وفي زمن الشغور، يبقى الانتظار سيد الموقف

 

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والتسعين على التوالي.
وفي زمن الشغور، يبقى الانتظار سيد الموقف.
انتظار لانعكاسات الحوار السعودي – الإيراني على مساري الاستحقاق الرئاسي وإستراتيجية مواجهة الإرهاب. وانتظار لنتائج الوساطات الرامية الى إطلاق سراح المخطوفين العسكريين. وانتظار لترجمة العواطف حيال الجيش الى أفعال وهبات المليارات الى سلاح. وانتظار لإقرار سلسلة الرتب والرواتب. وانتظار لفتح ابواب مجلس النواب… واللائحة تطول.
وسعياً الى «التحايل» على الوقت الضائع، زار الرئيس تمام سلام، أمس، الرئيس نبيه بري في عين التينة، وبحث معه في كيفية تحريك الاستحقاق الرئاسي وفي ملف المخطوفين العسكريين، وغيرهما من القضايا، فيما نقل النواب عن بري أمله، خلال «لقاء الأربعاء»، «أن تتوافر الظروف أكثر لمواجهة خطر الإرهاب، ومنها بوادر الحوار أو التقارب بين السعودية وإيران الذي يعتبر عنصراً مهماً في بلورة وتحسين هذه الظروف».
وقال سلام لـ«السفير» إن لقاءه مع بري تناول المساعي الجارية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، موضحاً أن «لا جديد في هذا الملف لكن المساعي مستمرة داخلياً من خلال ما نقوم به والرئيس بري والنائب وليد جنبلاط، وخارجياً عبر الدول الصديقة والحريصة على لبنان».
وعما إذا كان سيتم تكليف اللواء عباس ابراهيم رسمياً في جلسة مجلس الوزراء اليوم بالتفاوض لإطلاق سراح العسكريين المخطوفين، قال سلام: نحن نتعامل مع الموضوع بكل جدّية وحرص ومسؤولية، ولكن بسرية تامة، لان الموضوع دقيق وحساس، ولا يتعلق بتكليف شخص أو جهة، إذ ان كل الدولة وكل الحكومة تعمل في هذا المجال، ومن يستطيع الوصول الى نتيجة مرحّب به، فالعسكريون هم من كل الوطن ولكل الوطن، وواجب كل من هو قادر على المساهمة أن يساهم.
وعن زيارته الى نيويورك في 23 ايلول المقبل لتمثيل لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة، أشار سلام الى أنه سيثير مع المجتمع الدولي كل القضايا المتعلّقة بأوضاع لبنان والمنطقة، «ومندوبنا في الأمم المتحدة السفير نواف سلام لا يزال يحضّر برنامج الزيارة التي ستكون مختصرة، وكذلك الوفد المرافق فيها سيكون محدوداً من باب عصر النفقات».
وعلى وقع الاعتداءات التي يتعرض لها المسيحيون في سوريا والعراق، عقد بطاركة الشرق اجتماعا في بكركي، أمس، بحضور سفراء الدول الكبرى وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وبدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، وأطلقوا صرخة لحماية الوجود المسيحي.

ومن المقرر ان يتوجه وفد من البطاركة اليوم الى روما لوضع بابا الفاتيكان في جو التهديد الذي يطال الوجود المسيحي في الشرق.
وخلال الاجتماع، اكد الراعي انه ليس لديه اي مرشح معين لرئاسة الجمهورية، وأنه لا يزكي احداً ولا يقصي احداً، ودعا «النواب الى دخول المجلس النيابي وانتخاب الرئيس انطلاقاً ممن يعتبرونه الأقوى».
وشدد بطاركة الشرق الكاثوليك على «وجوب وضع حد للتنظيمات الأصولية والإرهابية، اذ لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى صامتاً أمام وجود «داعش»، ويجب تجريم الاعتداء على المسيحيين وممتلكاتهم»، لافتين الانتباه الى أن «الأسرة الدولية مسؤولة ايضا عن تنامي «داعش» والحركات التكفيرية، ويجب الضغط على ممولي هذه التنظيمات لقطع مصادر الإرهاب».
ونبّهوا الى أن الوجود المسيحي في الكثير من الدول مهدد، وبشكل خاص في مصر وسوريا والعراق، «حيث يتعرض المسيحيون لأعمال بشعة تدفعهم إلى الهجرة». وأكدوا ان انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان واجب قبل اتخاذ أي قرار في شأن الاستحقاق النيابي.