لبنان بلد «الغرائب المأساويّة»

 

ماري حدشيتي
في بلد العجائب المليء بالمفاجآت والحافل بالالغاز والاحاجي، ليس على المواطن الا ان يعيش هامشيا او ان يحيا اصم وابكم واعمى، او ان يرحل الى ديار الله الواسعة اذا تسنى له الرحيل. لان من يقرأ تطورات الاحداث ويفسر مضامينها تنتابه الهستيريا او يصاب بالجنون، اذ على سبيل المثال لا الحصر بتنا لا نعرف اذا كان ابو طاقية مصطفى الحجيري نجما من نجوم الشاشات والاعلام او مفاوضا بين داعش والنصرة واهالي المخطوفين او مطلوبا للعدالة وهو الذي حرض منذ فترة على الجيش اللبناني داخل بلدة عرسال حيث قتل الرائد بشعلاني والرقيب اول زهرمان، وصدرت بحقه وحق قريبه رئيس البلدية علي «ابو عجينة» او علي الحجيري، مذكرات توقيف صادرة عن المحكمة العسكرية الدائمة، بل ان ابو طاقية نفسه ومنذ اختطاف العسكريين، صرّح لوسائل الاعلام بإن هؤلاء مكرمون، ومن ثم صرّح بان داعش والنصرة قد هددتاه بحياته وتمّ سحب العسكريين من قبل هذه الجماعات لتصبح الضيافة في المغاور التي يتحصن بها هؤلاء حسب زعم «ابو طاقية».
ولكن فجأة يعود ابو طاقية مفاوضا تقول مصادر متابعة للملف وتمّ الافراج من خلاله عن بعض العسكريين من الطائفة السنيّة، بل اكثر من ذلك عمل «ابو طاقية» لمقابلة اهل احد العسكريين وهم من آل خوري مع ابنهم العسكري المخطوف في ضيافته اخيرا، ولا احد يعلم لغز هذا الرجل المتخفي وراء طاقية الاخفاء ولا دوره، لتسأل المصادر هل ان «ابو طاقية» من امراء «داعش» او من قادة «النصرة»، نظرا للمونة الفائقة على هذه الجماعات التي تسمح له بالدخول اليهما ساعة يشاء؟ ام انه هوالخاطف الحقيقي؟ بينما بعض اهالي العسكريين المخطوفين يرجونه ويستعطفون خاطره ومعهم اركان الدولة اللبنانية التي انتهك عرضها وباتت هيبتها في الحضيض.
اما على المقلب الآخر تقول المصادر، فيخرج النجم الاعلامي الثاني علي ابو عجينة بعد ان قابل الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط خلال زيارة الحريري الاخيرة، وعاد ادراجه الى عرسال مصحوبا بعدة ملايين من الدولارات دون ان يوقفه احد، ليصرح اكثر من مرة انه لا علاقة له شخصيا او لاهالي عرسال او لاي شخص منها بهذا الخطف الدي حوّل البلاد الى عصفورية من الخطف والخطف المضاد. لكن، الادهى من ذلك ما صرح به النائب معين المرعبي اثناء اعتصام بعض اهالي العسكريين من منطقة الشمال في ساحة الشهداء قبل ايام، مناشدا «داعش» و«النصرة» لرد الجميل والمعروف وهو الذي حرّض اكثر من مرة على الجيش اللبناني وطالب برحيله من منطقة الشمال من لبنان.
كل ذلك، تقول المصادر، يحصل ولا تحرك النيابة العامة التميزية ساكنا بحق هؤلاء، بل لا يتحرك القضاء قطعيا ولا يتحرك معه نواب الامة ويطالبون بمحاسبة المرعبي الذي يعترف علانية بمساعدة «داعش» و«النصرة» ويطالبها برد الجميل. بل لا تحرك هيئة ما يسمى بالمجلس النيابي ساكنا وترفع الحصانة عن هذا النائب وتحاسبه. وتتابع المصادر عينها ان هناك من يخرج ويطالب بعدم المس من النازحين السوريين الذين اصبحوا اكثر من قنابل موقوتة تعيش وتصول وتجول في ارجاء هذا الكيان الذي فتح بابه على مصراعيه لان المساس بهؤلاء قد يعرض حياة الكثير من اللبنانيين الى الخطر، وكأن اللبنانيين يعيشون في أمن وسلام، ولا تهدم تماثيل السيدة العذراء اكثر من مرة وفي غير مكان واخرها كان في كهف الملول وكان قد سبقها حرق الصلبان في مخيم عين الحلوة، إضافة الى الكثير من الممارسات التي اصبحت لا تطاق ولا تحتمل.
وتختم المصادر بالقول انه قد آن الاوان او الحسم على مختلف الاصعدة وآن رحيل هذه الحكومة ورحيل المجلس النيابي قبل ان يمدد لنفسه وان يستلم العسكر زمام الامور ويعيد الهيبة الى المؤسسة العسكرية اولا ثم الى الدولة اللبنانية التي أضاعها السياسيون ومن يتعاطى السياسة في هذا البلد، بفعل مواقفهم الرعناء، وكفى استهتارا بعقول الناس.