أكد رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام تمسكه بمرجعية الدولة في القضايا الامنية، مشدّدا على أن “الحكومة حاسمة في قرارها بسط سلطة القانون على جميع الأراضي اللبنانية من دون تمييز بين منطقة وأخرى أو بين فئة من الللبنانيين وفئة أخرى”.
وكان سلام يتحدث أمام وفد كبير من علماء ورجال الدين من جميع المناطق اللبنانية يتقدمهم رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ مالك جديدة، زاره في دارته في المصيطبه ليعرض معه أموراً تهم المسلمين، ولينقل اليه شكاوى عمّا اعتبره خللا في سير الخطة الامنية وعدم توازن في التعاطي الأمني مع مناطق معينة وفئات معينة من اللبنانيين.
وقد استمع سلام الى أعضاء الوفد وأكد لهم حرص الحكومة على المضيّ في الخطة الامنية كما هو مقرر لها في طرابلس كما في البقاع الشمالي وباقي المناطق اللبنانية، موضحا أنه “لن يقبل بوجود أي خلل في التوازن في تنفيذ الخطة الأمنية وأن التعليمات المعطاة لجميع الاجهزة تشدّد على فرض هيبة الدولة في جميع المناطق، واعلاء سلطة القانون فوق الجميع بلا تمييز واستثناء، لتخليص اللبنانيين من الاوضاع الشاذة ومن سطوة الخارجين على القانون وعبثهم بأمن البلاد والعباد، واذا حصل تقصير أو خطأ في بعض الممارسات فبالامكان معالجته بهدوء وحكمة”.
ورداّ على ما اثاره بعض أعضاء الوفد من اعتراض على توقيف الشيخ حسام الصباغ في طرابلس ، أكد سلام أن “الاجهزة الأمنية لا تميّز في المعاملة بين اللبنانيين ولا تستهدف فريقا منهم دون غيره” وأنها الى جانب الاجهزة القضائية تعمل بموجب القانون “واذا اوقف شخص ثم ثبتت براءته فسيخلي سبيله بالتأكيد، لأن الهدف ليس الاقتصاص من أحد وانما المضي في المسار الأمني والقضائي لتثبيت الاستقرار الامني في طرابلس وتحصينه”.
وشدّد سلام على وجوب تضافر جهود الجميع في تجاوز ما حصل في طرابلس في الساعات الماضية وضرورة العمل على تثبيت الهدوء .
وخاطب اعضاء الوفد، قائلا: “إنني أعول على حكمتكم وبعد نظركم وأدعوكم الى المساعدة في ضبط ردود الفعل المبالغ فيها التي قد تؤتي ضررا أكثر مما تجلب منفعة”.
وأثار عدد من اعضاء الوفد وضع الموقوف الشيخ حسين عطوي الذي اعتقل بعد اطلاق صاروخ من بلدة الماري باتجاه فلسطين المحتلة، فوعدهم سلام باعطاء التعليمات بوجوب تحسين معاملته ومعالجة قضيته بالطريقة المناسبة.
وفي موضوع الافتاء الذي أثاره الوفد، أوضح سلام أنه ورؤساء الوزراء السابقين يبذلون جهودا متواصلة لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلة القائمة، مشددا على أن “موضوع انتخاب مفت جديد للجمهورية هو موضع عناية كبيرة بالنظر الى أهميته وحساسيته، ومازلنا نسعى للوصول الى مخرج لائق وإلاّ فإننا سنكون مضطرين لاتخاذ الاجراءات اللازمة التي تحفظ مقام الإفتاء وتصون وحدة المسلمين السنّة في لبنان”.
وسلّم الوفد سلام مقررات المؤتمر الذي عقدته “هيئة علماء المسلمين” في بيروت اليوم تحت عنوان “العلماء ينتخبون رئيسهم”.
تمام سلام: الخطة الأمنية مستمرة من دون تمييز بين اللبنانيين
0