اقام مجمع القبة للرعاية والتنمية في خلدة، التابع لمؤسسات الرعاية الاجتماعة في لبنان- دار الأيتام الإسلامية، مائدة إفطار رمضاني، حضره إلى جانب ممثل الأمير طلال ارسلان، الدكتور ياسر القنطار، محافظ جبل لبنان المهندس فؤاد فليفل، ومدير عام مؤسسات الرعاية الإجتماعية الوزير السابق خالد قباني، ورئيس بلدية مدينة الشويفات ملحم السوقي، ورئيس بلدية عرمون فيصل الجوهري، ورئيس بلدية الناعمة – حارة الناعمة أمين فخر الدين، ومدير مؤسسة الأمير مجيد ارسلان وسيم أبي فرج، والسيدة عزيزة الهبري شقيقة واهب مجمع القبة المرحوم ابراهيم الهبري، ومخاتير، ومشايخ وفعاليات المنطقة.
جبر
استهل الحفل بمعزوفات من آداء أبناء المؤسسة، تلاها كلمة ترحيبية من مديرة مجمع القبة للرعاية والتنمية هيفاء معطي، ثمّ كلمة لرئيس عمدة المؤسسات فاروق جبر الذي رحب من خلالها بالحضور، سارداً فضل أهل الخير في دعم مسيرة المؤسسات قرابة قرنٍ من الزمن حيث أن المؤسسات على مشارف الإعداد لإحتفال المئوية.
فليفل
وألقى المحافظ فليفل كلمة، قال فيها: “يسرني أن ألبي دعوتكم اليوم وأن أشارككم هذا الإفطار الرمضاني الكريم في رحاب دار الأيتام الإسلامية. وما أحوجنا في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد إلى فهمٍ عميقٍ لمعاني هذا الشهر الفضيل، شهر الخير والمحبة، شهرٌ يعبر عن تضامن الإنسان مع أخيه الإنسان. وما أحوجنا اليوم إلى مؤسسات خيرية تهدف فعلاً إلى خدمة المجتمع وتنميته عبر القيام بالأعمال الإنسانية والمشاريع التي تعود بالنفع على الجميع، مؤسسات تسعى دون مقابل إلى مساعدة الناس ولا سيما غير القادرين ليكونوا أكثر قدرة في نطاق أسرهم ومحيطهم، مؤسسات تعمل على توفير الرعاية المناسبة للأيتام وعلى حل مشكلات الأطفال الذين لا أسر لهم وإيجاد المحيط الصالح لهم”.
وتابع: “وهنا اتوجه بالتحية إلى كافة المعنيين في مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية ولا سيما مجلس الأمناء والمدير العام وكل العاملين فيها. هذه الدار التي تعتبر من أعرق المؤسسات الخيرية الفاعلة في لبنان والرائدة في إعداد النشء ورعاية المجتمع. فهي ترعى اليتيم في جميع مراحل حياته: تعلمه، تؤمن له الإقامة، تكسوه، تعنى بصحته، تدربة مهنياً، تفتح أمامه آفاقاً واسعة لتجعل منه طفلاً مليئاً بالصحة والحيوية والأمل والسعادة. وعلى الرغم من مرور ما يقارب المئة عام على تأسيسها فهي ما زالت مستمرة في العطاء التزامناً منها بالآية الكريمة “فأما اليتيم فلا تقهر”.
وأردف: “إدراكاً منا لأهمية العمل الاجتماعي، وإيماناً بالدور الكبير الذي تلعبة المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الأهلي في تطور واستقرار المجتمعات المعاصرة، استغل هذه الفرصة لأؤكد، من موقعي كمحافظ لجبل لبنان، على تأييدي التام ودعمي الكامل لجميع المؤسسات التي تعمل فعلاً على خدمة الاحتياجات القائمة والمستجدة في المحافظة والمساهمة بحل المشكلات التي تعترض إنمائها وتطورها. كما ندعم ونؤيد استمرار كل المبادرات الفردية والمؤسساتية التي تساهم ببنناء مجتمع أفضل”.
وختم فليفل: “أشكر لدار الأيتام الإسلامية على دعوتها لي اليوم، متمنياً لهل النجاح والتوسع في أعمالها الخيرية. فلبنان يتميز بقوة مجتمعه المستمدة من قوة مثل هذه الجمعيات والمؤسسات، وهو مدين في جانب من مناعته وقدرته على تجاوز جميع الصعاب والتحديات التي تواجهه، إلى وجود مؤسسات الرعاية الاجتماعية وغيرها من منظمات المجتمع المدني الإنسانية”.
