في أحدث إستطلاع أصدرته شركة “هنلي أند بارتنرز”، الاستشارية العالمية المتخصصة في مجال رصد مؤشرات الهجرة والإقامة والتأشيرات، عن قيود منح التأشيرات لسنة 2015، تَكَشَّفَ أن جواز السفر اللبناني ما زال محدوداً نسبياً في ما يخص الدول التي يُسمح لحامليه زيارتها من دون تأشيرة دخول (37 بلداً مقابل 39 في 2014)، أي 16% تقريباً من دول العالم فقط! وبحسب التقرير، احتل لبنان المرتبة 101 عالمياً، والرابعة عربياً هذه السنة في حرية التنقل والسفر. اليوم وعلى مشارف العام 2016، موعد صدور الجواز “البيومتري”، هل نشهد تطوراً ملحوظاً على هذا الصعيد؟.
في هذه الصدد، يؤكد رئيس لجنة تحقيق جواز السفر البيومتري العميد صلاح حلاوي لـ “لبنان 24” أن “ما يميز جواز السفر القديم عن الجديد (biometric) ليس بصمة العين، كما قيل مؤخراً، لأن هذه البصمة تُعتمد في الدول المتقدمة فقط مع الموقوفين والمجرمين لكشفهم بشكل سريع، أما في لبنان فإن هذا الجواز (الباسبور) سيعتمد على بصمة اليد و”شريحة إلكترونية”، التي تتضمن بيانات مسجلة ومعلومات عن الأشخاص”، مشدداً على أن “هذه الشريحة لا تُقرأ إلا بواسطة أجهزة خاصة، لذا لا داعي للقلق فيما يخص خصوصية المواطنين”.
“فيزا” أسرع حالياً.. ومستقبلاً “بدون فيزا”
أما عن التأثير الإيجابي للباسبور الجديد، وما إذا كان له تأثير في تسهيل إنتقال اللبنانيين من بلد إلى آخر، أوضح حلاوي أن “الباسبور البيومتري أكثر ضماناً من القديم من قبل الدول المتقدمة، لانه يعتمد معايير سلامة دولية بشكل أدق، طبقاً لتوصيات المنظمة العالمية للطيران التي تضمن الاعتراف الدولي باستعمال جوازات السفر اللبنانية، لذا فإنه سيتيح لكل المواطنين المسافرين أن يحصلوا على “فيزا” بشكل أسرع للسفر، ومن المتوقع أن يكون هذا الجواز بداية جيدة لتسهيل الحصول على حرية التنقل والسفر في عدد أوسع من الدول المتقدمة “بدون فيزا”، لافتاً إلى أن “هذا الأمر ينتظره كل لبناني، ونحن سنتابعه أيضاً لأهميته في تسهيل شؤون المواطنين”.
وبحسب التقرير السنوي للمؤسسة السابقة الذكر عام 2014، فقد قُيم “الباسبور” اللبناني على أنه “عاشر أسوأ جواز في العالم”. هنا يوضح حلاوي أنه “فيما يخص الكلام الذي يشاع عن “ضعف” الجواز السفر القديم ومحدوديته فيما يتصل بحرية السفر وما إلى ذلك من توصيفات خاطئة، فإن جميع هذه المعلومات ليست دقيقة، لأن ما يميز جواز السفر اللبناني (37 بلداً بدون فيزا) عن الإمارات مثلاً (114 بلد) أو قطر (74 دولة ) أو البحرين (70 بلداً) أو عالمياً، عن ألمانيا مثلاً (174 بلداً) ليس نوعية “الباسبور” أو مدى تقدمه عن غيره، بل إتفاقات حرية التنقل البيني المعقودة بين الدول نفسها، وخصوصاً فيما يتعلق في الشأن السياسي والسيادة الوطنية ومستوى المعيشة، والاستقرار الأمني والاقتصادي، ما يسهل التعاون بينهم في جميع القطاعات ويسهل تنقل المواطنين في هذه الدول من دون “فيزا”.
ويخلص حلاوي إلى أن “كل ما ينقل على مواقع التواصل الإجتماعي عن دراسات عالمية تُقيم جوازات السفر، ليس صحيحاً”. وأضاف: “أما فيما يتعلق بالنوعية، فإن جواز السفر اللبناني لديه ما يكفي من ضمانات موثوقة كـ”علامات أمنية” منعاً للتزوير، و”القراءة الآلية” ليكون الأفضل وينافس جميع الجوازات الأخرى”، لافتاً إلى “أننا الآن في مرحلة جديدة من بدء إصدار جوازات سفر حديثة، لكن هذا لا يعني أن القديم سيّء”.
2016.. الموعد الرسمي
من جهته، يؤكد رئيس دائرة الإعلام في المديرية العامة للأمن العام العميد الركن نبيل الحنون لـ “لبنان 24” أننا “شكّلنا لجنة مشتركة مع وزارة الداخلية والبلديات لدراسة الموضوع بدقة أكثر” لناحية ملائمة جواز السفر مع إجراءات الأمن والسلامة ومكافحة الارهاب والتهرب من القوانين السيادية، مشيراً إلى انه “سيتم تفعيل العمل في الاجراءات الجديدة في 2016، لكن هذا الموعد مبدئي، لأن الأمر ليس فقط داخلي، أي وفق القوانين اللبنانية، بل هناك جهات دولية يجب أن تكون مستعدة، دون وجود أي عراقيل في المستقبل”.
وما بين الجواز القديم والثاني المنتظر، يبدو اللبناني من أكثر شعوب العالم حرصاً على الهجرة، سواء أكان بطرق شرعية أم غير شرعية، وهو أمر يتطلب عملاً رسمياً ليس فقط لتنظيم شكليات السفر، بل بالدوافع والأسباب التي تدفع الآلاف للهروب من بلدهم تحت أي ظرف ولأي جهة كان.