أرسلان وجنبلاط معاً في إحياء عيد الشهداء في بلدة بيصور

 

أحيا الزعيمان رئيس الحزب الديمقراطي الأمير طلال ارسلان ورئيس جبهة النضال الوطنية النائب وليد جنبلاط عيد الشهداء في بلدة بيصور بحضور  عدد من رجال الدين ووزراء سابقين ونواب حاليين وسابقين وشخصيات عسكرية وقادة أمنيين وفعاليات حزبية اجتماعية وثقافية وإعلامية وحشد كبير من اهالي البلدة والمناطق المجاورة.  بعد النشيد الوطني وقف الحضور  دقيقة صمت على أرواح الشهداء الأبرار ومن ثم القى عريف الحفل الأستاذ وليد ملاعب كلمة ترحيبية وكما كانت كلمة للشيخ نبيل ملاعب  ورئيس اتحاد بلديات الغرب والشحار وليد العريضي حيث اجمعت الكلمات على أهمية هذا اللقاء في ظل الظروف التي تعصف بالمنطقة شاكرين وقوف الزعيمين الى جانب اللبنانيين في كافة الملفات والقضايا الوطنية والإنمائية الاقتصادية والبيئية. أرسلان بعدها القى ارسلان كلمة بالمناسبة فقال:” ليست غريبة عن بيصور وأهلها  بيصور، أهل الشهامة والوفاء… بيصور الغالية… أمّ الشهداء… ومقلع الرجال… بيصور التضحية والإقدام… والمروءة”. وقال:”كلنا أهلٌ، معاً نحملُ الدّمَ والهمْ، ومعاً في الوقت نفسه نحملُ الأمل بالحياة ولا نرضى بغيرهاحرّة كريمة.إنّ همومنا اليوم كثيرة… وهي همومٌ وجودية… فنيران الفتنْ، والتكفيرْ، والمؤامرات الإستعمارية بدأت تلتهمُ… ما يمكنها أن تلتهم من الأرض اللبنانية… والنسيج الإجتماعي اللبناني… ويغزّي هذه النيران تراكم الأخطاء الداخلية… والوقائع لم تعُد مجهولة على أحد…” وأضاف:” إنّ الوطنَ اللبناني هو اليوم في خطر شديدْ… في خطر داهم كما المنطقة العربية بأسرها،وأمام هذه الأخطار… لا مجالَ للتردّد… ولا مجالَ لإضاعة الوقت بالسخافات السياسية، والطوائفية، والأنانيات القاتلة…لذا نجدْ أنّ أيّ أداء سياسي يجب أن يأخذ في الإعتبار هذه الحقيقة الخطرة… فيتمّ صياغة الموقف السياسي بما يخدم حماية الوطنْ اللبناني أولا وأخيرا…” وتابع ” نحن لا نخطئ البوصلة على الصعيد الوطني… فنضحّي أحياناً كثيرة بحقوقنا المباشرة… كموحدينَ مؤسسينَ للكيان اللبناني… نضحّي خدمة للسلم الأهلي بين اللبنانيين… ولتثبيت الإستقرار السياسي الذي من دونه ينهارُ الإقتصاد… لذا لا نشعرُ بأيّ إحراج في أن نطلب من باقي مكوّنات المجتمع اللبناني أن يتنازلوا أحياناً عن بعض مطالبهم… أو عمّا يعتبرونهُ حقوقا منزلة لهم… دونِ سواهم… ولأننا نحنُ نتصرّف كلبنانيين أولاً، فإننا نسارعُ إلى توحيد مواقفنا وتجاوز بعض تمايُزاتنا كلما شعرنا بخطر داهم يتهدد الوطن”. إنّ أبرز نتاج حسّي لهذا المفهوم السياسي الوطني تعرّف إليه اللبنانيون في الموقف الوطني الذي صار معروفاً بروحيّة 11 أيّار… وقد أطلقناها معاً… بالتكافُل، والتضامُن، والتماسُك الشامل والمطلق مع أخي الزعيم وليد بك… هذه الروحيّة هي تجسيدٌ لتقليد عريق له من العمر مئات السنين… بفضله تمكّن الأسلافُ الصالحون من أن يحوّلوا جبلنا الشامخ إلى درع من فولاذ… لا يقوى عليه الفاتحون ولا الغزاة… ولا يقوى عليه المتهوّرون والمغامرون…والتاريخ حافلٌ بالدروس على هذا الصعيد..” وأكد أن اللقاء اليوم، حلقة متينة في هذا النهج الوطني… الحضاري… المنفتح الذي جعلَ بني معروف مضربَ مثل في الوطنية، والتعقل، وبُعد النظر السياسي… هذه أمورٌ لا مِزاح فيها…” وقال:” حبذا لو يقتدي البعضُ في لبنان بهذا النهج الذي نعتمدُهُ نحن…إذ يُصبحُ بالإمكان تجاوُز معظم الأزمات القائمة على صعيد الدولة ومؤسساتها… كما يُصبح بالإمكان تنشيط دورة الحياة