يطل علينا عيد الاستقلال من دون رئىس والجميع من كتل سياسية واحزاب ومواطنين ما زالوا ينتظرون نضوج مرحلة انتخاب رئىس للجمهورية وينتظرون تلقف اشارة لانتقاء الرئىس والاجماع عليه وينتظرون ظهور بعض ملامح التسوية في سوريا وينتظرون لفتة من الدول الاقليمية والعالمية لحل بعض المشاكل وينتظرون…
كل احزابنا ومسؤولينا ينتظرون مستجدات ما يدور حولنا واشارات من الدول الخارجية لمعرفة مصير لبنان من دون اي خجل فيقولونها علنا والبعض حتى يتسابق ويتنافس بالقول انه حصل على معلومات من مصادر خارجية حول ما سيحصل في لبنان حيث باتت المزايدات بين الاحزاب اللبنانية (وما اكثرها) على من معلوماته تصدق فعلا على الساحة اللبنانية.
لم يعد الشغور الرئاسي يرخي بظلاله على اللبنانيين وانحسرت المطالبة برئيس عند فئة قليلة من الشعب اذ من كثرة المآسي والمشاكل والعقد والتفجيرات والارهاب باتوا يعتبرون الشغور مشكلة عابرة على اساس انه بوجود رئيس او بغيابه لا تتبدل الاحوال في لبنان. ان ما نعيشه هو ذروة الفشل والانحطاط وكل ذلك يعود لطبقة سياسية فاسدة مستبدة تغامر بالوطن دون ان يرف لها جفن.
اصبحت الامور مكشوفة لجميع المواطنين، هذا اذا ارادوا النظر فعلاً الى حال المسؤولين الذين يتبعونهم ويتمسكون بهم ويتخاصمون مع مواطنين اخرين مثلهم دفاعاً عن مسؤوليهم، ان هؤلاء دمى وغير استقلاليين، لا قرار لهم في اللعبة السياسية في لبنان بل مجرد اداة خارجية تنفذ ما يملى عليها. نعم مهما صعّد الزعماء من خطاباتهم وخاصة المسيحيين لا يجمّل صورتهم ولا يحسّنها طالما الشغور الرئاسي مستمر وحقوق المسيحيين وتحديداً الموارنة مهدورة لان الحقيقة واضحة ساطعة بأن خطاباتهم شعبوية لا اكثر. والحال ان الزعماء المسيحيين الذين يدعون انهم الزعماء الاقوياء امثال العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع هم من قبلوا بتشريع الضرورة بدلا من التمسك بضرورة انتخاب رئىس للجمهورية. بيد ان كتلة التغيير والاصلاح التي تنادي باهمية مجيء رئىس قوي حسب مواصفاتهم والتي تنحصر بشخص عون (لا احد غيره) تقاطع الجلسات لانتخاب رئىس فيما تحضر الجلسات لتشريع قوانين «بحجة انها ضرورية»؟؟!!
وكذلك نواب القوات اللبنانية رضوا النزول الى المجلس النيابي واخرها الجلسة التشريعية لاقرار قوانين تعنى بالشأن المالي بعد ان اقاموا الدنيا واقعدوها لعدم ادراج قانون الانتخاب على جدول الجلسة وتمسكوا بالجنسية فيما الاساس وهو انتخاب رئيس تناسوه وبقوا يذكرونه فقط في تصاريحهم وخطاباتهم.
اليس ما حصل وما ذكرناه كافيا للمسيحيين لكي يتخلوا عن هؤلاء الزعماء الذين هم اكثر الزعماء ضعفا؟ لو كانوا اقوياء لتغير الواقع المسيحي كليا، لكان الموارنة روادا في لبنان، انما تمسك المسيحيين بهم هو من تداعيات الحرب المشؤومة فخوفهم من التغيير كبير جداً ولذلك لم يسمحوا لشخصيات جديدة بأن تظهر.
انما سؤال يطرح نفسه اليس ما فعلوه مخيفاً بحق المسيحيين؟ اليست التنازلات والارتباطات من باب الضعف بالطوائف الاخرى مخيفة؟ اليس تجاهل الاصوات الداخلية المسيحية غير الحزبية الداعية لانتخاب رئىس مخيفاً؟
ما يفعله هؤلاء الزعماء وما فعلوه في السابق يجب ان يخيف المسيحيين اكثر من فكرة استبدالهم وفكرة التخلي عنهم لان التجربة هي خير دليل على فشلهم وعلى قراراتهم الهمجية فهل من يعيد اعتباره بهؤلاء؟