عقدت قيادة الحزب الديمقراطي اللبناني إجتماعاً دورياً برئاسة الأمير طلال أرسلان توقفت فيه عند أهمية الخطاب التاريخي لسماحة آية الله الخامنئي بمناسبة عيد النورز لناحية الثوابت التي أرساها بخصوص الإتفاق النووي الإيراني-الأميركي المرتقب، وعزله كلياً عن التسويات الإقليمية، حيث نقرأ من خلال هذا الموقف الحكيم رسالة الى محور الممانعة للتأكيد على ديمومة الموقف الإيراني الداعم لقضايانا، وعلى رأسها القضية المركزية في فلسطين وحق الدفاع عن الأراضي العربية المستهدفة بوجه المخطط الصهيوني الإرهابي الدولي الذي يصبو الى تفتيت أمتنا وتحويلها الى دويلات طائفية ومذهبية متنازعة تحمي الكيان الصهيوني المحتل. كما نقرأ في هذا الخطاب استنتاجاً غير مباشر على المستوى الداخلي لمن لا يزال يربط الإستحقاق الرئاسي بتوقيع الإتفاق النووي الإيراني الاميركي، علّ التأكيد على الفصل بين الإتفاق والتسويات الإقليمية يكون حافزاً للإعتماد على النفس وعلى الحل الداخلي وتسريع وتيرة الحوار الوطني بين كافة القوى السياسية للخروج بحلول معقولة تتجاوب مع متطلبات هذه المرحلة الإستثنائية.
وإعتبرت قيادة الحزب أن الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفائه في الجبهة الجنوبية وضرب الإرهاب في صميمه والحؤول دون إنشاء حزام أمني لحماية إسرائيل سينعكس بشكل ملحوظ على تفريغ الشريط الجنوبي من الإرهابيين تدريجياً وإندحارهم حتماً الى الخارج السوري مع ما يتبقى من فلولهم، ما من شأنه أن يعيد التماسك لهذه الجبهة الإستراتيجية بفعل التماسك بين القيادة السورية والجيش السوري والشعب السوري العربي الصامد.
وعلى المستوى السياسي لا يجوز المراهنة على أي تراجع دبلوماسي بإتجاه الحل السياسي في سوريا، ولا نضع تصريحات وزير الخارجية كيري إلا في إطار المناورة السياسية لإعطاء تطمينات إقليمية قد تدفع بإيران للإسراع بتوقيع الإتفاق النووي، حيث أن التناقض لا يزال قائماً على المستوى الدولي بين حملة التحالف الدولي على الإرهاب وبين الدعم الفعلي واللوجستي الذي يتلقاه هذا الإرهاب من المجتمع الدولي.
كما إستنكرت قيادة الحزب الفعل الإرهابي الإجرامي في متحف بوردو في تونس وتعريض الأبرياء من الزوار الأجانب لخطر الموت مما يتناقض مع كل الشرائع والأصول الإنسانية، كما إستنكرت القيادة التفجيرات التي طالت المصلين في اليمن الذي يدفع اليوم أثماناً باهظة للحؤول دون تدنيس سيادته وتقسيمه ومحو تاريخه وحضارته العريقة.