واصل «تنظيم داعش» وجبهة «النصرة» التلاعب باعصاب اللبنانيين من باب ازمة العسكريين المخطوفين عبر بث شرائط فيديو وتوزيع اخبار عن اوضاع العسكريين، واصرارهم على ذبح جندي آخر اذا لم تلب الحكومة اللبنانية، طلباتهم، لكن الرد على «الاجرام الداعشي» جاء عبر المشاركة الكثيفة من قبل كل اللبنانيين بمأتم الشهيد علي السيد حيث نثر على جثمانه الارز والورود على طول الطريق التي قطعها من المستشفى العسكري الى بلدته فنيدق، فيما غصت البلدة بالاف المشيعين من كل المناطق والبلدات العكارية والشمالية حيث لف النعش بالعلم اللبناني ورفع على الاكف وأكد اهله ان ابنهم هو شهيد كل لبنان في وجه «الاجرام» الداعشي كما حيا ممثل قائد الجيش بطولات الشهيد علي وتضحياته.
وقد جاء التشييع الحاشد ليشكل اكبر رد على هؤلاء ورفض كل اللبنانيين وبكل طوائفهم لهذه الافكار الهدامة.
اما على صعيد ملف المفاوضات بشأن الافراج عن المخطوفين العسكريين، فان مجلس الوزراء يعقد جلسته اليوم وسط تحرك شعبي حاشد لأهالي المخطوفين العسكريين امام السراي من اجل الضغط على الحكومة لاتخاذ قرار بالمقايضة والافراج عن أولادهم وإلا الاستمرار بالتصعيد الذي سيأخذ كل الاشكال.
وكان مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة كشف عن جهود قطرية وتركية سرية لاطلاق المخطوفين وان الموفدين القطري والتركي يجريان اتصالات مكثفة مع الخاطفين بصورة سرية الذين قدموا مطالبهم المتمثلة بالافراج عن رموز من «داعش» و«النصرة» بالاضافة الى فدية مالية والطلب من حزب الله الانسحاب من سوريا والتوقيع على ذلك رسمياً، وعلم ان الاجتماع الامني الاخير استعرض جملة اسماء، كما اقترح بعض المسؤولين الامنيين ازالة خيم السوريين من عرسال ونقلها الى خارج البلدة للتخفيف من مستوى الاحتقانات والخطر في البلدة.
ومن المتوقع ان يشهد مجلس الوزراء اليوم نقاشاً حاداً في موضوع «المقايضة» تحت ضغط أهالي المخطوفين وصرخاتهم في ظل رفض قاطع لهذا المبدأ او النقاش فيه من قبل وزراء 8 آذار وجنبلاط ومن بعض الوزراء المسيحيين في 14 آذار، وان هذا الموقف ابلغ الى الرئيس تمام سلام وبات هذا الامر يشكل خطراً وجودياً، على الحكومة، خصوصاً ان هذا الطرح يعرض هيبة الدولة للمقايضة، فيما يتمسك بعض الوزراء في تيار المستقبل و14 آذار على امكانية درس ملفات بعض الموقوفين غير الخطرين وتحديداً الذين اصيبوا في المعارك الاخيرة في عرسال مع تسريع محاكمات الموقوفين الاسلاميين، وابلغت 8 آذار الرئيس سلام موافقتها على تسريع المحاكمات لكن عدم التنازل امام المسلحين، وهذا الموقف يعلمه المفاوضان القطري والتركي.
كل المؤشرات تدل على جلسة حامية الا اذا ادت المفاوضات والاتصالات الليلية الى سحب «فتائل» التفجير والتوافق على مخرج يرضي كل الاطراف ويحفظ «هيبة الدولة» عبر البحث عن آلية او مخارج قانونية للمقايضة غير متوافرة حتى الآن في ظل صعوبة العفو العام او الخاص لكون العفو يطال المحكومين وليس الموقوفين دون محاكمة، وان ما يعيق المخرج القانوني عدم وجود رئيس جمهورية وتعطيل المجلس النيابي كما ان اي مرسوم يحتاج الى توقيع جميع الوزراء وهذا متعذر. كما ان مطالبة «داعش» باطلاق رموز ارهابية لا يمكن تحقيقه لانه يترك تداعيات كبيرة على البلد، لكن مصادر قضائية أعلنت استعدادها لدرس طلبات اخلاء سبيل جديدة لكن بمعزل عن قضية العسكريين ووفقاً للقانون وهذا هو الحل الذي ربما يتم اعتماده.
مبادرة 14 آذار في لقاء الاربعاء النيابي
اما بالنسبة لمبادرة 14 آذار الرئاسية فقد كانت موضع تشاور في لقاء الاربعاء النيابي الذي ترأسه الرئيس نبيه بري حيث لم يصدر اي موقف رافض للمبادرة باستثناء بعض النواب الذين اعتبروها لا تحمل جديداً، لكن مصادر 14 آذار تؤكد انها تنتظر رد حزب الله على المبادرة، وعلى ضوء موقفه سيتحدد مسار الامور خصوصاً ان النائب علي فياض اكد بان الحزب سيعلن موقفه عند الانتهاء من درس المبادرة وان موقف حزب الله هو في النهاية سيحدد موقف كل 8 آذار وستلتزم به.
وفي موازاة ذلك، ظهر معظم النواب من لقاء الاربعاء «متشائمين» ونقلوا اجواء سوداوية عن الرئىس بري جراء الاوضاع الخطيرة في كل الامور التي تعصف بالبلاد وحالة «الهريان» والفراغ المؤسساتي والمخاطر الكبيرة القادمة على لبنان.