استقبل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين الأمير طلال أرسلان، بدارته في خلدة، سماحة شيخ عقل طائفة طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب متقدماً وفداً كبيراً من المشايخ وبحضور قاضي المذهب الدرزي الشيخ نزيه أبو ابراهيم.
وفي كلمة له، اعتبر الشيخ الغريب: “أن الدور الذي قام ويقوم به هذا البيت الوطني التاريخي العريق منذ أكثر من ألف سنة ولغاية يومنا هذا، هو دور وطني كبير لم يكن يوماً إلا لمصلحة الوطن والمواطن في أيّ زمن كان، من حماية الثغور من الأعداء، إلى حماية الوطن من شر الإنتداب إلى صون ظهر المقاومة ومساندتها في وجه العدو الإسرائيلي وطبعاً لا ننسى الدور الكبير في حماية الطائفة، والمحاولة المستمرة للحفاظ عليها وعلى مصلحة أبنائها”.
واضاف: “ما قمتم وتقومون به يا عطوفة الأمير هو مصلحة الناس دون استثناء أو تمييز، والناس ستبقى وفية لهذه الدار ولكم، ونحن اليوم أمام مرحلة مصيرية، نتوجه فيها للجميع لتحكيم لغة المنطق والعقل، كذلك لتحكيم ضمائرهم، وسنسعى وإياكم جاهدين للمحافظة على الوطن بشكل عام وعلى طائفة الموحدين الدروز على وجه الخصوص”.
من جهته، اعتبر أرسلان “أنّه أتى موسم الإنتخابات فاعتقد البعض أن طلال أرسلان مقعد نيابي في عاليه، هذا الواقع الذي يحاول البعض قراءته عنّا، فكان جوابنا للجميع، للقريب والبعيد، للحلفاء والاخصام، أن طلال أرسلان وما يمثّل هو مشروع سياسي يخصّ البلد كلّه، ويخص الوضع الدرزي بشكل خاص، مع تقديرنا ومحبتنا لإخواننا في كافة الطوائف اللبنانية، لكن من ليس له خير لطائفته ولأصله لا يكون فيه خبر لأحد”.
وقال: “طبعاً أعتبر أن الواقع الذي نعيشه في لبنان وفي الجبل هو واقع غير سليم، وواقع يحتاج إلى دم جديد، واقع لم يعد بإمكانه تشكيل للجيل الصاعد والشاب أي أمنيات أو طموحات”.
وأردف قائلاً: “كأن من يتكلم ضدّ التقليد بالشعارات وضدّ الإقطاع، يمارس التقليد والإقطاع، وأصبحت الشعارات فارغة، فماذا تغير على أرض الواقع ؟؟، ليس مهماً أن نخطب بالناس ونوعدهم بشعارات فارغة لاستقطاب عواطفهم، وإثارة غرائزهم بخلق أعداء وهميين من إخوة لنا من كافة الطوائف اللبنانية، وأنا وبكل مسؤولية أقول: لا أحد يستطيع لأي جهة انتمى أن يأكل حقوقنا كطائفة أساسية ومؤسسة في البلد إلا بتقاعسنا بالمطالبة بها والمحافظة عليها، فالناس ملّت من السياسة ومن المذهبية وتجارها ومن الغرضية الحاقدة الدفينة، الناس في الجبل بحاجة إلى الإنفتاح بالتنمية وبالإستثمارات في كافة المجالات الصناعية والزراعية والسياحية والتكنولوجية، وبالتالي وصولها إلو برّ الآمان”.
وقال: “الناس بحاجة إلى حقوقها المكتسبة، من دون منّة من أحد أو إذلالها أو الربط على مصالحها من باب تطويعها، فلن أقبل بأن يعتبر أحد أن الناس قطيع غنم، فللناس كرامتها وحقوقها وواجب المسؤول في أي موقع كان الحفاظ على هذه حقوق”.
وتابع: “الوضع الدرزي ليس جيداً، ليس جيداً في الخدمات، ولا في الإنماء، ولا في القدرة على استيعاب الجيل الشاب الذي وبعد معاناة أهله لتعليمه وتخريجه من الجامعات، يجد نفسه أمام خيار الهجرة، ممّا يحدث فراغاً في البلد، ونحن من يعاني من هذا الأمر، وسأعطي مثلاً بسيطاً قلّة من واكبه ويعرفه، لكنه يدل على خطورة الوضع الإجتماعي الإقتصادي في الجبل”.
وأضاف: “ثلاثون عاماً مرّوا على المتاجرة بالمهجّر والمقيم، فلم نتمكن من إسترجاع المهجر، و لا من تثبيت المقيم في أرضه. ففي هذه الفترة، هناك دورة تطوع لمديرية أمن الدولة، وصل عدد مقدمي الطلبات على صعيد الطائفة الدرزية، 1100 شاب، بالمقابل العدد المطلوب يبلغ 24 شاباً درزياً، من ضمن الـ 1100 شاب، أكثر من النصف هم طلاب جامعيين لوظيفة تتطلب الحصول على شهادة بريفيه. أمّا على صعيد وظائف الدولة فليس لأحد الحق في التنازل و التبرع بحقوقنا في وظائف الدولة الإدارية من الفئة الثانية وصولاً للفئة الخامسة تحت شعارات كاذبة ولا تمت الى الحقيقة بصلة على قاعدة الكذب بأن الكفاءة هي المعيار ، الواقع أليم ولا يبشر بالخير والساكت عن الحق شيطان اخرس”.
وتابع أرسلان: “فهذا إن دلّ على شيء يدل على نسبة بطالة عالية و وضع إجتماعي و إقتصادي و مالي مزري، فهذا ذل بحق الناس، وواقع يجب ألاّ نقبل الإستمرار به بهذا الشكل، الدولة أصبحت بوضع خطير جداً، و أنا أتكلم بالأرقام، و كوني موجود على الطاولة، فإنني أعرف جيداً كيف يتم الهدر و الفساد، و بالوقت نفسه، نحن غير قادرين على استيعاب شاباتنا وشبابنا”.
وختم قائلاً: “من هنا، لي طلب عند الناس وتمنّي، صوّتو لمن تريدون، و لكن ميّزو بين “الصادق” و “الكاذب”، فنحن عندما تقدمنا بترشيحاتنا، كنا و مازلنا مصمّمون على التغيير، و نجاحنا و فشلنا عائد للناس ولضمائرهم و ليس لنا”.
وعلى صعيد ملف المهجرين، فلن أغوص اليوم بهذا الموضوع، ولن أرد على كافة التلفيقات والأكاذيب التي تصدر من هنا وهنالك، إذ سيكون لي مؤتمراً صحفياً مخصصاً لهذا الملف، أطرح به تفاصيله بالأرقام والدلائل”.