منار صبّاغ: في الإعلام التفاصيل هي الأساس

لا تعليق
آخر الأخبارمقابلات
4
0
منار صباغ

بعد عشر سنوات من العمل كمراسلة ميدانية لأخبار «المنار»، انضمّت منار صبّاغ حديثاً إلى مقدّمي البرامج السياسيّة المسائيّة في القناة، من خلال برنامج «بانوراما اليوم» (الثامنة والنصف مساءً من الاثنين إلى الخميس).
بدأت صبّاغ العمل في القناة العام 2005، وأطلّت سابقاً كمقدّمة لبرنامج «مع الحدث» الصباحي. درست العلوم السياسيّة، وتواصل حاليّاً تحضير رسالة الماجستير في العلاقات الدوليّة، حول سياسة أوباما الخارجيّة وملفّات الشرق الأوسط، بعد انقطاع دام عشر سنوات عن الدراسة بسبب ضغط العمل، خصوصاً بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والظروف الساخنة التي عصفت بلبنان، خصوصاً حرب تمّوز 2006. تلخّص تجربتها في كتاب يضمّ عصارة عملها كمراسلة، ويركّز على تقنيات الرسالة المباشرة على وجه التحديد، يصدر قريياً.
لا تعتبر صبّاغ أنّ إطلالتها المسائية «تتويج» لمسيرتها المهنية. تقول لـ«السفير»: «التفاصيل هي الأساس في الإعلام، وكل عمل نوع من الاستمرارية، مع التركيز على التطوير المستمر لمساري المهني. أعتبر أنني اشتغلت على نفسي كثيراً، كنت أحاسب نفسي بعد كل تقرير، وأبحث دوماً عن الأفضل».
يهتمّ برنامج «بانوراما اليوم» بمواكبة الأحداث الساخنة الدوليّة والإقليميّة والمحليّة، ويناقش الحدث وأبعاده وخلفياته وتداعياته، ويسعى للخروج من النمطية في معالجة الكثير من القضايا. تقول صبّاغ: «أعتبر المرحلة الحاليّة من حياتي المهنيّة غنية ومتنوّعة ومليئة بالتحدي الدائم، وهي تجربة جديدة في أسلوب الحوار. يبحث البرنامج عن كلّ ما من شأنه تقديم المعلومة الصحيحة للمشاهد العربي، لذا يركّز على استضافة الخبراء والمختصين، إلى جانب صناع القرار».
يعالج «بانوراما اليوم» ملفين أو ثلاثة في كلّ حلقة، وتكون بدايته مع تقرير شامل عن الموضوع يمهّد للحوار مع الضيوف المعنيين. «يرتكز البرنامج على إبرار ثقافة المعلومة التي تشكّل أساس النقاش والمعطيات المطروحة، إضافةً إلى الخرائط والرسوم البيانيّة التوضيحية، لا سيّما في مقاربة وشرح الملفات الميدانيّة والتطوّرات العسكريّة».
النضج واضح في أداء صبّاغ الحواري، وتعزو الأمر إلى أن العمر المهني أساسي. «الحرص على الإتقان وبذل المجهود لا علاقة لهما ببرنامج مسائي أو نهاري، والأهم أن يبقى المراسل متواضعاً، ومقدّم البرامج كذلك. لا أنكر أنّ القاعدة الأولى في البرامج المسائيّة هي نسبة المشاهدة في العالم العربي، من هنا نجد فعالية وقيمة أكبر للبرامج المسائيّة، واليوم بات البرنامج يحصد نسبة مشاهدة كبيرة، وهنا تكمن الإيجابية وأقدّر عالياً أنّ قناة «المنار» منحتني هذه الفرصة». تجري صبّاغ تقييماً دائماً للبرنامج، وتلفت إلى أنّ القناة «تنافس إمبراطوريات من المال، ونحاول أن نكون فعالين بقدرات أقل، والمعركة هي معركة رأي عام. الأفكار لا تنتهي وكذلك الطموح، ونحاول ترسيخ البانوراما على خريطة البرامج المحليّة والعربيّة من خلال نوعية الضيوف، والاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، وكون البرنامج أصبح معروفاً فالمسؤولية أكبر وعلينا أن نكون صادقين ولائقين».
بالرغم من نجاح برنامجها، تحنّ منار صبّاغ إلى الميدان، ولا تجد في ابتعادها عنه «برستيج» بمعنى الانتقال إلى الأستوديو. «عملت كمراسلة لأنني أعشق ذلك، وناضلت لأكون مراسلة لأنّي أحبّ الأحداث الساخنة، ولم أنسحب من الميدان إلا لأنّه لا يمكنني الجمع بين عملي الحالي الذي يستغرق وقتاً في التحضير والإعداد والميدان، مع العلم أنّ رغبة الإدارة كانت واضحة في اهتمامها بأن أطلّ كمراسلة يوماً أو يومين في الأسبوع». وتضيف: «رغم حنيني إلى الميدا، ولكن للأسف وللمرة الأولى لا أشعر بالدافع لأن أغطي حدثاً، كنت أمضي 12 ساعة يومياً كمراسلة، واستطعت أن أخرق بعض الضوابط والأماكن الساخنة المحصورة للذكور في سوريا والعراق على سبيل المثال. لا أجد أنَّ هناك ما يستدعي وجودي في الميدان اليوم، ماذا أغطي؟ جلسات الشغور الرئاسي؟ أم التكرار الحاصل في المقارّ الرسمية؟ فالحراك السياسي ميت وهناك شلل وضغوط أمنية. وعند أول إطلاق نار في أي عدوان سأكون جاهزة للميدان من دون أي سؤال ولا نقاش». تستشهد هنا بالإعلامية البريطانية كريستيان أمانبور التي لم تترك الميدان ولا الحوار عبر شاشة «سي أن أن».
صبّاغ غير متشائمة من المشهد الإعلامي في لبنان. «أنظر دوماً إلى الإيجابيّات، هناك شوائب بالطبع إلا أنّ الإعلام اللبناني أفضل من غيره، وعلى مستوى الأخبار والمراسلين هناك كفاءات ولدينا محاورون متميّزون. أنفر من المبالغة عبر الشاشات، وهناك فوارق نوعية وفيها يكمن الأمل، لكن يبقى للإعلام اللبناني حضوره وبصمته».