حطّم المجاهد خضر عدنان موسى (37 عاماً) القيادي في “حركة الجهاد الإسلامي” عنجهية وجبروت الاحتلال الإسرائيلي، بأنْ أجبره مجدّداً على الانصياع إلى تحقيق مطالبه بالإفراج عنه، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري التعسّفي بحقه.
فقد عانق الشيخ خضر الحرية أمس (الأحد)، بعدما أفرجت عنه سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الصباح الأولى تنفيذاً للاتفاق الذي انتزعه من سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 28 حزيران 2015، بأنْ يتم الإفراج عنه كما طلب قبل ليلة القدر ليُحييها في الحرية، مقابل وقف إضرابه عن الطعام الذي استمر 55 يوماً.
ووصل صباحاً إلى مسقط رأسه بلدة عرابة – قضاء جنبن في الضفة الغربية، عند الساعة السادسة فجراً، وكان وصوله قبل بزوغ النور، حيث هدف الاحتلال للحؤول دون تنظيم استقبال له، وهو ما لم يتم، حيث كان أبناء بلدته وأهالي جنين في استقباله، بمشاركة زوجته رندة موسى وأولادهما الـ 6 وأفراد العائلة.
وجاء إطلاق سراح الشيخ خضر جاء بسرية مُطلَقة من قِبل قوّات الاحتلال الإسرائيلي، حيث إنّ عائلته نفسه لم تكن تعرف بساعة إطلاق سراحه، وكان مدير “الارتباط الفلسطيني” في جنين وطوباس المقدّم مجاهد أبو دية، قد تسلّم الشيخ خضر عدنان، حيث رفض الأخير إجراء أي مقابلة مع الصحافيين أو الإدلاء بأي تصريحات صحفية، فسّرها مراقبون بأنّها “جاءت ضمن صفقة إطلاق سراحه”، حيث يُمنع من الإدلاء بأي تصريحات في الساعات الأولى من إطلاق سراحه.
بدورها، أوضحت عائلة الأسير عدنان أنّ سلطات الاحتلال أفرجت عنه فجراً، بعدما تلقّت زوجة الأسير اتصالاً منه يخبرها بأنّه قد تم الإفراج عنه، والتي أشارت إلى أنّه كان من المقرّر أنْ يُفرج عنه خلال ساعات النهار، إلا أنّ سلطات الاحتلال، وفي خطوة غير متوقعة، أفرجت عنه فجراً.
وفي أوّل كلمة له أمام وسائل الإعلام عقب الإفراج عنه، قال: إنّ “إسرائيل” أخطأت باعتقاله في المرّتين الأولى والأخيرة، وأخطأت بإفراجها عنه في موعدٍ غير عادي وفي ساعة مُبكِرة، ظناً منها أنّها ستقضم فرحة شعبنا الفلسطيني بالإفراج عنه.
وتابع الشيخ خضر قائلاً: “هذا جبن من الاحتلال، الذي يخاف من فرحة شعبنا، وسترى “إسرائيل” فشلها الليلة، وسترى الجماهير المتدفّقة من مختلف أرجاء فلسطين المحتلة”.
ونظم مساء أمس، حفلاً أسمته “مهرجان الانتصار” احتفاءً بالإفراج عنه تخلّله إفطار جماعي أمام منزل عائلته.
والشيخ خضر عدنان موسى “أبو عبد الرحمن” من مواليد بلدة عرابة – قضاء جنين، بتاريخ 24 آذار 1978، ومتأهّل من رندة موسى ولهما 6 أولاد، ومعاناته مع الاحتلال ليست جديدة، فقد أصبح نزيل سجون الاحتلال باعتقال فاق العشر مرّات، وأصبح “مفجّر ثورة الأمعاء الخاوية” بعدما انتهج سياسة الإضراب المفتوح عن الطعام رفضاً للاعتقال الإداري للمرّة الثالثة، حيث نجح في كل منها بإلزام الاحتلال بالانصياع وتنفيذ مطالبه، بالإفراج عنه بعدما يكون قد اعتُقِلَ إدارياً بشكل تعسّفي، وهو ما يسجّل في خانة نضال الأسرى في سجون الاحتلال البالغ عددهم 5750 أسيراً وأسيرة بينهم 401 معتقل إداريين (بينهم 6 أعضاء في المجلس التشريعي).
وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت المناضل الشيخ خضر بتاريخ 8 تموز 2014 بعد ساعات قليلة على إطلاق عدوانها على قطاع غزّة، وجرى تحويله إلى اعتقال إداري.
وقد خاض إضراباً تحذيرياً عن الطعام لمدّة أسبوع لدى تجديد اعتقاله الإداري للمرّة الثانية في كانون الثاني 2015، وأعلن عن أنّه سيدخل إضراباً مفتوحاً عن الطعام في حال تم تجديد اعتقاله للمرّة الثالثة، وهو ما تم فعلاً بتاريخ 5 أيار 2015، حيث أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسّفي.
ورفض المجاهد خضر فك إضرابه على الرغم من الإغراءات والتهديدات، لأنّه كان مُصرّاً على أنْ يكسر عنجهية الاحتلال الذي أصبح يمارس ضدّه سياسة الاعتقال الإداري وحجز حريته بين الحين والآخر.
وقد نقل الأسير خضر إلى “مستشفى صرفند” بعد تدهور حالته الصحية، ورفض تناول أي شيء إلا الماء، وألا يُقدّم له أي نوع من الأملاح أو “الفيتامينات”، حيث سعت سلطات الاحتلال إلى منع الإضراب عن الطعام بتطبيق قانون يسمح بالتغذية القسرية للسجناء، إلا أنّ هذا القانون واجه إدانة نقابة الأطباء في الكيان الإسرائيلي، والتي تقول بأنّه “يتعارض مع الالتزامات الأخلاقية”.
وقوبلت خطوة الأسير خضر بالإضراب عن الطعام بحملة تضامنية معه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وأراضي العام 1948، وفي لبنان والعديد من بلدان العالم، شاجبةً استمرار الاحتلال الزج بالمناضلين في سجونه، ومشيدةً بنضال وصمود الأسير خضر.
في العام 2005 اعتُقِلَ في سجون الاحتلال الإسرائيلي عدّة مرّات، حيث خاض إضراباً عن الطعام لمدّة 12 يوماً، احتجاجاً على وضعه في عزل “سجن كفار يونا”، ولم يوقف إضرابه إلا بعد أنْ رضخت إدارة السجون لمطلبه المتمثّل بنقله إلى أقسام الأسرى العادية.
واعتُقِلَ مجدّداً بتاريخ 17 كانون الأول 2011، بعد رفضه حضور مقابلة مع مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، حيث بدأ إضرابه عن الطعام “معركة الأمعاء الخاوية” بتاريخ 18 منه، وبتاريخ 30 كانون الأول 2011م، نُقِلَ إلى قسم العزل في “مستشفى الرملة”، بعد تدهور وضعه الصحي.
وتمكّن الشيخ خضر من الاستمرار في الإضراب عن الطـعام مدّة 66 يوماً، إلى أنْ تم انصياع سلطات الاحتلال لمطالبه والإفراج عنه بتاريخ 17 نيسان 2012م، وذلك تزامناً مع “يوم الأسير الفلسطيني