بري : الإفادات بحاجة الى قوننة المسلّحون أفرجوا عن مخطوفيْن من قوى الأمن

لا تعليق
محلية
1
0

مع مجازر «داعش» الممتدة من سوريا الى العراق، واللهم الى أين تتجه، تبدو الساحة اللبنانية في العطلة الاسبوعية تترنح على تطورات «راوح مكانك». ولولا خبر الافراج عن مخطوفين من قوى الامن الداخلي الذي اثلج قلب البقاع، لكانت الامور لا تزال تتخبط بين التمديد واللاتمديد، بين اقرار السلسلة ولا اقرارها، بين وجوب انتخاب رئىس ولا انتخاب، وبين التمديد قبل انتخاب رئيس او انتخاب رئيس قبل التمديد.
اوضح بري امام زواره مساء امس «أننا نمر في مرحلة صعبة ولكننا مررنا بمثلها في السابق، والمهم ان هذه المرحلة هي المرة الاولى التي، وفق معلوماتي ومعرفتي، بامكان اللبنانيين ان يكون قرارهم بيدهم، لكن للأسف لم يغتنموا هذه الفرصة حتى الآن.
واؤكد ان الفرصة ما تزال متاحة للبنانيين لكي يلملموا صفوفهم ويتوحدوا ويحلوا مشاكلهم بأيديهم».
ورداً على سؤال حول الاستحقاق الرئاسي نقل الزوار عنه قوله: لا شيء جديد والجهود مستمرة، واؤكد واحسم حسب معلوماتي ان القرار بأيدي اللبنانيين اليوم.
سئل: يقال ان الاستحقاق الرئاسي يحتاج لحوار سني ـ شيعي فأجاب: لا، المشكلة ليست عند المسلمين، فليتفق المسيحيون وليس هناك من مشكلة ولا يجب ان يحمّل المسلمون هذا الموضوع.
وفي قراءة لحضور الطوائف في جلسات انتخاب الرئيس اشار بري الى حضور اغلبية نواب السنة بنسبة 95 % تقريباً، والدروز لا تقل عن 97 %، والشيعة بنسبة لا تقل عن 50 %، اي ان نسبة المسلمين الذين يحضرون هي 87 % وهذا رقم يتجاوز كثيراً نسبة المسيحيين.
وفي قراءة لاحصاء صدر حول الاستحقاق الرئاسي واختيار رئاسة الحكومة استخلص بري القول مرة اخرى ان الشعب يثبت انه ارقى من السياسة، واللعب بالدستور وانه ارقى من الطبقة السياسية.

حكاية السلسلة 

قبل ان يقرر وزير التربية الياس بو صعب اعتماد الافادات اجتمع بري برئيسة لجنة التربية بهية الحريري في عين التينة وبحث معها موضوع سلسلة الرتب والرواتب، ثم اجرت مشاورات مع سعد الحريري باتصال هاتفي ومع السنيورة الذي التقته وكان الجواب على حاله بالنسبة لموضوع السلسلة، يعني انه لم يتم احراز اي تقدم وبقي «تيار المستقبل» على موقفه، اي الاتفاق قبل النزول الى المجلس ومراعاة الحلفاء المسيحيين.
وتلقى لاحقاً بري اتصالاً من وزير التربية اطلع منه على نتائج اللقاء بالحريري وابلغه انه سيتخذ قراراً باصدار الافادات.
وفي هذا الموضوع، قال الرئىس بري امام زوّاره ان الافادة تحتاج الى قانون يقرّه مجلس النواب وان قرار وزير التربية لا يكفي لجهة ان هناك سبباً اساسياً وهو ان ما يقارب الـ40 الف طالب سيدخلون الى الجامعات، وطبعاً هناك منهم من سيتخصص بالهندسة او الحقوق او الطب وهذه الاختصاصات بعد التخرج تحتاج الى الدخول لنقابات المهن الحرّة، والدخول الى هذه النقابات يشترط ان يكون الطلاب قد نالوا شهادة رسمية، من هنا الحاجة الى قوننة الافادة لتوازي الشهادة، مشيراً الى ان هذا الامر حصل سابقاً.
ورداً على سؤال هل يعني انه يمكن تجاوز «السلسلة» لقوننة الافادة؟ اجاب بري: طبعاً لا، السلسلة هي اول بند على الجلسة التشريعية وستبقى، اما اقرار او عدم اقرار السلسلة أو تعديلها فهذا امر يعود للنواب.

