الرئيسية / محلية / صحيفة الوطن السورية: لبنان في “عين العاصفة” والمنطقة لن تهدأ بالقريب العاجل

صحيفة الوطن السورية: لبنان في “عين العاصفة” والمنطقة لن تهدأ بالقريب العاجل

اشارت “الوطن” الى ان “الأحداث في المنطقة تتسارع، داعش تستقر في العراق وفي أجزاء من شمال سوريا وتستعد لإقامة دولتها “جهادستان”، واشنطن تكتفي مبدئياً بإرسال خبرائها إلى بغداد لتحصينها من أي مكروه وإيران تلوم الرئيس الاميركي باراك أوباما على تردده في محاربة الإرهاب وتركيا تعلن جهاراً أنها ضد العمليات العسكرية التي تستهدف داعش”.
واوضحت الصحيفة السورية في افتتاحيتها ان “لبنان مهدد ويستعيد حقبة الإرهاب وسعود الفيصل يقسم بكل الأديان والأنبياء إن بلاده لا علاقة لها بداعش ولا يجد من يصدقه حتى في صفوف الأكثر نفاقاً له ولمملكته!! وكيف يمكن لهم تصديقه وهو الممول الرئيسي لداعش وشقيقاتها ومقاتلوها أغلبيتهم من السعوديين؟!”، اضافت “الصورة قد تبدو ضبابية في بعض الأوقات فالعراق لم يعد عراقاً كما سوريا لم تعد سوريتنا التي نعرفها مع الفارق أن سوريا تنتقل من انتصار إلى انتصار وجيشها يستعيد المزيد من المناطق ويحقق إنجازات على كل الصعد في حين أن الجيش العراقي يستعيد زمام المبادرة وحكومته تطلب تدخل المقاتلات الأميركية لمساعدته”.
وتابعت “سياسياً لا يبدو أن داعش تزعج واشنطن أو تهدد مصالحها في الوقت الحالي، على العكس فهي تخدم مشروع المحافظين الجدد بتقسيم المنطقة ربما ليس كما كان يخططون له لكن بالحد الأدنى كما يتمنونه، أي التأسيس لكيانات متناحرة طائفياً تغرق المنطقة في حروب لعقود من الزمن وتفلسها وتهجر أهم كوادرها وتعيدها مئات السنين إلى الوراء. أوباما لا يبدو موافقاً على خطط من بقي في إدارته من محافظين جدد، ويرى في خططهم تهديداً جديداً وجدياً للأمن القومي الأميركي وعودة لأكثر من عقد من الزمن أيام تمركز واستيطان القاعدة في أفغانستان وتهديدها المستمر للمصالح الأميركية بعد أن انقلبت عليها، فهو يعارض تلك الخطط، لكن يريد من خلال داعش ابتزاز رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي واستبداله برئيس حكومة “ينأى بنفسه” عن صراع المنطقة، بل موال لمصالح واشنطن وهذا ما عبر عنه علناً حلفاء أوباما من آل سعود ومن لف لفهم وحديثهم عن الإقصاء والتهميش وعدم الإشارة إلى ما يتعرض له العراق من إرهاب وما أفرزته الانتخابات العراقية من نتائج فاز فيها حزب المالكي وحلفاؤه”.
ولفتت “الوطن” السورية الى انه “في كواليس الإدارة الأميركية، وبعيداً عن قرارات أوباما، هناك إرباك وجدل واسع وربما مواجهة بين تيارات مختلفة ومن بينها من يرى أن داعش وفي حال تمكنت من الاستقرار غرب العراق وتم توسيعها على أسس “سنة ستان” ونفي تهمة الإرهاب عنها، قد تشكل فرصة لقطع محور طهران بغداد دمشق بيروت وعزل سوريا بعد الانتصار الكبير الذي حققه شعبها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وكذلك تقدم الجيش السوري وما أنجز حتى الآن من مصالحات واستسلام الغرب أمام إرادة السوريين وصمودهم الأسطوري بكل المقاييس. أما آل سعود فهم يبحثون عن دور لهم في التسوية الكبرى التي قد تشهدها المنطقة في حال نجحت المفاوضات الإيرانية الأميركية، وهي تبدو في طريقها إلى ذلك ولو طال الزمن، فـ”آل سعود” يعتبرون أنهم سيطروا على مصر وفي طريقهم للسيطرة على ليبيا وطرد