زار رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني خلال زيارته الى موسكو معهد الدراسات المشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية والتقى مديره البروفسور فيتالي ناومكين وهو أيضاً كبير المفاوضين في ملف المفاوضات السورية-السورية والمساهم في وضع الإستراتيجيات الأساسية للرؤية الروسية في العديد من ملفات الشرق الأوسط. وقد حضر اللقاء بالإضافة الى الوفد المرافق لأرسلان مجموعة من السفراء الإستشاريين في المعهد أمثال السفير بن يمين بوبوف- السفير السابق للعلاقات الروسية ومنظمة العمل الإسلامي، السفير اندريه فدوفين – الرئيس الأسبق لدائرة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية، البروفسور بوريس دولغوف – الخبير في الحركات الإسلامية المتطرفة، البروفسور فاسيلي كوزنيتسوف – الخبير في العلاقات الخارجية الروسية والبروفسور نيكولاي سوكوف – الخبير في شؤون شمالي إفريقيا.
وقد تم البحث خلال اللقاء بالرؤية الإستراتيجية الروسية لأزمة المشرق العربي وبالأخص في سوريا، والسبل الآيلة الى الحد من نشاط الإرهاب التكفيري الذي يهدد المنطقة بوجودها وبوحدتها. وركز الطرفان على أهمية الحفاظ على التنوع من خلال الحفاظ على الحوار بين مكونات المجتمعات الدينية والإثنية والقومية والحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي للشعوب المشرقية وحمايتها من التهجير وحثها على التمسك بأرضها، وتهجير المسيحيين من العراق خير دليل على توجهات المخطط التقسيمي. وإعتبر المتحاورون أن غياب الرؤية العربية الموحدة للقضايا المركزية، وأهمها قضية فلسطين وقضية مكافحة الإرهاب وفساد بعض الأنظمة العربية، هي السبب الأساسي للتشرذم العربي. ووضع البروفسور ناومكين المجتمعين بأجواء المفاوضات السورية- السورية التي إستضافتها موسكو منذ أيام والمعوقات التي حالت دون تقدمها وإقتصارها على خطة عمل متواضعة قد تصلح مستقبلاً لبداية مقبولة معتبراً أن موسكو كانت وستبقى أكثر الأماكن المؤهلة لرعاية هذه المفاوضات نظراً لحرصها على الحل السياسي من ضمن وحدة سوريا في أرضها ومؤسساتها. كما طرح أرسلان رؤية الحزب الديمقراطي اللبناني للوضع في سوريا ولبنان وخاصة الجزء المتعلق بالمناطق التي يتواجد فيها الموحدون الدروز وأهمية فهم المخاطر التي قد يتعرضون لها وإنعكاس هذه المخاطر على المنطقة برمتها. كما جرى التطرق الى الوضع في لبنان وضرورة السعي لتجاوز مفاعيل الأزمة السورية من خلال الحوار الوطني وتقديم المصلحة الوطنية على الأجندات الخارجية.
من ناحية أخرى، شارك ارسلان في إفتتاح معرض الروس في لبنان بمناسبة مرور 70 سنة على العلاقات الدبلوماسية اللبنانية-الروسية، كما شارك في ذكرى الفصح التي نظمتها الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية. وفي كلمة له في الجمعية شدد أرسلان على أن المسيحيّة، التي تُعتبر من أعظم النتاج الحضاري لبلادنا العريقة، شكّلت عبر التاريخ أوّلَ جسرٍ إنسانيٍّ حضاريٍّ ثقافيٍّ بين أمتنا وروسيا المقدّسة.
وتابع: “إنّ بلادَنا قد أنعمَ الله عليها بما يُمكن تسميتُهُ “لاهوتاً قومياً” مكوّناً من المسيحيّةِ والإسلام وهما الرسالتان السماويتان المتكاملتان، وأجَلُّ وأعظمُ وأعلى من أن تكونانِ مادة من مواد السياسة والحروبْ كما يَفعلُ بهما الجهلُ في زماننا الحاضر وقبلَ ذلك عبرَ حقباتٍ مريرةٍ من التاريخ”.