كتب الزميل كامل جابر في جريدة السفير:
يخشى الرعيان في المناطق الجنوبية على قطعانهم من تراجع مصادر المياه ومحطاتها التي كانت تنتشر في العديد من الحقول القريبة من مجاري الأنهار، أو الينابيع الصغيرة، والتي يستخدمونها في سقاية الأغنام والماعز، بعد نضوبها جراء ما يداهم لبنان من جفاف هذا الصيف، سببه قلة كمـيات الأمـطار التي هطـلت هذا العام.
ومعها، يضطر الرعيان إلى رعي قطعانهم في تلال وأودية قريبة من الأنهار الرئيسة، مثل نهر الزهراني في منطقة إقليم التفاح، الذي جفّ مجراه بعد مسافة قليلة من ينابيعه في «الطاسة» واللويزة وعربصاليم، بعد تراجع كمية الأمطار الشتوية، وكذلك بسبب استخدام مجمل كمية مياه النبع في تغذية أكثر من 25 مدينة وقرية في منطقة النبطية ضمن مشروع «مصلحة مياه نبع الطاسة»، وقد بدأت المصلحة تتبع سياسة التقنين في توزيع المياه، بينما بدأت الشكوى في أكثر من بلدة من عدم وصول المياه إليها، لا سيما في المناطق المرتفعة.
ويدور الرعيان بقطعانهم التي تحتاج إلى المياه عدة مرات في اليوم، في فلك مجرى نهر الليطاني الذي يعبر بين منطقتي النبطية ومرجعيون، مع العلم بأن مجرى النهر تقلص كثيراً عما كان عليه في الأعوام السابقة بعد تدني كمية المياه التي كانت تصب بين منطقتي الخردلي وقعقعية الجسر، إلى ما دون العشرة في المئة. وينسحب هذا الأمر على الينابيع في سهول الميذنة (النبطية) والخيام وسرده والعمرة والوزاني وإبل السقي (مرجعيون).