نبه رئيس مجلس الاعمال اللبناني العماني شادي مسعد الى “خطورة استمرار الهدر الناتج عن الاهمال والجهل في التعاطي مع الشأن العام”، وقال في تصريح:”بالاضافة الى هدر المال العام المرتبط بالفساد، وتحديدا بعمليات السرقة والنهب والسمسرات التي يستفيد منها بعض من يمسك بالسلطة السياسية، هناك وجه آخر للهدر يرتبط بغياب ثقافة احترام المال العام، وينتج في غالبيته عن استخفاف غير مقبول بمصالح الناس”.
أضاف:”هناك عدة نماذج نافرة للهدر يمكن ايراد ثلاث منها على سبيل المثال لا الحصر. النموذج الاول يتعلق باهمال المشاريع التي تقدمها دول او مؤسسات دولية وتشرف على تنفيذها، هذه المشاريع غالبا ما يتم اهمالها من الوزراء والادارات المختصة، لأن لا مصلحة خاصة فيها، ما دام التلزيم منجز، ولا يوجد مجال للسمسرة او السرقة. وهذا ما حصل مع مشاريع للبنك الدولي في لبنان ظلت في الجوارير لفترة طويلة الى حد ان ادارة البنك هددت بسحبها من لبنان وتنفيذها في دول اخرى تحتاجها”.
وتابع:”النموذج الثاني يقفز الى الواجهة في هذا التوقيت مع اقتراب موسم الحرائق، والتي تلتهم سنويا مساحات شاسعة من الثروة الخضراء، وتفقد البلد ميزة طبيعية حيوية لبيئته ولتنمية السياحة. وهنا نريد أن نسأل أين أصبح ملف طائرات مكافحة الحرائق التي اشتراها لبنان بأموال تبرع بالقسم الاكبر منها القطاع المصرفي والقطاع الخاص”؟
ولفت الى ان “النموذج الثالث، هو المركز الثقافي العماني في بيروت حيث قدم جلالة السلطان قابوس عام 2005 مبلغ 20 مليون دولار لبناء هذا المركز، وحتى الآن وبعد مرور 12 عاما على ذلك لا شيء على الارض”، مشيرا الى ان “القطاع الخاص تبرع لشراء الطائرات، وكان يفترض ان تساهم في معالجة أزمة الحرائق المتكررة سنويا، واذا بالسلطات تحول الطائرات الى خردة من دون استعمالها بذريعة عدم وجود طيارين، او عدم وجود موازنة للصيانة”.
وختم مسعد :”هذه النماذج تنسحب على ملفات كثيرة مشابهة، ومثل هذا السلوك، يندرج في اطار الهدر الذي ينبغي ان تتم مكافحته، لأنه قد لا يقل خطورة عن الهدر المبرمج الناتج عن سرقة المال العام”.