القطريين ويريدون السيطرة على العراق سياسياً من خلال ادعاء تمثيل السنة هناك بعد فشلهم في سوريا وإخفاقهم في لبنان وعدم قدرتهم على تقديم أي نموذج سني مقبول شعبياً بدءاً من “داعش” وصولاً إلى رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، فهم من خلال كل تحركاتهم يريدون دوراً ما في التسوية أو دوراً لتخريبها على أقل تقدير، وأهم ما يريدونه هو حماية مطلقة لعرشهم خوفا من أي اهتزاز وخاصة أن المملكة مقبلة على توريث أبناء عبد الله بن عبد العزيز ويرغبون أن يتم ذلك بهدوء تام”.
واعتبرت ان “كل ذلك يعني أن داعش ليست فصيلاً إرهابياً مستقلاً له أجندته وبرامجه الخاصة، بل هو فصيل يخدم مصالح وأجندات عدة دول في آن معاً، وهذا يفسر موقف أوباما غير المتردد بل المصمم على تحقيق مصالح الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة. فالضربات الأميركية وإن حصلت ستكون محدودة وبلا نتائج تذكر ولا تلبي طموحات الرئيس الأميركي باستبدال نوري المالكي، لذلك هو ليس بمتردد بل يريد ثمناً سياسياً لتحريك جيشه ومن ثم يتحرك هو وحلفاؤه لمطاردة داعش”.
واشارت الى انه “وسط كل ذلك يلاحظ الإرباك والخوف الأوروبي الذي بات الإرهاب يطرق أبوابه وبات عاجزاً عن التحرك نتيجة تعنت فرنسا وبريطانيا في مواقفهما. يعترفون بخطئهم لكنهم يريدون مخرجا يليق بدورهم و”عراقتهم” السياسية ويحفظ ماء وجه الجميع وأغلبيتهم يستعد لإعادة علاقاته مع دمشق علناً أو سراً بحثاً عن تعاون قد يحمي حدودهم من الإرهاب القادم إليهم”.
اضافت “أما تركيا، المستفيد الأكبر من داعش وسندها وعرابها الأول، فهي تريد من خلال “الدولة الإسلامية” زرع كيان متطرف على حدود كردستان يلهي الكرد عن صراعهم مع الأتراك ويضعهم في موقف دفاعي مستمر، وإن أعلنوا استقلالهم، ويطيل الأزمة السورية لسنوات”.
ولفت الى ان “لبنان يبقى في عين العاصفة فهو مهدد من عدة تنظيمات إرهابية على رأسها داعش التي ترى فيه أرضاً خصبة لتصفية حسابات المنطقة وتنفيذ عملياتها الإرهابية، لكن أجهزة الأمن اللبنانية متيقظة لذلك جيداً ونجحت حتى الآن في كشف أكثر من شبكة وخلية كانت تستعد للقيام بعدة عمليات منها اغتيال قادة وسياسيين”.
اضافت “المنطقة لن تهدأ في القريب العاجل وشعوبها على موعد مع مزيد من المعاناة ما لم يع الجميع حجم المخاطر والتحديات التي تحيط بهم وما لم يؤسس لتحالف دولي لضرب الإرهاب واجتثاثه بحيث لا يكون المطية لتقسيم المنطقة وينظر إليه على أنه “موقف سياسي” أو نواة “لتأسيس دولة” سيدفع العالم ثمناً باهظاً لها، ولا وقت للتردد لإعلان حرب مفتوحة على الإرهاب تبدأ من داعش وتنتهي في لجم مملكة آل سعود ومشيخة قطر مؤسسي القاعدة في أفغانستان وممولي جبهة النصرة وداعش وجيش الإسلام وكل الفصائل الإرهابية التي باتت تهدد العالم بأجمعه ومواجهة حكومة أردوغان المسؤولة مباشرة عن داعش وإرهابها وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي لمكافحة الإرهاب وداعميه. وبانتظار أن يتبلور الحلف العالمي لمواجهة الإرهاب فسيترتب على كل الدول الجادة في الحفاظ على الحضارة البشرية واستئصال الإرهاب الاستفادة من دمشق وخبراتها في مواجهة الإرهاب والتنسيق معها لخلاص المنطقة والعالم من هذا الإجرام الذي لا مثيل له في تاريخ الأمم المعاصر”.

عن jad haidar

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*