الأمير مجيد ارسلان حمل السلاح ضد الانتداب الفرنسي وبعد ذلك بخمس سنوات، ذهب الى المالكية واكمل الى الناصرة وحمل السلاح ضد الصهاينة. وعندما سالته في احد المرات، كيف ربطت بين الاستقلال في 1943 و1948 بعد خمس سنوات. فاجابني لانني مؤمن فنحن لا نستطيع الحفاظ على ما بنيناه في العام 1943 اذا تكون الكيان الصهيوني على حدود لبنان. وقد اثبتت التجارب بعد 75 سنة عن ماذا يحدث اكان في لبنان او على مستوى الامة. ونسال اين الجامعة العربية واين المنظمات الدولية لحقوق الانسان؟ اين هو العالم اليوم وعذرا على كلامي، العالم لا يفهم الا بلغة القوة. وكل عدا ذلك لا يهم. العدالة اليوم تحت اقدام الطفل الفلسطيني في غزة هذه هي العدالة. ونحن نؤمن ان الذي حدث في 7 تشرين اي طوفان الاقصى الذي نفذته “حماس”، ضربة استباقية لما كان يخطط له الاسرائيلي لغزة وهي زلزلت الكيان. وهذه المرة دخلت اسرائيل الحرب بمفهوم عسكري جديد ومن داخل اراضيها”. وختم: ” واود القول للجميع حرام والف حرام ان لا تتعالوا عن الصغائر وان تنظروا الى ما يحصل بروحية الامل والتفاؤل بالمستقبل. ولن تقطف المقاومة وحدها ثمار النصر بل الاسلام والمسيحيين في الشرق سيقطفون ايضا ثمار النصر وبالتالي لا وقت للاحقاد والضغينة، الوقت هو للحفاظ على وجودنا ومستقبل اولادنا والحرص على جيش لبنان وعلى اهل لبنان”.