الشمال: الحذر واجب

كتبت جريدة السفير:

تتخذ بلديات الشمال إجراءات أمنية مشددة كما حصل في الصيف الماضي عقب تفجيري جامعي التقوى والسلام في طرابلس
يدرك أبناء الشمال أن الخطة الأمنية التي بدأت من طرابلس وعبرها إلى سائر المناطق، ما هي إلا نتيجة تسوية سياسية أفضت إلى الاتفاق على إعادة الهدوء إلى المدينة. ويدركون أيضاً أن عودة مسلسل التفجيرات بعد تطورات العراق وما رافق ذلك من توقيفات لبعض الأشخاص والشبكات في الشمال، مؤشر لا يبعث على الطمأنينة والاسترخاء، انطلاقاً من قناعة بأن المستهدف ليس فصيلاً معيناً في لبنان، خصوصا بعد الاعترافات التي سربت عن بعض الموقوفين عن نيتهم استهداف أحد ضباط الأمن في طرابلس.

 

طرابلس – عمر إبراهيم
تزداد المخاوف في طرابلس ، خصوصاً أن بعض الموقوفين والمتورطين المفترضين بالتفجيرات والتحضير لأعمال أمنية هم من محافظة الشمال، خصوصاً بعد المعلومات التي أكدت أن من زود الانتحاريين بالأحزمة الناسفة في فندق «دي روي» هو منذر الحسن من منطقة المنكوبين عند المدخل الشمالي للمدينة، وأن المجموعة التي قُبض عليها بتهمة التحضير لاغتيال أحد ضباط الأمن هي من بلدة القلمون عند المدخل الجنوبي لطرابلس، وبالتالي فإن التطورات التي طرأت على الاستراتيجية الأمنية لهذه المجموعات وتوسيع رقعة استهدافاتها لتشمل القوى الأمنية وربما غيرها، أدت إلى تفاقم تلك المخاوف.
وتترجم هذه المخاوف في طرابلس التي عادت إليها التدابير الخاصة، إن كان من قبل القوى الأمنية حول مراكزها او في محيط المساجد والمؤسسات التجارية والمصارف والمقاهي.

لا شك في أن أبناء طرابلس الذين اعتادوا في شهر رمضان على السهر في المقاهي وفتح الأسواق نهاراً وليلاً واقامة مآدب الافطار في المطاعم، وما يرافق ذلك من ازدحام في الشوارع، فضلاً عن الإقبال الكثيف على المساجد خلال صلاة العشاء والتراويح، لا يبدو أن الأمر سيكون سهلاً عليهم هذا العام، على الرغم من التدابير التي بدأت تتخذ.

ويمكن القول إن غالبية التجار واصحاب تلك المرافق في المدينة بدأوا يعدون العدة لإقامة تدابير خاصة، وبعضهم باشر بها من خلال وضع عوائق امام محاله ومنع توقيف السيارات، وكذلك الحال حول المراكز الأمنية.

ويحضر الهاجس الأمني هذا العام على مأدبة الصائمين، وهو ما ينذر بانعكاسات سلبية على الحركة في المدينة، حيث أكد عدد من التجار أنهم سيعتمدون مبدأ «نصف عاقل ونصف مجنون»، أي أنهم لن يكثروا من البضائع ولكنهم لن يتوقفوا عن العمل.
ويشير أحد المواطنين إلى «أننا نعيش اليوم اخطر مرحلة، هي مرحلة لا سلم ولا حرب، ولا نعرف في أي لحظة وتحت أي شعار ممكن أن يعود كل شيء إلى نقطة الصفر. فالمؤشرات وما يقال اليوم، هو ان الوضع لا يطمئن، وهذا الامر يجعلنا خائفين من حصول أي تفجير».

زغرتا – حسناء سعادة
يرخي الهم الأمني بثقله على قرى قضاء زغرتا وبلداتها ، لاسيما الساحلية منها. فالحذر واجب، ومن هذا المنطلق كانت الإجراءات الأمنية المكثفة في محيط سراي زغرتا.

وبعيداً من محيط السراي تراوح الاهتمامات والحذر الأمني بين الاطمئنان والمراقبة الدقيقة بنسب تتفاوت بين شارع وآخر وبلدة وأخرى على قدر ما تسمح الظروف والأوقات، وفق بدوي سابا. ويعتبر أن الوقاية أفضل والإرهاب لا دين له ولا طائفة، كاشفاً عن أن الأهالي حذرون أمام أي سيارة مشبوهة لا سيما في الشوارع الرئيسية وحيث التجمعات السكنية وأن الاجهزة الأمنية تلبي بسرعة عند الشك أو الاشتباه في أمر معين.

وتسجل كاميرات المراقبة التي زرعتها البلدية في الشارع الأساسي وأمام الكنائس كل شاردة وواردة، ليس خوفا من التفجيرات فحسب، بل لمنع حدوث سرقات أو اعتداءات.

وقد تحوّل المواطنون في اهدن، البلدة الجبلية السياحية، إلى شرطة بلباقة وتهذيب، وأي وافد تراقبه العيون المنتشرة على الميدان وفي المغتربين وأمام المقاهي المنتشرة على طول شوارع عروسة المصايف. وما يسهل المراقبة هو معرفة الأهالي بعضهم البعض ومعرفة المصطافين.

البترون – لمياء شديد
عاد هاجس الخوف يخيم على البترون  في ظل عودة موجة التفجيرات والعمليات الانتحارية. فبعد المسافات التي تفصل بين المناطق المستهدفة بالتفجيرات والبترون لا يعني أن الأجواء طبيعية ولا يشوبها قلق أو خوف.

التريث في اتخاذ أي قرار والقيام بأي خطوة أو نشاط هو سيد الموقف، والتدابير الاحترازية تنشط لدى الجهات المختصة. فمنذ فترة بدأت السلطات المحلية من قائمقام ومجالس بلدية ومخاتير إحصاء عدد الغرباء الذي يدخلون المدن والقرى والبلدات وبإعداد اللوائح بأسماء المقيمين ومراقبة تحركاتهم وتنظيم أوقات تجولهم ومنعه خلال ساعات الليل ورفعت لافتات على الطرق العامة للإبلاغ عن هذا القرار.

وقد ضاعف الانفجار الذي وقع في الطيونة وما تبعها من أحداث أمنية، القلق والخوف لدى المواطنين البترونيين، لا لجهة حصول تفجيرات في المناطق الآمنة فحسب، ولكن التخوف من بعض الاشكالات التي قد تحصل بهدف زعزعة الأمن في المناطق. ما دفع الأهالي إلى اتخاذ تدابير احتياطية بالنسبة لتحركات أولادهم وعدم السماح لهم بالخروج في الليل وارتياد المقاهي.