توجّه الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات بالمعايدة من اللبنانيين بعيد الاستقلال وأشار في حديث على شاشة الميادين ضمن برنامج “آخر طبعة” مع الإعلامية رانيا جمعة، إلى أن وجود الرؤساء الثلاثة في عيد الاستقلال إنجاز مهم على الصعيد الوطني ويمهّد لمرحلة جديدة بعد تشكيل الحكومة وإقرار قانون انتخابي جديد على أساس النسبية .
ولفت إلى أن كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لامست الوضع الداخلي بكل جوانبه والتي تضمّنت مكافحة الفساد، ودعوة اللبنانيين جميعاً للإنخراط في مهمة إعادة تكوين الدولة، ومخاطبة أبناء القرى الحدودية والدعوة إلى ضرورة الإنماء في هذه المناطق وهو ما نشهده للمرة الأولى من قبل رئيس جمهورية في خطاب مباشر، وتأكيده على دور الجيش وتعزيزه لحماية الحدود اللبنانية في وجه العدو الصهيوني والعدو الإرهابي، كما تأكيده على أن لبنان لا يجب أن ينتظر الخارج ولا أن يكون ساحة للتقاتل الخارجي.
وأضاف بركات أن “خطاب القسم يجب أن يترجم بآداء جديد على مستوى الدولة وعلى مستوى السلطة يتوافق مع ما يصبو إليه الرئيسين بري والحريري، وترجمة هذا الخطاب على أرض الواقع وعلينا جميعنا على اختلاف انتماءاتنا أن نتعاون وأن ننخرط في ورشة حقيقية لإنقاذ البلد وأن نفكّر لمرة واحدة بمصلحة لبنان” .
وأكّد أن :” الدولة باتت قويّة بعد تحرير عام 2000 وانتصار 2006 ومواجهة الإرهاب التكفيري على الحدود اللبنانية السورية وهي بحاجة اليوم إلى تظافر جهود جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية والمذهبية من أجل النهوض بالدولة وبمؤسساتها التي تهالكت خلال السنوات الثلاث الماضية خصوصاً وأنه أصبح للجمهورية رئيس وسنشهد ولادة قريبة للحكومة، وأيضاً إعادة تفعيل المجلس النيابي من خلال إصدار القوانين والتشريعات اللازمة.”
وأشار بركات إلى ضرورة عدم استبعاد أحد في تشكيل الحكومة وهو ما يتوافق مع طرح رئيس الجمهورية في تمثيل الأقليات وفي أن تكون الحكومة شاملة، وهذا ما أكّد عليه الطائف في تكوين حكومات وحدة وطنية لا تستثني أحد وتتمثّل فيها كل الكتل النيابية.
وأضاف :”إن العمل بشكل جدي من أجل لبنان لا يمنع تكوين حكومة من 30 وزيراً” مشيراً إلى أن “معلوماتي ان رئيس الجمهورية كان يريد حكومة من 32 وزيراً لتمثيل الجميع ، فلا أحد يستطيع إلغاء أحد في المعادلة السياسية رغم الصراع العميق من الحرب الأهلية حتى اليوم، فعلى الكل الانخراط في حكومة الوحدة الوطنية “، متمنياً على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري التفكير بمشاركة كل الاطراف في الحكومة حتى يواكب العهد الجديد فرحة اللبنانيين.”
وشدّد بركات على أن “الحزب الديمقراطي اللبناني يجب ان يمثل في الحكومة سواء كانت من 30 او 24 وزيراً لانه يمثل مكون وازن على المستوى الطائفي والشعبي” كاشفاً أنه “تم عرض وزارة البيئة على رئيس الحزب الأمير طلال ارسلان ولكنه رفضها ، ومن حقنا المطالبة بالوزارة التي تناسبنا ولماذا لا تسند إلى الأمير طلال وزارة الدفاع؟” وأضاف:”الأمير طلال ارسلان مثال على المستوى الوطني وليس منخرطاً في منظومة الفساد ولدينا رؤية مشتركة وموحّدة مع وليد بيك والحزب التقدمي الاشتراكي في تشكيل الحكومة والتنسيق والتعاون معه قائم على كافة المستويات “.
ومن ناحية أخرى طالب بركات بضرورة التخلّص من نظام التمييز العنصري الذي فرضه النظام السياسي العقيم بتصنيف اللبنانيين درجة أولى ودرجة ثانية وببدعة الوزارات السيادية والمحاصصة التي دفعت بكل طائفة إلى تحقيق المكاسب الخدماتية والمالية على حساب كل اللبنانيين .
ولفت إلى أن الحل يكمن في إقرار قانون انتخابي على أساس النسبية مع ما يشكله من مدخل أساس لبناء الدولة، والتخلّص من قانون الستين والطبقة السياسية الفاسدة والمفسدة لتجاوز الأزمة، لمعرفة توجّهات هذه القوى السياسية المتواجدة اليوم على الساحة اللبنانية والتي أظهرت رغبتها في بناء الدولة ورفض التمديد وضرورة اقتناعها بأن العهد يستمد قوته بالذهاب إلى إقرار قانون على أساس النسبية وليس في تشكيل الحكومة والمحاصصات.
وفي هذا السياق لفت بركات إلى أن “البديل عن المؤتمر التأسيسي الذي دعينا إليه في الحزب الديمقراطي اللبناني ليستقيم الوضع في لبنان على أساس المصلحة الوطنية، هو بتطبيق الطائف وهو ما أشار إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يحمل مشروع الإصلاح والتغيير”.
وفي موضوع التوافد العربي أشار بركات إلى أن المملكة العربية السعودية مرحب بها في لبنان في أي وقت على أمل أن يكون الهدف من هذه الزيارات مراجعة القرارات بعودة الخليجيين إلى لبنان والإيفاء بالتعهدات وخصوصاً منحة الأربع مليارات دولار للجيش اللبناني، وأكّد بركات أنه لن يستطيع أحد من النيل من المقاومة ودورها في لبنان ولن يستطيع أحد تغيير الثوابت الوطنية التي يلتزم بها العماد ميشال عون، وبالتالي المقاومة خط أحمر في لبنان لن يستطيع أحد لا في الخارج ولا في الداخل النيل من منعتها لأنها تعتبر عنوان عزتنا وكرامتنا على المستوى الوطني.