ماذا لو كانت نجمات هوليوود ضحايا عنف؟

لا تعليق
آخر الأخبارمنوعات
0
0
kim

نشر الفنان الإيطالي أليساندرو بالومبو سلسلة جديدة من الرسومات المعدّلة بواسطة «فوتوشوب»، ضمن حملة للمطالبة بوقف العنف ضدّ النساء.
العام الماضي، وتزامناً مع يوم المرأة العالمي في 8 آذار، عدّل الرسّام صوراً لأميرات ديزني الشهيرات، فجعل وجوههنّ ملطّخة بالدماء والرضوض (راجع «السفير» 18/3/2014)، كنوع من الاحتجاج على العنف. هذا العام، عاد بالومبو ليشغل مواقع التواصل بصور جديدة، من خلال حملة بعنوان «كسر حاجز الصمت»، حملة أطلقها بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الموافق في 25 تشرين الثاني. نشر بالومبو عبر مدوّنته صوراً لممثلات ومغنيّات شهيرات، منهنّ مادونا ومايلي سايروس وأنجلينا جولي وإيما واتسون وكريستن ستيوارت، إلى جانب نجمة تلفزيون الواقع كيم كرداشيان. الصور معدّلة بواسطة «فوتشوب»، ليظهر على وجه الشهيرات كدمات وجروح ودماء. انتشرت الصور بكثافة على مواقع التواصل، وتسبّبت فتح جدل حول قيمة حملة مماثلة. كما انشغلت بعض المواقع بالاطمئنان على صحّة النجمات المذكورات، ظنّاً منها بأنّ الصور «حقيقية».
بعض المعلّقين على «تويتر» وجد في رسومات بالومبو خطوة «جريئة» لكسر حاجز الصمت، ومحاولة للقول إنّ «جميع النساء معرّضات للعنف». في المقابل، رأى آخرون في اختيار صور المشاهير، تشويهاً للقضيّة، وحرفاً لملفّ مهمّ عن مساره. وذلك سجال يرافق دوماً أعمال بالومبو، خصوصاً أنّه يجنح نحو «حسّ نكتة» غير مفهوم، ويحرف بعض المفاهيم عن مسارها، كما فعل حين جعل من الأميرة ياسمين وعلاء الدين «إرهابيّان»، للتوعية ضدّ ما وصفه «بإرهاب حماس»، تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على غزّة العام الماضي.

بحسب صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، أراد الفنان الإيطالي من خلال سلسلة الصور الأخيرة مواجهة العنف ضدّ المرأة، عبر إقناع ضحايا العنف بكسر حاجز الصمت. فيما نقل موقع TMZ الأميركي عن بعض النجمات اللواتي ظهرن في أعمال بالومبو اعتراضهنّ على استخدام صورهنّ من دون إذن مسبق.
يصرّ بالومبو على تحوير رموز ثقافة «البوب»، وخصوصاً أميرات «ديزني» إلى جانب شخصيّات كرتونيّة شهيرة مثل زيتونة حبيبة باباي، ومارج سمبسون، بهدف خدمة قضايا مهمّة. ربّما تكون نيّة بالومبو «حسنة»، إلّا أنّه تعامل بخفّة مع ملفّ على قدر عالٍ من الأهميّة، إذ أنّ العنف الزوجي يؤدّي إلى مقتل عشرات آلاف النساء في العالم العربي والعالم. واختيار بالومبو لوجوه نساء شهيرات لتشويهها وإثبات أحقيّة فكرته، فيه إشارة مبطّنة إلى أنّ وجوه أنجيلينا جولي وكيم كرداشيان تستحقّ التعاطف أكثر من وجوه ضحايا أخريات مجهولات.
حملة بالومبو ألهمت الرسام المصري طارق تيكا، فعدّل صور ممثلات مصريّات منهنّ غادة عبد الرازق ونيللي كريم، وأرفقها بعبارة «ما تسكتيش… اكسري صمتك».

تشير تقارير «هيئة الأمم المتحدة للمرأة» إلى أنّ 35 في المئة من النساء على مستوى العالم يتعرضن لنوع من أنواع العنف الجسدي أو الجنسي. كما أجرت منظمة الصحة العالمية دراسة حديثة بيّنت أنّ ثلث عدد النساء المرتبطات يتعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي على يد شركائهن، وترتفع نسبتهن إلى أكثر من ذلك بكثير في بعض المناطق، وهناك على الصعيد العالمي نسبة تصل إلى 38 في المئة من جرائم قتل النساء التي يرتكبها شركاءهنّ.
فهل يمكن محاربة كلّ ذلك العنف بترسيخ صورة المرأة الضحية؟ وهل يمكن لـ «فوتوشوب» أن يقدّم رسالة قويّة ضدّ العنف، أم أنّه يعمل على ترسيخ الفعل لا أكثر؟ أسئلة تطرح على بعض حملات التوعية، خصوصاً أنّ صورة المرأة الضحية لن تخرج من إطار شاشة الكومبيوتر أو الهاتف الذكي، وإن كانت صورة «لنجمات هوليود».