لم يطل الصباح على لبنان كما سابقاته، فالأربعاء 26 تشرين الثاني 2014، غادرته صباحه ومضت إلى الخلود، غادرت الشحرورة غادرت من وشحت حياتنا بالفرح، إنها جانيت جرجس الفغالي من مواليد 10 تشرين الأول 1927 في وادي شحرور.
بدايتها الفنيه كانت في صغرها في لبنان، شاركت في 85 فيلم سينما في السينما الغنائية والاستعراضية.
واستطاعت أن تميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحد، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيها مصريًا عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجياً. ذهبت إلى مصر-اسيوط برفقه والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم “جانيت الشحرورة” وحل مكانه اسم “صباح” في فيلم القلب له واحد، ويقال أن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الاغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا، وهي شقيقة الممثلة لمياء فغالي.
شاركت في السينما المصرية، ولها عدد كبير من الأفلام التي تعتبر هي إحدى نجماتها، ذلك بالإضافة لعدد كبير من الأغاني.
لها 27 مسرحية لبنانية، وما يزيد عن 3000 أغنية بين مصري ولبناني. وتعتبر ثاني فنانة عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينات تغني على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية وذلك في منتصف سبعينيات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى كأرناغري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا و قاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيغاس وغيرها.
كما شاركت في الكثير من المهرجانات أمثال: بعلبك، جبيل، بيت الدين.
شاركت الشحرورة في أكثر من 83 فيلماً و27 مسرحية: “موسم العز”، “دواليب الهوا”، “القلعة”، “الشلال”، “ست الكل”، “حلوة كثير”، “عصفور سطح”، “فينيقيا”، “شهر العسل”،… ولا يزال المحبون يستمتعون حتى اليوم بأغنياتها التي تخطى عددها الـ3000 أغنية: “عاشقة وغلبانة”، “بوسة”، “مرحبا يا حبايب”، “جيب المجوز يا عبود”، “عبدو عبيد عبيدو”، “يانا يانا”، “زي العسل”، “شو اسمك”، “ألو بيروت”، “عالبساطة”…