والعمران، وسد الثغرات التي منها تنفذ المؤامرات إلى الداخل اللبناني باختصار، مطلوبٌ من باقي مكونات الحياة العامة في لبنان أن يتبنوا في أدائهم روحيّة 11 أيّار، وربّما أدّى ذلك إلى حلّ أزمة رئاسة الجمهورية على سبيل المثال وليس الحصر، إنّ وحدة كلمتنا في الجبل وفي وادي التيْم المباركة حيث باركَ اللهُ عزَّ  وجلْ لبنان وكرّمَ جميعَ بنيه من خلال دعوة التوحيدإنّ وحدة الكلمة ستستمرّ بإذن الله عزّ وجلْ وبدُعائكم يا مشايخَنا الأبرار، يا أوتادَ الأرض وأطهارها، تماماً كما هي مستمرة في جبل العرب، جبل سلطان باشا الأطرش، الجبلُ الشامخ الذي تحطمت على صخوره البركانيّة مظالم المستعمرين، ومطامع المستبدين الجبلُ الصامدُ اليوم في وجه الموجة التكفيريّة الكريهة،  ولا ننسى أبداً وحدة موقف أهلنا الموحدين في الجولان السوري المحتل… الصامدينْ، الصابرينْ، المقاومينَ في وجه الإحتلال الإسرائيلي… وأمس كان لهم الإطلالة البهيّة، إطلالة الأحرار، إطلالة الفرسان، ولو كانت المناسبة حزينة… في مأتم الأخ العزيز الشاعر الكبير… والرمز القومي العربي سميح القاسم… الذي نحييه ونحيي صمودَهُ المقاوم ضدّ الإحتلال الصهيوني لفلسطين… ونَشدُّ على سواعد أهلنا الصامدين الأبطال في فلسطين… الرافضينَ للخدمة الإجبارية في جيش العدو… والذين يؤدّون مهمات جليلة ومشهودٌ لها في توحيد الصف الفلسطيني على امتداد الجليل وكافة الأراضي الفلسطينية… في هذا اليوم المبارك… الذي نستذكرُ فيه، من مقلع الرجولة.. بيصور… نستذكرُ شهداءنا الأبرار… ولا نفرّقُ بين أحد منهُم… ونحنُ لهم أوفياءٌ مُخلصون…  وختم قائلاً:”من هنا، نؤكّد تعميق جذور وحدة موقفنا… وتمسّكنا المطلق بوحدة لبنان… فلا نَسمحُ أبدا بأيّ مساس بوحدة لبنان… وبأي تطاول عليه، ونؤكّد على تمسّكنا الكامل… بجيشنا اللبناني الحبيب… الجيشُ الباسل… المقدام، فنحيّي شهداءَهُ… شهداء كلّ لبنان… ونُصرّ على تسليحه ليتمكّنْ من الإستمرار في أداء دوره في حماية السلم الأهلي، والدفاع عن لبناننا المفدّى…”. جنبلاط  من جهته أكد جنبلاط على أهمية اللقاء فقال:”نحتشد اليوم في هذا المهرجان الكبير في يوم الشهداء، شهداء بيصور ويوم شهداء الحركة الوطنية اللبنانية، المقاومة الوطنية الإسلامية وحركة امل .. كل الذين سقطوا من اجل مواجهة اسرائيل وحماية عروية لبنان وفتح طريق الجبل الى بيروت والجنوب مروراً بالإقليم وصيدا. انه يوم كبير وتحية لجميع الشهداء دون استثناء الذين ضحّوا ، ومن هذا المعبر حرروا الجنوب عام 2000 دون قيد أوشرط”. واضاف:” نلتقي اليوم ضمن هذا التنوع السياسي وليس الطائفي او المذهبي .. وهذا التنوع هو غنى لبنان والأمة وعلينا الحفاظ على هذا التنوع وهذا الغنى وننطلق من خلاله من اجل دعم مسيرة الإستقرار ومحاربة التكفيرين خاصة في منطقة عرسال، إذ نحيي الجيش اللبناني وشهداء قوى الامن الداخلي وأهنئهم على هذا التنسيق الداخلي الذي استطاع ان يحبط مؤامرات كبيرة من تفجيرات متعددة ومتنوعة.”. وختم بالقول:”  نحن في بداية الطريق الطويل في محاربة هذا المشهد التكفيري الوحش المهجر للتنوع بكل اشكاله ليس فقط للمسيحيين، بل هناك الأيزيدين الذي اضطهدوا وذُبحوا بعشرات الالاف. هذا التنوع الذي  عرفه العصر العباسي والأموي وغيرهم من حضارات يُمحى على يد التكفيرين. وحدها مثل هذا اللقاءات تحمي هذا التنوع وتزيد اللُحمة بين المواطنين”.   ومن ثم قدمت بلدة بيصور دروع تقديرية لكل من ارسلان وجنبلاط ثم دُعي الجميع الى مأدبة الغداء في القاعة الشرقية.