عكار اليوم تحت المجهر الاقليمي والدولي نظرا للتشابك الحدودي مع سوريا، وتستحوذ اهتمامات الاجهزة الدولية التي تراقب تطور الاحداث في سوريا، ومجريات العمليات الجوية الروسية التي تحقق اهدافا باهرة في الجو يرافقها انجازات الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان التي تستعيد الكثير من المدن السورية بعد تطهيرها الى حضن الدولة.
اهتمامات الدول الكبرى لا سيما دول التحالف انصبت على الحدود العكارية السورية منذ نصب قاعدة عسكرية روسية في مدينة تلكلخ، هذه القاعدة التي اضفت المزيد من الاطمئنان الى سكان المناطق السورية التي تعرضت لهجمات التكفيريين لا سيما البؤرة التي انشأوها في تلكلخ والزارة وارتكبوا فيها الفظائع الى حين اقتحامها وتطهيرها وقتل معظم عناصرها وفرار من نجا من الموت باتجاه الاراضي العكارية.
اعتبرت اوساط خبيرة في الشؤون العكسرية ان اقامة هذه القاعدة الروسية هي اولا دليل على جدية الروس في معركتهم ضد الارهاب وان هذه المعركة لن تتوقف قبل استئصال الارهاب من سوريا وان المعركة غير محصورة في اطار تاريخي ولا في اطار جغرافي محدد بل هي مفتوحة على كل الاحتمالات والمجالات في كل المناطق، ثانيا ان مدينة تلكلخ هي منطقة حدودية استراتيجية مداها يشمل القصير وريفها بحيث يمنع فرار الارهابيين نحو الاراضي اللبنانية بفعل القرار الدولي الذي قضى بمنع انتقال النار السورية الى لبنان، وان قاعدة تلكلخ من شأنها تحصين المنطقة الحدودية من شتى الاحتمالات الممكنة حيث قد تراود البعض احلام تكرار المغامرة من الاراضي اللبنانية نحو الاراضي السورية لتخفيف الضغط عن جبهات المواجهة في ريف حمص والقصير بعد الضربات الروسية وتقدم الجيش السوري الذي بلغ مشارف مدينة خان شيخون لاعادة فتح طريق حلب الدولية وتأمينها.
احد المراقبين تساءل: هل تسعى بعض الاجهزة الدولية الى توريط لبنان في الازمة السورية من خلال تكرار مسلسل الاعتداءات الحدودية بما يخالف القرار الدولي؟وهل هناك محاولات للاعتداء على القاعدة الروسية في تلكلخ الامر سيؤدي الى اضرار جسيمة تصيب الاراضي العكارية في حال حصول هذا الاعتداء حيث لا يمكن للروس ان يقفوا مكتوفي الايدي حيال اي اعتداء على قاعدتهم من اي جهة اتت؟؟
احد المتابعين اوضح ان الخشية هو من خلايا تكفيرية نائمة متغلغلة في بعض القرى العكارية وعناصرها مختلطة من لبنانيين وسوريين ومنهم من هو مرتبط بمشاريع خارجية ولا يزال يراهن على تمدد «داعش» نحو لبنان وان هدفهم عكار وشمال لبنان ولا يأتي هذا الكلام في اطار المخيلة بل هو حلم داعش في التمدد جاء الروس لينسفوا هذا الحلم.
ويوضح المراقب الاستراتيجي ان دخول الروس معركة مواجهة الارهاب في سوريا هو تنفيذ لاتفاقات سورية – روسية موقعة منذ سنين طويلة وبالتالي لا يندرج هذا الدخول الروسي تحت بند التدخل او ما حاول البعض تسميته بحرب صليبية بل حرب ضد الارهاب لاجل المسلمين والمسيحيين ولاجل وحدة سوريا في مواجهة مؤامرة كونية تستهدف سوريا منذ اكثر من اربع سنوات.
والسؤال المطروح لماذا لم تقم قائمة هؤلاء حين مدت دول اميركا واوروبا ودول الخليج قوى الارهاب بالسلاح والمال وتتدخل يوميا في سوريا عدا عن تسهيل دخول الالاف المقاتلين الارهابيين الى سوريا؟.
في النتيجة الحق انتصار في معركة ضد الباطل والدولة السورية قيادة وجيشا وشعبا صمدت في وجه الارهاب الذي ارتكب ابشع مجازر في التاريخ المعاصر وامعن في تشويه صورة الاسلام الحقيقي واليوم بدأ العد العكسي للارهاب اينما كان وبالتالي فان لبنان سيكون بمنأى عن خطر الارهاب طالما ان كفة الميزان باتت لصالح الدولة السورية ارضا وجوا حيث تعود مدينة تلو الاخرى الى حضن الدولة السورية.
ما دور القاعدة العسكرية الروسية في تلكلخ؟
0