لفت الأمين العام للقاء الارثوذكسي النائب السابق مروان ابوفاضل إلى أن “الأرثوذكسيّة هي حركة وجود ساطع، وإباء لامع، وانفتاح جامع، لا تتقوقع على ذاتها، ولا تطلب شيئا لنفسها بمعزل عن الاخرين، مثلما ترفض تجاهلهم لتراثها وموجودتيها ونضالهاالمستمد من هويتهاالعربية والمشرقية”.
و خلال تكريم المطران اسبيريدون خوري، شدد على أن “الأرثوذكسية ممدودة فوق هضاب المشرق وسهوله ووديانه وساحله، فلا يمكن لهذا المشرق أن يكون بلا كينونتنا، أو يصير بلا صيرورتنا، أو يتكون بلا رؤيتنا فحذارالمس بوجودنا. نحن جزءأساسي من هذاالوجود، نحن قوم حملنا مشعل القدس الشريف بوجه الحركة الصهيونية ولانزال، لأن القدس قدسنا، ونرفض مع الإخوةالأرثوذكس الفلسطينيين العرب حركة البيع المتمادية للأوقاف من قبل بطريرك القدس”.
واستنكر “اعتداء بطريرك القدس بمسعى صهيوني على الكنيسة الإنطاكية في قطر”، وطالب العالم الأرثوذكسي استعادتها ضمن دائرةالكرسي الأنطاكي المقدس”.
وأشار إلى أننا “اليوم نحمل لواء المواجهة في لبنان وسوريا في وجه القوى التكفيرية العاملة على تمزيق بنياننا، وتشتيتنا، والتي بالأمس طال إرهابها وإجرامها حاجزا أمنيا في ضهرالبيدر، حاصدة القتلى والجرحى من قوى الامن، ومن المواطنين الأبرياء، وهي عينها التي ومنذ سنة ونيف خطفت مطرانين لنا تفرد اللقاءالأرثوذكسي إلى جانب الإخوة في الرابطة السريانية، بإحياء هذه الذكرى الأليمة، كانت علامتها الفارقة حضورا شعبيًا حاشدا ومتضامنا مقابل احتجاب صامت وغيرمبرر للاكليروس”.
وقال: “نحمل لواء المواجهة مع تلك القوى لأننا مؤمنون باللحمة المسيحية- الإسلامية التي من شأنها ترسيخ المواطنة العربية ترسيخا متينا. فلذلك كان وقوفنا في وجه مشروعها في معلولا وصيدنايا ووادي النصارى”.
وشدد على أن “مايهمنا في لبنان، وفي ظل تلك الظروف الدقيقة، أن نعيد الاعتبار إلى عمق الثقافة الميثاقية إنطلاقا من قراءتنا لمفهوم النظام السياسي”، مشيرا الى ان اللقاء طالب “بالمناصفة الفعلية ممرا إلزاميا لإلغاء الطائفية السياسية، من خلال الأسباب الموجبة لمشروعها الانتخابي، والتي أضحت اليوم مشروع قانون على جدول أعمال المجلس النيابي”.
وأكد ضرورة “إبطال الشغور في موقع الرئاسة الاولى، إذ لا يمكننا كمسيحيين ولبنانيين، أن نبقى أسرى هذا الفراغ بانتظار بلوغنا تسوية يقودها الآخرون على حسابنا، نحن المتشوقين لرئيس قادر يمثلنا في تطلعاتنا وآمالنا، ويبطل مبدأ التهميش الحارق لنا”.
وعن إنعقاد مؤتمر الوحدة الأنطاكية في البلمند، طالب أبو فاضل المؤتمرين بـ”التعبير عن حقيقتنا الثابتة بالمعنى السياسي والبنيوي، والخلوص إلى وثيقة جدية تتلاقى وهواجسنا جميعا، في خضم المتغيرات العاصفة في المنطقة، وتواكب طموحنا مؤكدة مشاركة المؤمنين في العمل الرعائي الكنسي والمؤسساتي والتربوي بعيدا عن أي انعزال، أو انغلاق، بعيدا عن التمييز بين الغني والفقير، إذ إن لكل أرثوذكسي الحق في التعلم والطبابة والرعاية في رحاب مؤسساته بلا منة من أحد”.
وفي الختام، تحدث المتروبوليت اسبيريدون خوري شاكرا “للقاء تكريمه، داعيا الجميع الى “الصلاة من أجل السلام في العالم، وفي الشرق الأوسط الذي يتمزق جراء الحروب والتهجير المتعمد، بخاصة لمسيحييه، والصلاة للبنان الذي يفتقد الى الأرثوذكسية، أعني الاستقامة، في التعاطي مع كل الأمور والملفات العالقة، وربما أهمهما انتخاب رئيس للجمهورية يملأ الفراغ، الذي ساد كل المؤسسات لأنه ببساطة نابع عن فراغ قلوب اللبنانيين من المحبة”.
وكان اللقاء أحيا ذكرى مؤرخ الكنيسة الإنطاكية الدكتور أسد رستم في فندق أوتيل السنترال ضهور الشوير، خلال “يوم أرثوذكسي ” دعا اليه اللقاء.