بعد مطمري النفايات في الناعمة وصيدا، جاء دور شكا… تلك المدينة التي لا زالت حتى اليوم بمنأى عن المطامر الشبيهة بتلك الموجودة في المدينتين المذكورتين. ولكن في الخطة الجديدة لمعالجة النفايات التي وضعت على جدول أعمال مجلس الوزراء لم تغب شكا واعطيت حصة كبيرة قد تتسبب بأضرار جمة عليها!
ان مشروع إنشاء مطمرين صحيّين “للعوادم” في شكا، هو بند مطروح في خطة معالجة النفايات، وسيكون مستقبلاً مشروع إعتصامات لأهالي تلك المنطقة كما يحدث في الناعمة اليوم. ففي البند الثالث وتحديداً في الباب الثاني منه تشديد على اجراء مناقصة بانشاء أربعة معامل لمعالجة النفايات الناتجة عن بيروت وجبل لبنان ولبنان الشمالي على ان تكون سعة كل معمل حوالي ألف طنّ يوميا في المناطق التالية: حدود قضاءي المتن وبعبدا، منطقة الجنيا الفوار في زغرتا بالاضافة الى مطمرين صحيين للعوادم في منطقة شكا البترون.
من موقع النشرة
كما تناولت الخطة وفي البند الثالث الباب السادس، مسألة تأمين مطمر صحي جديد بعد إقفال مطمر الناعمة في 17-01-2015. وهنا تعتبر مصادر مطلعة عبر “النشرة” أن “إنشاء المطامر في شكا قد تكون البديل عن مطمر الناعمة بعد إقفاله وستكون حالتها شبيه بتلك الموجودة في الناعمة بعد وقت لأنه حتى ولو كانت “للعوادم” فقط ففي النهاية سترمى فيها النفايات وستتجمع لتشكل كارثة بعد وقت”، وتسأل المصادر “هل سيقبل الأفرقاء السياسيون لا سيّما المعنيون بمدينة البترون بإنشاء مطمر في منطقتهم حتى لو كان للعوادم؟”
إنّ بند إنشاء مطمر صحي في شكا لم يعجب وزيري الاتصالات بطرس حرب والخارجية جبران باسيل، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة “النشرة”، لافتةً الى أن “وزير الدفاع سمير مقبل رئيس اللجنة الوزارية المكلفة في البحث مع مجموعة “افيردا” ومع شركتي “لافاجيت” و”باتكو” في المرحلة الانتقالية المتعلقة بالخطة الشاملة للنفايات الصلبة رفع تقريراً الى مجلس الوزراء تضمن بنودا عدة يحمل توقيعه دون بقية الوزراء”، ومشيرة الى أن “وزير الاتصالات بطرس حرب إعترض على بند المطامر في شكا”، رافضاً أن “ترمى النفايات في منطقته”، وهذا ما أكده حرب لـ”النشرة”، مشيرا الى أن “خطة النفايات لن تمر وهي تتضمن هذا البند”.
أما وزير الخارجية جبران باسيل، وبحسب مصادر وزارية مطلعة “فقارب المسألة بطريقة علميّة”، معتبراً أن “الخطة غير مفهومة بالنسبة له ولفريقه السياسي وطالب وزير البيئة محمد المشنوق بخطة أخرى واضحة تحمل أرقاماً دقيقة”. ولفتت الى أنه “وبعد كلّ هذا الجدل تم التوصل الى الاتفاق على حذف مطمر شكا من المشروع، دون أن يُحْذَفَ ورقياً، من هنا طالب باسيل بأن تكون العملية واضحة ليصار الى إعادة دراستها”.
في المحصلة قد ينجح السباق السياسي في تجنيب مدينة شكا كارثة بيئية كبيرة قد تكون بغنى عنها في المرحلة المقبلة!