المسلّحون أفرجوا عن مخطوفْين 

أمنياً، تسلمت مخابرات الجيش في ثكنة رأس بعلبك من «هيئة العلماء المسلمين» اثنين من عناصر قوى الامن الداخلي، كانا قد اختطفا على يد المجموعات المسلحة الارهابية مع بدء أحداث عرسال الأخيرة، والعنصران المفرج عنهما هما: مدين حسن وكمال المسلماني.
هذا واعلنت قيادة الجيش انه عند الساعة 13.15 تسلمت مخابرات منطقة البقاع عنصرين من قوى الامن الداخلي وهما الرقيب مدين حسن والعريف كمال المسلماني اللذان كانا قد اختطفا من مركزهما في بلدة عرسال، حيث سلما لاحقاً الى آمر فصيلة قوى لأمن الداخلي في عرسال.
هذا، وتشير المعلومات الى انه سيفرج عن المزيد من العسكريين في الايام المقبلة، وأكدت ان المفاوضات ايجابية وتحتاج الى وقت ولا تزال الصعوبات اللوجستية قائمة.
وقد نظم اهالي منطقة بعلبك والبقاع الشمالي استقبالاً احتفالياً للعسكريين اللذين أفرج عنهما المسلحون أمس.
وقد أوقف الموكب الذي أقلهما في أكثر من محطة، في بلدة جديدة الفاكهة في البقاع الشمالي، وفي دورس عند مدخل مدينة بعلبك، حيث نثر الارز والورود وأطلقت المفرقعات النارية، ورفعت الاعلام اللبنانية ورايات الجيش.
وتحدث العسكريان المفرج عنهما عن «المعاملة الحسنة التي يتلقاها عناصر قوى الامن الداخلي المحتجزون لدى جبهة النصرة، خصوصا المرضى منهم، حيث يؤمنون لهم الادوية اللازمة»، وأفادا ان جميع زملائهما «بخير وبصحة جيدة»، متمنين «اطلاق سراحهم في اقرب فرصة».
وكان المطلوب للعدالة الشيخ مصطفى الحجيري أكد في حديث تلفزيوني ان «إطلاق سراح العسكريين تم بدون اي مقابل، وبدون أي شروط»، مشيراً الى ان «الجهود متواصلة لاطلاق اكبر عدد ممكن من العسكريين، وان هيئة العلماء المسلمين لن تقصر بهذا الموضوع»، وأمل أن تتواصل الجهود من اجل اطلاق سراح العسكريين جميعاً.
ولفت الحجيري الى انه يمكن ان يكون هناك المزيد من العسكريين لكن الكتائب المسلحة لم تعلن عنهم، مشيرا الى «ان العسكريين موزعون على جبهة «النصرة» و«داعش» وكتائب مسلحة اخرى»، مؤكداً ان «جميع العسكريين بخير».
وكشف عضو «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ عدنان امامة، في تصريح إذاعي، ان الافراج عن العنصرين في قوى الامن الداخلي اليوم (امس) من قبل المسلحين جاء بعد تجاوب قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي مع أحد المطالب الخاص بالجرحى في مستشفى دار الأمل.
وشدد الشيخ امامة على ان ليست كل الخطوات مطلوبة من قائد الجيش بل من السياسيين ايضاً، متمنياً عليهم تلقف هذه البادرة من المسلحين.
كما اشار امامة في حديث آخر، الى اننا «احدثنا خرقا عظيما منذ 3 ايام حينما استطعنا الحصول من الفريق الاول على قائمة باسماء العسكريين الرهائن، وطمأن الجميع ان الاسرى العسكريين بخير». واوضح «ان الارقام الذي تذكرها قيادة الجيش حول العسكر المفقودين اكبر بكثير من الارقام التي لدى الارهابيين»، واشار الى ان «الارهابيين يريدون الافراج عن بعض الموقوفين لكنهم لم يحددوا من هم».

