تحوّل اقتراح الرئيس نبيه بري لحل محتمل للحرب السورية بنداً رئيسياً في زيارته رومانيا، طاغيا على مناقشاته والمسؤولين في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتعاون البرلمانين.
ففي اليوم الثاني من زيارته لبوخارست، التقى بري رئيس مجلس النواب فاليريو ستيفان زاغونيا ورئيس الحكومة فيكتور بونتا، في جلسة عمل مشتركة، جرى البحث فيه في الحرب السورية والحلول المقترحة لها، وتفاقم ازمة اللاجئين التي القت بثقلها على لبنان ودخلت الى اوروبا، ما عكسه محاوراه بالقول ان اوروبا لم تحسن التعامل مع تلك الحرب وما نجم عنها.
واعتبر بري، بعدما اورد ارقاما عن ولادة 174 الف طفل سوري في لبنان منذ اندلاع الحرب هناك، أن «الحل ليس في استقبال اللاجئين ودعمهم ومساعدتهم، بل العمل جديا على حل المشكلة السورية. سوريا الآن هي خارطة المنطقة. هل نريد ان نقسّم المقسم الذي هو المنطقة؟ هذا خطأ كبير». اضاف: «المساعدات المالية تخفف. لكن الحل سياسي. قبل اربع سنوات كان يمكن الحوار في سوريا بين النظام ومعارضيه، وكذلك قبل ثلاث سنوات. لكن لسنتين خلتا لم يعد ثمة امل في الحوار لأن الاطراف الذين يمسكون بالارض ويحاربون كثيرون، ولا يريدون الحوار مع احد، لا مع النظام ولا مع المعارضة. وبين اولئك تنظيم داعش وجبهة النصرة وسواهما، وكلهم يصبون في مدرسة واحدة هي الارهاب، ولا علاقة لهم بالاسلام. ينبغي فرض الحل في سوريا، وهذا يتوقف على ست دول قادرة على تقرير هذا الحل». وسمّى بري الدول الست وهي الولايات المتحدة وروسيا واوروبا وايران وتركيا والسعودية. وقال: «عندما يفرض الحل تنتهي الحرب لان السلاح والامدادات يتوقفان عن المسلحين والارهاب».
واستشهد بتجربة اتفاق الطائف في لبنان «حيث واجهة التسوية نواب لبنانيون بينما الافرقاء الدوليون سهروا عليها من تحت الطاولة». وقال ان الشرق الاوسط «يمر في ازمات خطيرة جدا، وكل البلدان العربية او معظمها تعيش احداثا دامية ما عدا لبنان والحمدلله».
بعد الاجتماع عقد بري مؤتمرا صحافيا مع نظيره الروماني الذي رحب به كـ»واحد من افضل اصدقاء رومانيا». وقال ان الزيارة تصادف الذكرى الخمسين للعلاقات الديبلوماسية الرومانية ـ اللبنانية، مرحبا باقتراح بري توقيع مذكرة تفاهم بين البرلمانين الروماني واللبناني. وقال ان الحديث تناول «النواحي الامنية واللاجئين السوريين لا سيما في لبنان والاردن وتركيا، ولكن يبقى العدد الاكبر في لبنان نسبة الى عدد سكانه».
وتحدث بري عن التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، ودعا الى زيادة الاستثمارات في رومانيا، وتطرق الى تسهيل التأشيرات «التي بحثنا فيها في مناسبة وجود رئيس الحكومة الذي يعد مشاريع عدة لتسهيل اعطاء التأشيرات للبنانيين. بالنسبة الى الاهتمام بموضوع اللاجئين، كان ايضا مركزا على الحل النهائي الذي لا يتم الا بالحل السياسي في سوريا. ورومانيا كانت السباقة الى فهم حقيقة هذا الموضوع عندما لم تقفل سفارتها في دمشق،».
وردا على سؤال قال: «ما تتحدثون عنه عن تدفق اللاجئين السوريين الى اوروبا، فان عدد هؤلاء اقل من مئة الف، بينما يوجد في لبنان وحده اكثر من مليوني لاجىء بين سوري وفلسطيني». واضاف: «اوروبا هي الاقرب الينا، وعليها ان تضغط لحل سياسي، والحل الذي حصل مع 5+1 (الاتفاق النووي الايراني) ليس بعيدا من الحل في سوريا».
بعد المؤتمر الصحافي حضر بري لبعض الوقت احدى جلسات البرلمان الروماني التي كان يرئسها نظيره. ثم اجتمع برئيس مجلس الشيوخ كالين بوسكو.
وجبات آمنة
لفت الرئيس نبيه بري الاجراءات الامنية المشددة التي احاطت بزيارته. لم تقتصر على المواكبة، ولا على تشديد الحراسة على جناحه وعند باب غرفته حتى، بل كان المسؤولون الرومان المولجون تلك الاجراءات، «يتذوقون» سلفا