قبّاني
وألقى قباني كلمة جاء فيها: “لا بد لي ونحن ننظم ثاني إفطار رمضانيفي منشأة ابراهيم الهبري التي تم تدشينها منذ سنة ونصف تقريباً إلا أن أذكر بالخير باني هذه المنشأة الحضارية ، المرحوم ابراهيم الهبري، الرجل الذي أضاء الله وجهه بنور الإيمان والخير، الرجل الهادئ الحليم، الرضي، الوضاء الجبين، الذي أكرمه الله وأغناه، فحدث بما أكرمه الله ونعمه، ذلك الذي يؤثر الصمت على الكلام، ويتحدث بقلبه ومشاعره، ويتحسس بأعماقه سبل الخير والعطاء، فتخرج من بين أصابعه صروح الخير، لا يبتغي من وراء ذلك، إلا رضى الله وخدمة الإنسان، صرح في خلدة الذي تم تشييده فوق هذه التلة المطلة على البحر والمشرقة بالأمل والرجاء وبألوان الحياة، وصرح في الأوزاعي، قرب ذلك الإمام، الإمام الأوزاعي الجليل، الذي وضع، بما آتاه الله من علم وإيمان، ومن فهم لحقيقة الإسلام، بأنه دين الحق والعدل والرحمة والاعتدال والتسامح، دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وضع أول لبنة للعيش المشترك في لبنان، ولروح المحبة والتسامي والتسامح والتصالح والتواصل والإنفتاح والتعالي عن الصغائر والعصبيات التي تكاد تدمر وطننا وميثاق حياتنا الوطنية، إنها الروح التي تعمل بوحيها دار الأيتام الإسلامية، إنها الروح التي تبني عليها صروحها ومؤسساتها”.
وقال: “هي مؤسسات الرعاية الإجتماعية – دار الأيتام الإسلامية، تأسّست على الخير وقامت بنشر رسالة الخير وثقافة الخير، وعملت على تثبيت مفهوم الخير، واستمرت بفضل مجتمعها، وبفضل ثقة مجتمعها ودعم مجتمعها واحتضان مجتمعها، في كل مكان من لبنان، في بث روح الخير وروح المحبة وروح التضامن والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد، والوطن الواحد، ونشطت في كل المدن والقرى والأحياء، وبسطت يدها وفتحت قلبها لكل يتيم وفقير ومعوق، وجابت المناطق مقدمة المساعدة والعون، ما ابتغت من وراء ذلك الا مرضاة الله وخدمة مجتمعها، وما اعتمدت الا على الله في كل أعمالها وعلى محبة الناس الخيرين الطيبين المؤمنين بحق كل طفل وكل محتاج وكل إنسان بأن يعيش حياة كريمة عزيزة، كما أراد الله للإنسان أن يكون وأن يعيش، بقوله تعالى:” ولقد كرمنا بني آدم”، حيث الحق يعلو، والعدالة تسود، والبركة تعم، في علاقات الناس، بعضهم ببعض، لكي يكون أمن وأمان واستقرار وسلام.
ومن هنا، من هذه المنطقة العزيزة، حيث ينابيع الخير تتفجر رحمة وبركة واستبشاراً، حيث الناس، كل الناس يتحلقون حول دار الأيتام الإسلامية، يواكبون أعمالها ونشاطاتها، حيث الإحتضان والمؤازرة والدعم والإقبال، يأخذ منطلقه ومداه، إيماناً منكم، يا أهلنا الكرام في القبة والشويفات وخلدة والناعمة وعرمون وبشامون، وغيرها من البلدات والقرى المحيطة، والذين كنتم عنواناً للخير وعنواناً للعطاء، وعنواناً للكرامة والشهامة، فما من عمل يستحق المؤازرة والدعم الكامل كالعمل من اجل النهوض بالمجتمع وتنمية المجتمع والآخذ بيد اليتيم والفقير والمحتاج، وكل صاحب حاجة، ولقد أثمر إيمانكم وعطاؤكم ودعمكم، نجاحاً وتألقاً لمجمع القبة الذي تفاعل مع هذه المنطقة العزيزة، مع الأهل والمحيط والقرى والبلدات حتى بات هذا المركز جزءاً لا يتجزأ منها، يعمل معها متعاوناً متفاهماً بكل شفافية وأمانة ونزاهة وإخلاص، بحيث تحول فعلاً لا قولاً مركز إنماء حقيقي لهذه المنطقة العزيزة، رعائياً وتربوياً وتعليمياً وصحياً، كما نريده أن يتحول الى منتدى إجتماعي وثقافي جامع، يعزز مفهوم الشأن العام والتضامن الأهلي والإجتماعي والإنساني”.
وختم قباني: “شكراً ألف شكر لأهلنا الكرام في هذه المنطقة العزيزة، شكراً لعائلاتها ومؤسساتها وجمعياتها وبلدياتها ومختارياتها، لكل قرية وبلدة وحي، لإحتضانكم دار الأيتام الإسلامية، كنتم لها ومعها، كما كانت لكم ومعكم، وستبقى بإذن الله. وكل الشكر والتقدير لمديرة مجمع القبة للرعاية والتنمية السيدة هيفاء معطي المتميزة باندفاعها وإخلاصها وتفانيها في العمل من أجل رعاية الأبناء ولخدمة أهلنا وأبنائهم، كما الشكر والتقدير لفريق العمل في هذا المجمع الذي أظهر عن كفاءة عالية وتضحية وحسن أداء في الجهد والعمل، إيماناً منه برسالة الدار ودورها في خدمة أبناء المنطقة وأهلها”.