لا تزال قضية المقاتلين البريطانيين في صفوف الجماعات المتطرفة وعودتهم إلى بلادهم تثير قلق السلطات الأمنية البريطانية وسط تقديرات بتزايد أعدادهم، فضلاً عن تحذيرات أمنية بأن المملكة المتحدة قد تعاني من تبعات ما يجري في كل من العراق وسوريا لسنوات طويلة.
مرة جديدة تخفق السلطات الأمنية البريطانية في الحد من تزايد أعداد “الجهاديين” البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف الجماعات المتطرفة.
إخفاق ظهر في شريط مصور لشابيين يافعين من مدينة كارديف البريطانية يدعوان فيه الشباب المسلم البريطاني إلى الجهاد في سوريا والعراق.
رياض خان الذي لم يبلغ من العمر عشرين 20 عاماً هرب سراً وأخيه من والديه بحجة الدراسة. كان لامعاً بدراسته كما ذكرت والدته التي تعتقد أن عملية غسيل للدماغ قلبته من حالم بأن يصبح أول رئيس وزراء بريطاني من أصول آسيوية إلى جهادي يقاتل في صفوف تنظيم داعش في سوريا.
ومثله نحو 500 “جهادي” بريطاني يقاتلون في سوريا وفقاً لجهاز الاستخبارات البريطانية. وفق خالد محمود، النائب في مجلس العموم البريطاني، فإن “رقم 1500 من الجهاديين سيكون بالتأكيد الحد الأدنى، وإذا تم النظر في كل أنحاء البلاد هناك أشخاص يسافرون عبر مختلف المدن. في الأصل كان لدينا سوريون استقروا هنا ويريدون العودة ويلعبون دوراً هناك، ثم الجالية الكردية، ثم قبل عامين تقريباً المسلمون البريطانيون الذين يسافرون ويعودون، إذا تم جمع كل هؤلاء فالحصيلة هي أرقام خطيرة بحاجة إلى النظر فيها”. يقر ريتشارد باريت، الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في الاستخبارات البريطانية الخارجية “أ آي 6” “أن هناك نحو 300 شخص عادوا بالفعل إلى بريطانيا.
لكن تعقب هؤلاء يشكل عبئاَ كبيراً ويعد عملية معقدة ومكلفة في الوقت نفسه؛ وقد ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية الروابط البريطانية مع الجهاديين في العراق”.
صحيفة “اندبندنت” ذكرت أن المخابرات البريطانية تواجه مهمة مستحيلة تتمثل في تعقب المئات من المقاتلين العائدين من القتال في سوريا والعراق، ومن بينهم الجهاديون المتطرفون الذين ينوون شن هجمات إرهابية؛ وأن جهاز الاستخبارات البريطانية يواجه مهمة صعبة في محاولة تعقب هذه العناصر.
وفي هذا السياق يؤكد رافيللو بانتوسي، الباحث في المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية، تزايد أعداد الجهاديين وخطورتهم على الأمن القومي البريطاني.
وكانت السلطات الأمنية البريطانية ألقت القبض على 65 جهادياً بريطانياً منذ العام الماضي على خلفية ارتباطهم بنشاطات جهادية من بينهم 40 شخصاً اعتقلوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
تزايد أعداد الجهاديين البريطانيين في صفوف الجماعات المتطرفة بات هاجساً يقض مضاجع السلطات الأمنية البريطانية. هاجس دفعها إلى وضع أمر متابعة الجهاديين على رأس أولوياتها الاستخباراية خشية قيامهم بأعمال إرهابية في المملكة المتحدة.
المصدر: موسى سرور- الميادين