أقامت دائرة الغرب في الحزب الديمقراطي اللبناني لقاءً حوارياً حول “مستقبل لبنان في ظل المتغيرات الداخلية والخارجية” حاضر فيها الباحث والكاتب السياسي غسّان سعود وعميد المعهد الحزبي في الحزب الديمقراطي اللبناني وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. فيصل مُصلح في الرابطة الثقافية في بيصور.
وحضر اللقاء نائب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني نسيب الجوهري، عضوي المجلس السياسي في الحزب مدير الداخلية لواء جابر ورئيس دائرة الغرب وليد العياش، مفتش عام الحزب محمد ذياب، مدير مكتب المهندسين منصور مصلح ومدير مكتب المعلمين في الحزب سليم مصلح، مدير الإعلام جاد حيدر، المفوض العام لجمعية الكشاف الديمقراطي المهندس نصر صبح، رؤساء دوائر ووحدات حزبية، ممثل حزب الله الحاج محمد الحكيم، منفذ عام الغرب في الحزب السوري القومي الإجتماعي وائل ملاعب، ممثل الحزب الشيوعي رجا ملاعب، رئيس بلدية بيصور نديم ملاعب، رئيس بلدية بيصور السابق وليد ابو حرب، مدير مديرية بيصور في الحزب السوري القومي الإجتماعي كمال العريضي، رئيس الرابطة الثقافية الرياضية طلال ملاعب، الاستاذ امين العريضي، الدكتور سامر العريضي، وحشد من الحزبيين والمناصرين.
مصلح
تحدث د.فيصل مصلح عن الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على الأمن والسلم العالميين وتأثيراتها على الإقتصاد الأوروبي والعالمي كما وتتطرق الى انعكاسات هذه الأزمة على منطقة الشرق الأوسط لاسيما لبنان وسوريا وعن المحاولات الأميركية والإسرائيلية لتقسيم المنطقة الى كيانات واقاليم دينية ومواقف الأمير مجيد ارسلان التاريخية المشرفة التي كانت تتصدى لهذه المشاريع.
كما وتتطرق الى موضوع الملف النووي الإيراني واحتمالية توقيع هذا الإتفاق في وقت قريب وتداعياته على دول الإقليم والدور الجديد لإيران وحلفائها في المنطقة.
سعود
من جهته لخص الكاتب السياسي غسان سعود المعطيات الخارجية والداخلية التي تمر فيها المنطقة معتبراً أن “أحداث كثيرة، أغلبيّتها بعيدة جداً عن الأضواء، تسارعت كثيراً في الأسابيع القليلة الماضية، عشيّة العودة إلى الاتفاق النووي، ومن أبرز الأحداث زيارة أهم المسؤولين الأمنيين الإيرانية إلى العاصمة بيروت ولقاؤه الهادف إلى وضع قيادة حزب الله في أجواء الاتفاق النهائي بين إيران والدول الكبرى، وإعلامها رسمياً بأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني بات تحصيل حاصل، محدّداً لمحاوريه موعداً أوّلياً، رغم الحرص الإيراني التاريخي على عدم ضرب مواعيد. وحين سُئل الضيف الإيراني (الذي أُحيطت زيارته بسرية تامّة) عمّا إذا كانت العودة إلى الاتفاق ستكون مقدّمة لمزيد من التصعيد في المنطقة للحؤول دون نمو النفوذ الإيرانيّ أكثر فأكثر أو العكس، أكد أن أبواب الحوار الإيراني- السعودي تبشّر بالإيجابيات أكثر من السلبيات، وتبدأ من اليمن.
وأضاف سعود، “الحدث الثاني يتمثل بزيارة رئيس أحد الأحزاب اللبنانية الأساسية لدمشق، للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات، للقاء الرئيس السوري بشار الأسد والبحث في تفاصيل لبنانية- سورية وسورية- خليجية، في ظل موقف سوريّ حاسم بعدم إظهار أي ودّ أو تسامح مع من أخطأوا بحقّ أنفسهم وتاريخهم وعلاقتهم مع الدولة السورية في الأيام السورية العصيبة، فيما الحدث الثالث يتمحور “بإنشغال كبير مستشاري الرئيس الأميركي لأمن الطاقة، آموس هوكشتاين، عن الأزمة الروسية- الأوكرانية، بكل ما تمثّله من تهديد جديّ هائل لأمن الطاقة في أوروبا والعالم، ليزور لبنان، حاملاً الموافقة الإسرائيلية على لبنانية “البلوك التاسع”، ومسقطاً من حساباته كل المحاولات السابقة لإلزام لبنان بتطبيع اقتصاديّ- ماليّ مباشر أو غير مباشر”.
وتابع سعود، “من الأحداث المتغيرة أيضا تلزيم الشركة الفرنسية المقرّبة من الرئيس الفرنسي فرنسوا ماكرون عقد إدارة وتشغيل وصيانة محطة الحاويات في مرفأ بيروت، لمدة 10 سنوات، يضاف إليها زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للدوحة للقاء وزير الخارجية القطري، للبحث في ثلاثة ملفات رئيسية”.
وأوضح أن “من المتغيرات أيضا إدعاء المنظمات الإنسانية والاجتماعية الأوروبية أمام القضاء اللبناني على جمعيات لبنانية أساءت الأمانة، ولم تلتزم بالعقود والبرامج والمشاريع وفتح الملفات المالية لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، في ظل الآمال الفرنسية باستبدال الحاكم المقرّب من الأميركيين بحاكم أقرب إلى الفرنسيين”.
وأضاف، “من اللافت أيضا الإنفتاح الفرنسي إلى سؤال أحد محاوريها اللبنانيين الأساسيين عن كيفية فتح قنوات اتصال غير مباشرة مع الدولة السورية، بشأن البدء بإعادة اللاجئين السوريين في لبنان إلى سوريا، والآلية المفترضة لتحقيق ذلك والليونة الفرنسية بإتجاه حزب الله من خلال الإنتقال من تسجيل ملاحظات قاسية بحق حزب الله إلى تسجيل ملاحظات ودية استيعابية”.
وإستكمل سعود موضحاً أن من المتغيرات أيضاً “استكمال إصلاح خط الغاز من الجهة اللبنانية بشكل كامل ليصبح جاهزاً لاستجرار الغاز المصري، وكسر الأمين العام لحزب الله توازن الرعب العسكري والأمني القائم منذ عام 2006، بإعلانه الرسمي عن تصنيع حزب الله المسيّرات والرؤوس الذكية للصواريخ، على نحو يسمح بتحويل كامل ترسانة حزب الله من الصواريخ إلى سلاح نوعيّ يهدّد الكيان الاسرائيليّ، بما لم يتخيّله من قبل”.