أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات وتحليلات / أطفالنا… مستقبلنا

أطفالنا… مستقبلنا

كتبت للديمقراطي اللبناني عبير البحري*

مهلاً ايّها الزمن، فوراء حروف الانسانية معانٍ كثيرة، معاني عميقة، فلا تدعها تمر مرور الكرام، دعنا نخدمها، نتعرّف اليها، فبدونها لا انسان وبدون الانسان لا حياة . الاطفال هم من سيغدون شباب المستقبل، من سيصبحون عماد الوطن فهيّا لمساعدتهم، لرعايتهم، لضمان مستقبلنا ومستقبلهم.
اليوم، غدت المصلحة الخاصة هدفاً لكل انسان واصبح هذا الاخير ساعياً وراء تطوره وتطور حياته وتكنولوجيته ناسياً ان هناك ارواحاً تولد تحتاج مساعدته. كما ذكرنا ان الاطفال هم من سيبنون وطننا في الغد وهم من سيساعدونه، فهل هذه الفئة تأخذ حقها من الرعاية ؟
في هذا الزمان اصبح الطفل مستنكراً، فهناك الآلاف من الاطفال يجلسون على الطرقات، يقتاتون الفضلات، جسدهم رداء صيفهم و شتائهم، لا يعرفون الحرف ولا يتقنون الكلمة، ونحن نسير بقربهم متجاهلين، أهذه هي الانسانية ؟؟
علينا جميعاً افراداً وجماعات، مؤسسات وحكومات مساعدة هذا الكائن الضعيف، لنجعله انساناً حقيقياً، متكاملاً، لا ينقصه حق من حقوقه.
فاولى خطواتنا يجب ان تكون اعداد مدارس تضمهم جميعاً، تعلمهم القراءة والكتابة واعداد جمعيات تأهلهم وتعطيهم الثقة بالنفس وجعلهم يتحسسون ان لا شيء يقف في طريق الحياة ويمنعها من الاستمرار فلا داعي للخوف منها، فبتعليمهم طريقة حل المشاكل والصعوبات التي ستعترضهم، سيتمكنون من خوض الحياة مع العلم انهم سيتفاجئون بوجود اشخاص هدفهم تحطيم الأمال ومنعهم من الوصول لاهدافهم، لكن بالارادة كل اهدافنا تتحقق. بالاضافة الى ذلك يجب تأمين حقهم في اللعب واللهو والتسلية واعطاؤهم اهم الحقوق الا وهو الحرية التي بدونها لا يمكنهم العيش كإنسان يتمتع بكامل حقوقه الانسانية وسيبقون اسرى داخل سجن الحياة.
وكما نرى دائماً العديد من الاطفال يقفون في الشوارع ينظفون زجاج سياراتنا ويبيعون المناديل ويقومون بأعمال تفوق طاقاتهم لقاء اجر زهيد لا يؤمن رغيف خبز، فهنا علينا التحرك لمنع استغلالهم والحد من عمالة بسن مبكرة فنحن من علينا تأمين حاجاتهم خوفاً من ان يؤدي عملهم هذا الى الانحراف والضياع في غابة وحوش …
والآن بعد اعدادهم وتأهيلهم، علينا مساعدتهم لايجاد عمل يناسبهم يفيدون به المجتمع والدولة والأهم يستفيدون هم انفسهم منه.
فهاهم من كانوا اطفالاً مشردين، مهملين، ضائعين، اصبحوا شباباً منتجين، مساهمين في التطور والتقدم وكل هذا بفضل سياسة بسيطة تسمى ” خدمة الانسانية” ولكن للأسف لم تطبق هذه السياسة بعد وشبابنا ما زالوا اطفالاً.
واخيراً، دعوة للجميع، لكل انسان لخدمة اخيه الانسان والسعي الى جزء من كمال انسانيته ليتخطى الفقر والعوز والجهل ولنبني وطن يعتمد على طموح شباب اوجدوا معنى جديداً للحياة بعد ان عارضتهم في طفولتهم. فهل سيستيقظ العالم لأطفاله يوماً؟؟

• عبير البحري : طالبة وناشطة إجتماعية.

عن jad haidar

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*