أطـــفــــــــال فــلـــســـطــيـــــــــن

بقلم المطران العلاّمة: جورج (خضر)

هذا ليس مقال حسرة لأن قتل اليهود لنا لا يذهلني. هذا تاريخهم. ليس أنهم ملعونون. الجريمة ليست مفروضة عليك من قدر. تختارها لأنك تحت اللعنة، لأنها سرك وليس علينا أن نفهم. جرحي أنا أنّ أولاد فلسطين يُقتلون (بضمّ الياء) وليس من سبب الا أن المجرم مجرم وأنا لست الله لأبرره. لماذا تباد فلسطين أمام أعين كل الشعوب؟ لماذا قُتل (بضمّ القاف) يسوع الذي كان من الناصرة؟ ماذا يبقى من العالم إن ذهبت فلسطين؟ إن هي ذهبت فهذا قتل آخر ليسوع الناصري. ويسوع أهم شيء في العالم. إن ذهبت فلسطين أين أقبّل قدمي يسوع؟ أنا في حاجة الى أطفال فلسطين أني في حاجة الى قدمي يسوع.

ÇØÝÇá æÇÍÌÇÑ

أنا واثق من أن الذين لا يحبون فلسطين لكونهم تهوّدوا لا يحبون يسوع المسيح. أنت لا تستطيع أن تحب ابن مريم ما لم تحبّ بلدها. فلنصالح الأرض حتى نصالح سيد الأرض. أذكر أني لما كنت في سيارة داخلاً يافا من لبنان السنة الـ1946 صلبت وجهي (أي رسمت على وجهي إشارة الصليب) لأن يافا عندي كانت القدس والقدس كانت العالم. كيف أترك فلسطين ولا أترك مريم؟ لا تسيسوا الموضوع. ماذا تريدون مني عندما تقولون لي لماذا تتكلم عن فلسطين. أتريدون الحقيقة؟ فلسطين تعني لي يسوع الناصري. دمه انسكب على هذه الأرض من خشبة الصليب. طبعًا انسكب على العالم ولكن من القدس.
لا أستطيع أن أعزل دم فلسطين عن دم يسوع. أنا مع فلسطين الجريحة لأني آتٍ من جنبه. أنت لست عادلاً يا ابن الغرب إن حزنت على دم اليهود يراق ولم تحزن على أي دم آخر. من لا يعرف مساواة الدماء لا يعرف شيئًا. أنا عشت في الغرب طويلاً ولم أفهم أنهم كانوا يحزنون لعذاب اليهود ولا يحزنون على قوم آخرين. هل في الموت معسكر لليهود ومعسكر لغير اليهود؟ الكراهية للعرب ليست فقط سياسة. إنها خطيئة إذ ليس من خطيئة مبدعة. أنا لا أطلب منك أن تحب العرب على اليهود. أريدك أن تعدل. هذا هو شرط المحبة التي من الله. أريدك أن تحب اليهود لا الصهيونية. أنا كاتب هذا المقال أحبّ منهم من ليس عدواً ليسوع المسيح وأتمنى لو جعلوه حبيبهم. هذا هو الفارق بين اليهود والمسلمين.
إن المسلمين يحبون المسيح ويعرفونه نبياً لهم واليهود لا يعرفونه. سؤالنا الوحيد ليهود اليوم هو هل صرتم مع يسوع الناصري بعد أن قتلتموه أم لا تزالون أعداء؟
المسلمون يقولون إنه حبيبنا. وأنا لا أستطيع أن أساوي بين محبي يسوع وغير محبيه. لذلك كل هذه القربى بين مسيحيي الغرب واليهود عندي لا معنى لها. ولذلك كان السؤال هل اليهود يحبون مسيحيي الغرب كما هؤلاء يحبونهم؟ أطرح هنا سؤالاً لاهوتياً لا سؤالاً مجتمعياً. شعوري أن مسيحيي الغرب يحبون أن يقيموا في سذاجتهم ليظنوا أن اليهود يبادلونهم المحبة. المسيحيون عندهم أساس لاهوتي ليحبوا اليهود. هذا في ديانتهم. ولكن ما الأساس اللاهوتي عند اليهود ليبادلوهم المحبة؟

المصدر: “النهار”