«حزب الله»: قادرون على هزيمة التكفيريين 

وفي المواقف رأى وزير الصناعة حسين الحاج حسن ان «الخطر على لبنان لا يزال قائماً ما دامت هناك عناصر امنية مخطوفة وهذا يعني ان لبنان سيبقى يعيش الخطر، وهذه مسؤولية الدولة والاجهزة الامنية للقيام بواجباتها والدفاع عن ابنائها وعن لبنان وتحمل مسؤولياتهم تجاه الجنود المختطفين».
وشدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على «اننا اليوم (امس) على ثقة تامة وكاملة ان المقاومة التي قدمت تجربة حية وعظيمة ومقتدرة في مواجهة العدو الاسرائيلي واذلته وكسرته وهزمته، هذه المقاومة بالثقافة نفسها والسلاح نفسه والقيادة نفسها والشباب انفسهم ستحمي لبنان وستنتصر على هذا الخطر الارهابي والتكفيري».
* اشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي الى «انه لو لم نواجه التكفيريين لكان القتال اليوم في مناطقنا، ونحن من موقع المسؤولية الوطنية والقوة والاقتدار حاربنا التكفريين ونعرف قوتهم وبأسهم وقادرون على هزيمتهم، فلقد هزمناهم في القصير والقلمون وبالامس في المليحة، ولكن ما ندعو اليه هو ان يستيقظ من في غفلته ليتحمل مسؤوليته في الدفاع عن لبنان في هذه اللحظات الخطرة».
* اعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله «ان المعادلة اليوم هي هي، كما في العام 2006، فكما قلنا في ذاك العام ان حماية كل لبنان والعاصمة بيروت وعواصمنا العربية وحماية المنطقة تكمن في هزيمة العدو الاسرائيلي، فاننا اليوم نقول انه اذا اردنا ان نحمي عاصمتنا وجنوبنا وبقاعنا وشمالنا وجبلنا ودولتنا ووطننا وتعايشنا وتنوعنا، علينا ان نهزم هذا المشروع التكفيري في عقر داره، لا ان ننتظر لكي يأتي الى قرانا، ويحدث كما حدث في منطقة البقاع مؤخراً.

تحرك الحريري

توقعت اوساط في «تيار المستقبل» ان يكون الاسبوع الجاري حافلاً على اجندة الرئىس سعد الحريري من خلال لقاءات هامة ستبلور اموراً كثيرة وتحديداً مع العماد ميشال عون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وسيتضمنان موضوع الهبة السعودية والاستحقاق الرئاسي والسبل الآيلة لمواجهة التكفير والارهاب.
وينقل عن اوساط الحريري بالنسبة للموضوع الرئاسي انه وخلافاً لما يقوله البعض انه يضع «فيتو» على العماد عون او غيره من المرشحين، فهذا الكلام لا يمت للحقيقة بصلة، اذ يؤكد الحريري وبحسب الاوساط انه يدعم المرشحين كافة اكان العماد عون او سواه، وهذا ما اكده للبطريرك الراعي منذ عدة اشهر.. بل لا يزال على موقفه القاضي بأن يكون الاستحقاق موضع توافق المسيحيين اولاً ثم في اطار اجماع وطني ثانياً.
اما على خط قوى 14 آذار، فتقول الاوساط ان الحريري لم يترك حلفاءه، لكن في شأن الاستحقاق الرئاسي كل الامور مطروحة على اجندة هذا الفريق، ان كان من ناحية التوافق على مرشح جديد يحظى باجماع مسيحيي 8 و14 آذار ثم اللبنانيين ثانياً، وبالتالي تؤكد الاوساط ان الحريري لن يقدم على ترشيح احد من المقربين اليه او من كتلته او من خارجها.